الثلاثاء 05 أغسطس 2025 الموافق 11 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

متى تتحول «لدغات الحشرات» إلى خطر صحي؟.. إشارات لا يجب تجاهلها

لدغة النحل
لدغة النحل

تُعد «الحشرات» من أكثر الكائنات انتشارًا وتنوعًا في البيئات المختلفة حول العالم، ورغم صغر حجمها إلا أن تأثيرها على الإنسان يمكن أن يكون بالغًا في بعض الحالات، فكثير من الناس يتعاملون مع «لدغات الحشرات» على أنها أمر بسيط يسبب فقط حكة مؤقتة أو تورمًا موضعيًا، إلا أن الواقع الطبي يكشف أن بعض تلك «اللدغات» قد تتحول إلى خطر صحي كبير إذا لم يُنتبه إليها في الوقت المناسب، لذلك من المهم أن نتعرف على العلامات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا بعد التعرض لـ «لدغة حشرة» وذلك لتفادي المضاعفات التي قد تكون خطيرة أو مهددة للحياة.

متى تكون «لدغات الحشرات» بسيطة؟ ومتى تتحول إلى مشكلة؟

في الغالب تكون «لدغات الحشرات» مجرد تفاعل بسيط من الجسم تجاه لعاب الحشرة أو السم الذي تحقنه أثناء اللدغ، وتظهر الأعراض في صورة احمرار في الجلد وتورم خفيف مصحوب بالحكة، وقد تختفي هذه الأعراض خلال ساعات أو أيام قليلة دون الحاجة إلى علاج طبي مكثف، لكن في بعض الأحيان قد تظهر «أعراض غير معتادة» أو شديدة تدل على أن الجسم يتفاعل بطريقة غير طبيعية أو أن هناك عدوى انتقلت عبر اللدغة.

ومن «الحشرات» الشائعة التي تسبب لدغات مؤلمة أو خطيرة البعوض والنمل والنحل والدبابير والقراد والبق والبراغيث، وهذه «الحشرات» قد تختلف في تأثيرها بحسب طبيعة الجسم ومدى الحساسية التي يتمتع بها الجهاز المناعي.

العلامات التحذيرية التي لا يجب تجاهلها بعد لدغة حشرة

توجد مجموعة من العلامات التي ينبغي التوقف عندها والتوجه إلى الطبيب فور ملاحظتها، من بينها «ظهور طفح جلدي واسع الانتشار» بعد اللدغة أو «صعوبة في التنفس» أو «تورم في الوجه أو اللسان أو الحلق»، وتُعد هذه الأعراض من علامات «رد الفعل التحسسي الحاد» والذي يعرف طبيًا بـ«التأق» أو «Anaphylaxis» وهو حالة طبية طارئة تستدعي التدخل السريع لتجنب توقف التنفس أو هبوط الضغط المفاجئ.

كما يُعتبر «ارتفاع حرارة الجسم» بعد اللدغة علامة تستدعي القلق، خاصة إذا صاحبها صداع شديد أو ألم في المفاصل أو الشعور بالتعب العام، لأن هذه الأعراض قد تدل على وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية ناتجة عن الحشرة، كذلك فإن استمرار «التورم» في مكان اللدغة أو زيادة مساحته أو تحوله إلى «خراج» مليء بالصديد يُعد مؤشراً لعدوى موضعية تحتاج إلى مضاد حيوي أو تدخل جراحي في بعض الحالات.

الحشرات الناقلة للأمراض.. لا تستهِن بها

تعتبر بعض «الحشرات» ناقلة لأمراض خطيرة مثل الملاريا وحمى الضنك والليشمانيا ومرض لايم وفيروس زيكا، وهذه الأمراض تنتقل من خلال لعاب الحشرة أثناء عملية اللدغ، وفي بعض الأحيان لا تظهر الأعراض إلا بعد أيام أو حتى أسابيع من التعرض للدغة، لذلك فإن السفر إلى مناطق تنتشر فيها هذه «الحشرات» يتطلب اتخاذ تدابير وقائية مثل استخدام الناموسيات والمبيدات وارتداء الملابس الواقية وتلقي اللقاحات عند الضرورة.

وفي حالة العودة من منطقة موبوءة وظهور أعراض مثل الحمى أو الطفح الجلدي أو الصداع أو آلام المفاصل فيجب إبلاغ الطبيب فورا عن التاريخ الجغرافي للمكان الذي تمت زيارته وكذلك ذكر احتمالية التعرض لـ «لدغات الحشرات» هناك.

من هم الأكثر عرضة لخطر «لدغات الحشرات»؟

بعض الفئات تكون أكثر عرضة لمضاعفات «لدغات الحشرات» مثل الأطفال وكبار السن ومرضى الحساسية والربو وضعف المناعة وكذلك من لديهم تاريخ مرضي مع «التحسس المفرط»، فهذه الفئات يجب أن تُعامل أي لدغة بحذر زائد، كما يُنصح بحمل قلم الأدرينالين الذاتي للأشخاص المعروفين بحساسيتهم الشديدة تجاه «لدغات الحشرات» مثل النحل أو الدبابير لتفادي الوفاة المفاجئة.

الإسعافات الأولية.. ما الذي يجب فعله فورًا بعد اللدغة؟

في حال حدوث لدغة بسيطة دون أعراض مقلقة يمكن تنظيف مكان اللدغة بالماء والصابون وتطبيق كمادات باردة لتخفيف التورم، ويمكن استخدام كريمات مضادة للحكة أو مضادات الهيستامين الموضعية، أما إذا كانت اللدغة ناتجة عن نحلة أو دبور فيجب إزالة الشوكة بلطف باستخدام حافة بطاقة بلاستيكية وليس بالأصابع لتجنب ضغط السم أكثر في الجلد.

وفي حال ظهور أعراض مقلقة كما سبق ذكره فيجب التوجه للطوارئ فورًا دون تأخير، خاصة في حال حدوث صعوبة في التنفس أو دوار أو فقدان الوعي أو تسارع نبضات القلب، لأن هذه الحالات قد تشير إلى صدمة تحسسية تستوجب الإسعاف الفوري.

الوقاية خير من العلاج.. كيف نحمي أنفسنا من الحشرات؟

أفضل طريقة لتجنب «لدغات الحشرات» هي الوقاية منها، ويشمل ذلك استخدام طاردات الحشرات على الجلد والملابس، وعدم ترك النوافذ والأبواب مفتوحة دون شبك واقٍ، وتجنب التواجد في الأماكن العشبية أو المائية عند الغروب والفجر وهي الفترات التي تنشط فيها «الحشرات» المزعجة، كما يُنصح بتجنب ارتداء العطور القوية أو الألوان الزاهية التي تجذب النحل والدبابير.

كذلك من المهم فحص الحيوانات الأليفة باستمرار والتأكد من خلوها من البراغيث أو القراد، واستخدام المبيدات الآمنة في المنازل عند الضرورة.

التعامل مع «لدغات الحشرات» لا يجب أن يكون دائمًا بتساهل، فرغم أن الكثير منها يمر بسلام دون مضاعفات إلا أن البعض الآخر قد يحمل خطرًا حقيقيًا على الصحة، ولذلك فإن وعي الإنسان بالأعراض الخطيرة وطرق الإسعاف والوقاية يمكن أن يصنع فارقًا بين مجرد لدغة بسيطة وبين حالة طبية طارئة، وتذكر دومًا أن «الاحتياط واجب» حين يتعلق الأمر بتفاعلات الجسم غير المتوقعة.

تم نسخ الرابط