افتتاح معرض «أسرار المدينة الغارقة» بمتحف الإسكندرية القومي.. رحلة إلى أعماق التاريخ

شهد متحف الإسكندرية القومي مساء أمس حدثًا استثنائيًا بافتتاح معرض «أسرار المدينة الغارقة» الذي ينظمه المجلس الأعلى للآثار، بحضور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من قيادات الآثار في الإسكندرية، وسط حضور جماهيري لافت من محبي التاريخ والآثار والباحثين.
افتتاح رسمي وسط حضور لافت
في أجواء احتفالية تحمل عبق التاريخ، قص وزير السياحة والآثار شريط الافتتاح، مؤكدًا أن المعرض يعكس جزءًا من التراث المصري الغارق تحت مياه البحر المتوسط، ويمثل خطوة مهمة للتعريف بالاكتشافات الفريدة التي جرى انتشالها على مدار أكثر من عقدين من الزمان.
وشدد الوزير على أن مصر لا تمتلك فقط حضارة عظيمة فوق الأرض، بل تحتضن في أعماق بحارها كنوزًا أثرية فريدة تروي قصص حضارات تعاقبت على أرضها، مشيرًا إلى أن المعرض يفتح الباب أمام مزيد من التعاون الدولي في مجال الآثار الغارقة.
مقتنيات من قلب البحر
يضم المعرض مجموعة استثنائية من الآثار الغارقة التي جرى انتشالها من خليج أبوقير منذ عام 2000 وحتى اليوم، بواسطة بعثات المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء.
وتشمل هذه المقتنيات آثارًا من مدينتي تونيس–هيراكليون وكانوب، إضافة إلى قطع أخرى جرى العثور عليها في الحي الملكي الغارق تحت مياه الميناء الشرقي بمدينة الإسكندرية القديمة.
الزوار على موعد مع قطع أثرية تمثل جانبًا من حياة تلك المدن الغارقة، من تماثيل ضخمة، وأعمدة حجرية، ونقوش توثق لمظاهر الحياة الدينية والاجتماعية، لتعيد إحياء صورة حضارة عريقة طمرتها المياه على مر القرون.
مدن ازدهرت ثم غمرتها المياه
بالرغم من أن هذه المدن تتابع غرقها بفعل الزلازل والهبوط الأرضي وارتفاع منسوب مياه البحر، إلا أنها كانت خلال القرنين السادس قبل الميلاد والرابع الميلادي في أوج مجدها، حيث تمتعت بمكانة كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فضلًا عن دورها المحوري في التجارة والعلاقات الدولية.
مدينة تونيس–هيراكليون عُرفت بمعابدها المصرية واليونانية الشهيرة، مثل معابد آمون وأوزيريس وهيراك، وكانت مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا على ساحل البحر المتوسط.
بينما اشتهرت مدينة كانوب بمزاراتها المقدسة التي جذبت الزوار من مختلف أنحاء العالم القديم، إذ كانت مقصدًا للراغبين في الشفاء الإعجازي، وعُرفت كذلك باحتفالاتها الصاخبة خاصة في العصر الروماني.
أسرار تكشفها الاكتشافات
من بين أهم المكتشفات التي يعرضها المعرض:
مقابر مصرية قديمة تغطي فترات زمنية مختلفة.
رأس تمثال مينيلوس، أحد أبرز الشخصيات في ملحمة حرب طروادة الشهيرة.
قطع أثرية ترتبط بالطقوس الدينية والمواكب الاحتفالية التي كانت تشهدها مدينة كانوب.
كما تشير الاكتشافات إلى أن مدينة كانوب الغارقة احتضنت رفات عدد من الشخصيات المقدسة، ومن بينهم القديس يوحنا والقديس كير، وهو ما جعلها مركزًا روحيًا مهمًا في العالم القديم.
رحلة استثنائية عبر الزمن
المعرض لا يقتصر على عرض الآثار فحسب، بل يقدم للزائرين تجربة بصرية ومعرفية متكاملة، حيث يتيح لهم فرصة التعرف على تفاصيل التنقيب تحت الماء، من خلال صور توثيقية وشاشات عرض رقمية تُبرز مراحل انتشال هذه القطع النادرة من قاع البحر.
