الخميس 14 أغسطس 2025 الموافق 20 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

واجهة حجرية نادرة من عصر إخناتون.. كنز أثري يزين المتحف المصري بالتحرير

القارئ نيوز

في خطوة جديدة لتعزيز تجربة الزوار وإلقاء الضوء على تاريخ مصر العريق، يعرض المتحف المصري بالتحرير إحدى أروع التحف الأثرية المكتشفة في منطقة تل العمارنة، وهي واجهة حجرية تعود إلى الأسرة الثامنة عشرة في عهد الملك إخناتون (حوالي 1351 – 1334 ق.م).

 وتعد هذه القطعة شاهدة نادرة على فن العمارنة المميز والتغيرات الدينية والفنية التي شهدتها مصر القديمة خلال تلك الحقبة.

اكتشاف نادر يضيف بعدًا جديدًا لدراسة العمارنة

وكشفت إدارة المتحف المصري بالتحرير في بيان رسمي أن الواجهة الحجرية المكتشفة داخل أحد مقابر الأفراد بالعمارنة تحتوي في أعلاها على خراطيش ملكية تضم أسماء المعبود أتون، في ظاهرة نادرة ربما تسجل لأول مرة، إذ لم يُعثر من قبل على اسم معبود داخل خرطوش ملكي.

 ويظهر على جانبي القطعة الملك إخناتون وأفراد عائلته في مشهد تعبدي مخصص لعبادة المعبود أتون، ما يضفي على القطعة بعدًا دينيًا وفنيًا فريدًا.

وأشار البيان إلى أن هذه القطعة تعكس أسلوب الفن العمارني المعروف بتجريده من الرموز التقليدية واستخدامه أسلوبًا جديدًا في عرض الشخصيات الملكية والمعبودات، وهو ما يجعلها مصدرًا مهمًا للدارسين والباحثين في تاريخ الفن المصري القديم.

الترميم والحفاظ على التراث

خضعت الواجهة الحجرية لعمليات ترميم دقيقة شملت تنظيف الحجر وإزالة الشوائب، واستكمال الألوان التي كانت باهتة نتيجة مرور قرون طويلة على اكتشافها، إضافة إلى تثبيت أجزاء القطعة بدقة لضمان عدم تعرضها للتلف أثناء العرض.

 وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية المتحف للحفاظ على القطع الأثرية القيمة وإتاحة الفرصة للزوار للاستمتاع بها.

القطعة مصنوعة من الحجر الجيري الملون، ومسجلة رسميًا تحت رقم 65041، ما يجعلها جزءًا مهمًا من سجلات التراث الوطني المصري، ويؤكد حرص المتحف على توثيق كل القطع بدقة لتسهيل الدراسات العلمية المستقبلية.

المتحف المصري.. صرح حضاري عالمي

يعد المتحف المصري بالتحرير أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، ويضم أكثر من 170 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية، بدءًا من ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني. 

ويحتوي المتحف على أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة في العالم، ما يجعله وجهة أساسية للباحثين والدارسين، فضلاً عن كونه مقصدًا للزوار من جميع أنحاء العالم.

ويؤكد القائمون على المتحف أن عرض القطع النادرة مثل هذه الواجهة الحجرية يساعد على نشر الوعي بتاريخ مصر القديم وإبراز مرحلة العمارنة التي شهدت تغييرات سياسية ودينية وفنية كبيرة.

قطع أثرية مميزة أخرى بالمتحف

من بين الكنوز الأخرى التي يعرضها المتحف، رأس لسيدة من الدولة الوسطى تعود للأسرة الثانية عشرة، وهي جزء من تمثال مركب منحوت من مواد مختلفة.

 وقد جرى تجميع الرأس بطريقة التعشيق «النقر واللسان» لربط الوجه بالشعر المستعار، ما يعكس مهارة الحرفيين في تلك الحقبة ودقتهم في النحت والتصميم.

كما يضم المتحف العديد من التماثيل الملكية والقطع الجنائزية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المشغولات الذهبية والمومياوات، لتشكل جميعها لوحة متكاملة تعكس حضارة مصر القديمة وتاريخها الغني.

رسالة حضارية وتعليمية

تعكس الواجهة الحجرية المعروضة أهمية دراسة الفن الديني في مصر القديمة وفهم التغيرات التي شهدتها فترة العمارنة، كما تسلط الضوء على دور الملك إخناتون في إصلاح الطقوس الدينية وتقديم المعبود أتون بصورة مركزية في الفن المصري.

ويؤكد المتحف المصري بالتحرير التزامه بعرض وصون التراث المصري على أعلى مستوى، وإتاحة الفرصة للباحثين والزوار لاكتشاف جوانب جديدة من حضارة مصر القديمة، مع التركيز على التعليم والتثقيف وإبراز ما تملكه مصر من كنوز أثرية فريدة.

إضافة قيمة للمتحف المصري بالتحرير

تمثل هذه الواجهة الحجرية إضافة قيمة للمتحف المصري بالتحرير، إذ تتيح للزوار فرصة مشاهدة قطعة أثرية نادرة تجمع بين الجمال الفني والدين الفرعوني العميق، ما يجعلها مصدر جذب كبير لكل المهتمين بتاريخ مصر القديم وفن العمارنة المميز. 

وبعرض مثل هذه الكنوز، يواصل المتحف دوره كصوت حي لتاريخ مصر، حاملًا إرثًا ثقافيًا وحضاريًا للأجيال القادمة، ويؤكد أن كل قطعة أثرية تروي قصة ممتدة لآلاف السنين، تشهد على عظمة هذه الحضارة وتفردها.

تم نسخ الرابط