الجمعة 22 أغسطس 2025 الموافق 28 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ذكرى رحيل كمال الشناوي وفلسفة الفن.. رفض المساومة على الجودة والإبداع

كمال الشناوي
كمال الشناوي

تحل اليوم الجمعة، 22 أغسطس، ذكرى رحيل الفنان الكبير كمال الشناوي، الذي غاب عن عالمنا تارك إرثا فنيا هائلًا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، والتي ما زال جمهوره متعلقًا بها حتى اليوم. ويظل الشناوي أحد أعمدة الفن المصري، إذ جمع بين الموهبة الكبيرة والحس الإنساني والالتزام بالقيم الفنية الرفيعة، ما جعله رمزًا للتميز والإبداع في السينما والدراما.

لقد ترك الراحل بصمة لا تمحى على الشاشة، من خلال أعماله التي امتدت لعقود، وتنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، وقدم خلالها شخصيات مختلفة أثرت في الجمهور وجعلته يحتل مكانة فنية خاصة بين نجوم جيله.

اعتذار عن مسلسل «حكيم روحاني حضرتك»

من بين المواقف التي لا تنسى في مسيرة الشناوي الفنية، كان اعتذاره عن المشاركة في مسلسل «حكيم روحاني حضرتك»، من إنتاج شركة صوت القاهرة، والذي تألف من 25 حلقة. 

هذه الحادثة تعكس حرصه الدائم على جودة العمل الفني واحترام المشاهد، إذ لم يكن يقبل أن يشارك في أي مشروع إلا بعد التأكد من إمكانيته تقديمه بالشكل اللائق الذي يليق بالفن والجمهور.

وفي تصريحات صحفية سابقة، أوضح الشناوي سبب اعتذاره عن المسلسل، قائلاً: «تعودت عندما أقرأ أي عمل أن أرى نفسي فيه من خلال الجمهور، وعندما عرضوا علي السيناريو فوجئت بحجمه الكبير وكمية الورق التي تحتاج لوقت ومعايشة، قرأت نحو عشر حلقات فقط، وكان لدي بعض التحفظات، فاتفقنا على عقد جلسة عمل مع المخرج شريف يحيى لمناقشة الأمر».

وأضاف: «فوجئت بطلب إدارة الاستديو بدء التصوير فورًا، بحجة أن البلاتوه محجوز ولا يمكن تركه دون عمل بسبب تكلفة الإيجار المرتفعة، طلبت منهم تأجيل التصوير ثلاثة أيام فقط لإتاحة فرصة للمراجعة والتعديلات، لكنهم رفضوا، فاعتذرت عن العمل رغم أنني كنت متحمسًا له».

حرص على الجودة والالتزام الفني

أكد كمال الشناوي أنه لا يقبل المشاركة في عمل يكون الهدف الأساسي منه سرعة الانتهاء للحاق بالعرض الرمضاني، قائلًا: «أنا لا أحب أن أشارك في عمل كل المطلوب فيه أن ينتهي تصويره مبكرًا فقط. هذا ليس منطقيًا، ولا يخدم الإبداع أو احترام الجمهور».

وأشار إلى أن العمل كان يتضمن أكثر من 160 مشهدًا، وهو ما كان يتطلب وقتًا للتحضير والمعايشة، مؤكّدًا أن احترام فنه وواجبه تجاه الجمهور كان دائمًا أولوية بالنسبة له.

 وأضاف: «أرى نفسي ضيفًا على التلفزيون بعد أن زاد عدد حلقات المسلسلات. فمتى نبدع ونستوعب إذا أصبحت المسألة مجرد حفظ فقط؟».

هذه التصريحات تعكس فلسفة الشناوي في التعامل مع الأعمال الفنية، إذ كان دائمًا يربط بين جودة الأداء وإحساسه بالمسؤولية تجاه المشاهد، مؤكدًا أن الفن لا يختزل في السرعة أو الكم، بل في تقديم عمل يحفر أثره في ذاكرة الجمهور.

إرث فني خالد وكلمات خالدة

رحل كمال الشناوي، لكنه ترك وراءه كلمات وأفكارًا شاهدة على حرصه الدائم على قيمة الفن وجودة العمل الفني. 

مسيرته الفنية تظل علامة فارقة في تاريخ السينما والدراما المصرية، وأعماله مستمرة في الوجود بين أجيال جديدة من الجمهور، سواء من خلال أفلامه السينمائية الشهيرة أو أعماله التلفزيونية التي ما زالت تحتفظ بمتابعيها.

وبجانب موهبته التمثيلية، تميز الشناوي بمبادئه الفنية الثابتة، إذ كان يرفض المساومة على جودة العمل أو المشاركة في أعمال يراها سطحية أو سريعة الإنتاج فقط لمجاراة مواعيد العرض، مؤكدًا دائمًا أن احترام الجمهور والفن لا يأتي بالصدفة، بل بالالتزام والدقة في الأداء والتحضير لكل مشهد.

تأثير الشناوي على الأجيال الجديدة

ظل كمال الشناوي نموذجًا للفنان الذي يجمع بين الموهبة والاحترافية والمبادئ، ليكون قدوة للفنانين الشباب.

 وقد أثرت أفلامه ومسلسلاته في أجيال عدة، فقدّم شخصيات متنوعة تحمل قيمًا إنسانية وفنية، مما جعله أيقونة حقيقية في تاريخ الفن المصري.

كما ترك نصائح وأفكار مهمة حول التزام الفنان بقيم العمل الفني وأهمية المعايشة والتحضير قبل التصوير، مؤكدًا أن أي عمل فني مهما كانت تفاصيله يجب أن يُصوَّر بعناية ويقدم بما يليق بالمسيرة الفنية والذوق العام للمشاهدين.

كمال الشناوي.. مدرسة حقيقية في الفن المصري

رحيل كمال الشناوي لا يعني نهاية حضوره الفني، بل استمرار إرثه الكبير الذي يُعد مدرسة حقيقية في الفن المصري.

تبقى كلماته شاهدة على حرصه الدائم على الإبداع والجودة، وتظل مسيرته علامة فارقة في تاريخ السينما والدراما المصرية. 

وبينما نحتفل اليوم بذكرى رحيله، يستمر الجمهور في تذكره والإشادة بمبادئه الفنية، لتبقى إرادة الفنان الكبير مثالًا يحتذى به لكل جيل جديد من الممثلين والمبدعين في مصر والعالم العربي.

تم نسخ الرابط