ويوفر المعرض أيضًا جولة تعليمية تثقيفية لطلاب المدارس والجامعات، لربط الأجيال الجديدة بتاريخ بلادهم المغمور، والتأكيد على أهمية حماية التراث الأثري فوق الأرض وتحت الماء.
إشادة دولية ودعوة للتعاون
وخلال الافتتاح، أشاد مسؤولو المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء بالتعاون المثمر مع الجانب المصري، مشيرين إلى أن الإسكندرية تُعد واحدة من أغنى المدن الساحلية بالآثار الغارقة على مستوى العالم.
وأكدوا أن المعرض يعكس الجهود المشتركة للحفاظ على هذه الكنوز، ويمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون العلمي والثقافي بين مصر وشركائها الدوليين.
السياحة الثقافية في بؤرة الاهتمام
من جانبه، أوضح وزير السياحة والآثار أن هذه المعارض تساهم في الترويج لمصر كوجهة سياحية ثقافية متكاملة، لا تقتصر على الأهرامات والمعابد فقط، بل تمتد إلى مواقع أثرية غارقة فريدة.
وأشار إلى أن الوزارة تسعى لتكرار مثل هذه الفعاليات في مدن أخرى لتعريف العالم بثراء الحضارة المصرية وتنوعها، مع وضع خطة للتوسع في برامج السياحة البحرية والأثرية التي تستهدف عشاق التاريخ والمغامرة.
أهمية خاصة لمتحف الإسكندرية القومي
اختيار متحف الإسكندرية القومي لاحتضان هذا المعرض لم يكن وليد الصدفة، إذ أن المدينة التاريخية عرفت على مر العصور بأنها عروس البحر المتوسط ومركزًا للعلم والحضارة والفن.
ويُنتظر أن يسهم المعرض في زيادة الإقبال على المتحف، خاصة من السائحين القادمين إلى الإسكندرية عبر الموانئ البحرية، الذين يبحثون عن تجربة سياحية متكاملة تجمع بين التاريخ والبحر.
بهذا الافتتاح، تفتح مصر نافذة جديدة على تاريخها الغارق في أعماق البحر، لتعيد إحياء حضارة مدن كانت في الماضي منارات للعلم والدين والتجارة، ثم ابتلعتها المياه لتعود اليوم إلى النور عبر معرض «أسرار المدينة الغارقة».
إنه حدث يرسخ مكانة الإسكندرية كمدينة عالمية، ويؤكد أن البحر المتوسط لا يخفي فقط أسرار الماضي، بل يحمل أيضًا فرصًا لمستقبل مشرق في مجالي السياحة والآثار.
- معرض
- الساحل
- المتحف
- ملح
- الآثار
- السياحة
- الفن
- الأمين العام
- وزير
- مجلس
- التاريخ
- ليون
- الماء
- متحف
- المدارس
- التجارة
- الوزير
- الاقتصاد
- وزير السياحة
- شريف فتحي
- مصر
- الإسكندرية
- المغامرة
- المجلس الأعلي
- إسكندرية
- الموانئ
- السياح
- روبي
- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار
- الباحثين
- فريدة
- الميناء
- الزلازل
- الاعلى
- درة
- المصري
- ساحل البحر المتوسط
- النور
- المدارس والجامعات
- اقتصاد
- نيس
- التراث المصري
- عروس البحر المتوسط
- البحر المتوسط
- طلاب المدارس
- المجلس الأعلى للآثار
- الملك
- الوزارة
- مقابر
- الدكتور محمد إسماعيل
- وزير السياحة والآثار
- الصدفة
- طقوس
- حرب
- التعاون الدولي
- صورة
- آدم
- العلم
- روما
- الزوار
- أرق
- العالم
- العلاقات
- تجار
- المدن
- الجامعات
- سكن
- الراب
- التعاون
- قلب
- آلام
- الدول
- إبر
- تعاون
- مياه
- قطع
- المحور
- أرض
- مدارس
- الملكي
- باحثين
- التجار
- القارئ نيوز