الخميس 31 يوليو 2025 الموافق 06 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نقابة المهن الموسيقية تنعى الفنان لطفي لبيب بكلمات مؤثرة

الفنان الراحل لطفي
الفنان الراحل لطفي لبيب

ودعت الساحة الفنية المصرية والعربية صباح اليوم أحد أبرز نجومها، الفنان القدير لطفي لبيب، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض. وبرحيله، خسر الفن المصري وجهًا بارزًا لطالما أثرى السينما والدراما بأعماله المتنوعة، وشخصيته المحبوبة، التي جمعت بين الطيبة والذكاء وخفة الظل.

وكانت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة الفنان مصطفى كامل، أول من نعى الفنان الراحل، معربة عن بالغ حزنها وصادق تعازيها لأسرته ومحبيه وزملائه، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. وكتبت النقابة في بيان رسمي: «ودعنا اليوم فنانًا وإنسانًا من طراز نادر.. رحم الله لطفي لبيب».

وداع حزين من زملاء الساحة الفنية

فور إعلان خبر الوفاة، نعاه عدد كبير من نجوم الوسط الفني عبر حساباتهم الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّروا عن حزنهم لفقدان قامة فنية شكلت جزءًا من وجدان المشاهد المصري والعربي. وكتب الفنان أحمد حلمي: «وداعًا صاحب الروح الطيبة والفن المحترم»، بينما قالت الفنانة منى زكي: «رحلت جسدًا وبقيت فنًا وذكرى في قلوبنا».

وقد أعلنت دار إقامة كبار الفنانين بمدينة السادس من أكتوبر، التي كان لطفي لبيب أحد المقيمين بها في السنوات الأخيرة، تأجيل احتفال عيد ميلادها الثاني، الذي كان مقررًا مساء الأربعاء، احترامًا لرحيل الفنان وتقديرًا لمكانته في قلوب زملائه.

مشوار فني استثنائي

ولد لطفي لبيب في محافظة بني سويف عام 1947، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أن بدايته الفنية جاءت متأخرة نسبيًا، إذ انطلق بقوة في منتصف الثمانينيات، واستطاع سريعًا أن يحجز لنفسه مكانة بين نجوم الصف الأول رغم تخصصه في أدوار الرجل الثاني.

شارك لبيب في أكثر من 100 عمل سينمائي، وما يزيد عن 30 عملًا دراميًا، وأدى شخصيات لا تُنسى في أفلام مثل السفارة في العمارة حيث جسّد شخصية السفير الإسرائيلي، وعسل أسود، وطير انت، وولاد العم.

 كما تعاون مع كبار نجوم الكوميديا مثل محمد سعد، أحمد مكي، حسن حسني، ومى عز الدين، وكان دائمًا ما يُذكر كممثل داعم لزملائه في بداياتهم.

في الدراما التلفزيونية، لمع نجمه في أعمال مثل صاحب السعادة، وعفاريت عدلي علام، والراية البيضا، وغيرها من المسلسلات التي تميز فيها بقدرته على المزج بين الطابع الكوميدي والإنساني.

مشاركة وطنية.. من ميادين القتال إلى خشبة المسرح

لم يكن لطفي لبيب فنانًا فقط، بل كان جنديًا من جنود مصر الأوفياء، إذ خدم في الجيش المصري لمدة 6 سنوات، وكان أحد المشاركين في انتصارات حرب أكتوبر 1973.

 تلك التجربة لم تخرج من وجدانه، بل وثقها في كتاب مهم حمل عنوان الكتيبة 26، روى فيه تفاصيل تلك السنوات المجيدة، وانعكاساتها على روحه وفنه.

قال لبيب في أحد لقاءاته التلفزيونية: «كنت أؤمن أن الفن رسالة، لكن لا شيء يضاهي أن تخدم وطنك بيدك وبسلاحك.. وما كتبته عن الكتيبة 26 كان رسالة حب ووفاء لزملائي من الجنود الذين لم يعودوا».

مؤلفات ومساهمات أدبية

إلى جانب التمثيل، امتلك لطفي لبيب ميولًا أدبية، حيث كتب عددًا من السيناريوهات والمقالات والخواطر.

 وكان يعتزم خلال سنواته الأخيرة نشر كتاب عن رحلته في الفن والجيش والحياة، كاشفًا في أكثر من حوار عن عشقه للكتابة، ورغبته في ترك بصمة مكتوبة للأجيال القادمة.

انسحاب تدريجي بسبب المرض

في السنوات الأخيرة، بدأ الفنان لطفي لبيب يبتعد تدريجيًا عن التمثيل بسبب تدهور حالته الصحية، حيث أصيب بجلطة في المخ أثرت على حركته. 

ورغم تلقيه عروضًا للعمل، كان دائم الاعتذار، قائلًا: «أرفض أن أظهر عاجزًا أمام جمهوري.. أنا مازلت أعيش بينكم، لكن على طريقتي الخاصة».

وكان آخر ظهور علني له في إحدى الندوات الفنية خلال العام الماضي، حيث بدا متأثرًا جسديًا، لكن احتفظ بابتسامته التي طالما أحبها الجمهور.

وداعا يا طيب القلب

برحيل لطفي لبيب، تفقد الساحة الفنية نجمًا متفرد لم يكن فقط ممثل موهوب، بل إنسان نبيل، ترك أثر في كل من عرفه، وعمل معه، وشاهده. 

ويظل اسمه محفورًا في وجدان الفن المصري كرمز للتواضع، والموهبة، والصدق.

تم نسخ الرابط