الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وفاة «الأمير النائم» الوليد بن خالد بعد 20 عاما من الغيبوبة

القارئ نيوز

أعلن اليوم، السبت 19 يوليو 2025، عن وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف إعلاميًا بلقب «الأمير النائم»، وذلك بعد معاناة استمرت لعشرين عامًا داخل غرفة العناية المركزة، إثر دخوله في غيبوبة طويلة منذ عام 2005 بسبب حادث مروري مروع.

وكان الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، والد الفقيد، قد أعلن الخبر الحزين عبر حسابه الرسمي بمنصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، انتقل إلى رحمة الله تعالى ابني الوليد بن خالد بن طلال، بعد رحلة صبر وابتلاء دامت عقدين من الزمن».

لحظة فارقة في وجدان السعوديين

حالة الأمير الوليد كانت واحدة من أبرز الحالات الصحية التي حظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة على مدار الأعوام الماضية، حيث ظل في غيبوبة كاملة منذ سن الخامسة عشرة، بعد تعرضه لحادث مروري أثناء دراسته، نُقل على إثره إلى أحد المراكز الطبية المتخصصة في المملكة.

ورغم مرور سنوات طويلة، لم تتخل الأسرة عن أملها في شفائه، وحرص والده الأمير خالد على نشر فيديوهات وصور دورية تُظهر لحظات محاولة التواصل مع نجله، ورفع الأكف بالدعاء له، مما خلق حالة وجدانية كبيرة بين السعوديين، وتفاعل الملايين مع تلك الحالة التي جمعت بين الأمل والإيمان والصبر الطويل.

من هو الأمير الوليد بن خالد بن طلال؟

وُلد الأمير الوليد في أبريل عام 1990، ويُعد الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، أحد أبناء الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود، وبالتالي فإن الفقيد هو ابن شقيق رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال.

كان الأمير الوليد طالبًا متفوقًا، وسبق أن التحق بإحدى الكليات العسكرية في العاصمة البريطانية لندن قبل الحادث بفترة قصيرة، وكان على وشك استكمال مسيرته التعليمية والعسكرية، قبل أن يتعرض لحادث قلب مسار حياته تمامًا، ويحوّل حلمه إلى قصة مأساوية عايشها السعوديون عامًا بعد عام.

صبر الوالدين نموذج إنساني ملهم

حظي موقف الأسرة، لا سيما الوالد الأمير خالد بن طلال ووالدة الأمير الوليد، باحترام بالغ وتعاطف من مختلف أطياف المجتمع السعودي والعربي، حيث ضربا أروع أمثلة الصبر والثبات والإيمان بقضاء الله، ورفضا في أكثر من مناسبة نزع الأجهزة الطبية عن نجلهما، مؤكدين تمسكهما بالأمل رغم ما يراه البعض مستحيلًا.

وقال الأمير خالد في مناسبات سابقة إنه يرى في نجله «اختبارًا إيمانيًا» ورسالة صبر من السماء، مؤكدًا أن ما يقوم به واجب الأب تجاه فلذة كبده، ولو امتد ذلك لعقود.

وداع حزين ورسائل تعزية من كل حدب وصوب

فور إعلان نبأ الوفاة، عمّت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والخليج موجة من الحزن والدعاء، وشارك آلاف المغردين في تقديم واجب العزاء، مستذكرين المواقف الإنسانية التي صاحبت رحلة مرض الأمير الوليد، ومشيدين بثبات أسرته وصبرها طوال السنوات الماضية.

وجاءت التغريدات والتدوينات مليئة بعبارات الدعاء مثل: «اللهم ارحمه واغفر له، واجعل مرضه في ميزان حسناته»، و«اللهم اجبر كسر قلب أهله وثبّتهم في مصابهم»، إلى جانب تداول مقاطع الفيديو السابقة التي ظهر فيها الأمير الراحل وهو يحرك عينه أو يده استجابة لصوت والده.

مراسم التشييع وتفاصيل الجنازة

ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي بشأن تفاصيل تشييع جنازة الأمير الوليد، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه سيصلى عليه بعد صلاة العشاء اليوم بالرياض، بحضور كبار الشخصيات من الأسرة المالكة، وعدد كبير من المواطنين، وسط أجواء من الحزن والاحترام لهذا الرحيل الذي طال انتظاره.

يُذكر أن العائلة المالكة في السعودية كانت حريصة على توفير كل سبل الرعاية الصحية للأمير الوليد، حيث تنقل بين عدة مستشفيات ومراكز طبية مجهزة، وظل تحت إشراف طبي متكامل حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

النهاية المؤثرة لقصة حزينة

برحيل الأمير الوليد بن خالد بن طلال، تُطوى صفحة من صفحات الصبر والمقاومة التي شهدها المجتمع السعودي على مدار عقدين من الزمن.

 قصة جسدت الإيمان والثبات، وتحوّلت إلى واحدة من أشهر الحكايات الإنسانية في التاريخ الطبي السعودي الحديث.

وما بين دموع الفقد، ودعوات الرحمة، وذكريات الأمل الطويل، يبقى اسم «الأمير النائم» محفورًا في الوجدان الشعبي العربي، كرمز لحالة إنسانية فريدة أثّرت في القلوب، واختبرت الصبر، وجسدت حُب الآباء بلا حدود.

تم نسخ الرابط