الثلاثاء 26 أغسطس 2025 الموافق 03 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«مخاطر قلة النوم».. كيف يؤثر الحرمان على صحة الدماغ والقلب؟

اضطرابات النوم
اضطرابات النوم

النوم هو أحد أهم الاحتياجات الحيوية للإنسان وهو أساس الراحة الجسدية والعقلية ومع ذلك فإن «مخاطر قلة النوم» أصبحت قضية متزايدة الخطورة في العصر الحديث حيث يواجه الكثير من الناس أنماط حياة مرهقة وضغوط عمل تجعلهم يفرطون في السهر أو يهملون ساعات الراحة المطلوبة وعندما يحدث ذلك فإن التأثيرات لا تقتصر على الإحساس بالإرهاق فقط بل تمتد لتؤثر بعمق على صحة الدماغ والقلب وسائر أجهزة الجسم مما يجعل من النوم عنصراً محورياً في حماية الصحة العامة.

«النوم» ضرورة أساسية للحياة

النوم ليس مجرد استراحة من الأنشطة اليومية بل هو عملية حيوية يقوم خلالها الجسم بإصلاح الخلايا وتجديد الطاقة وتنظيم الهرمونات كما يساهم في تعزيز الجهاز المناعي وتحسين التركيز والذاكرة وبدون النوم الكافي تبدأ هذه الوظائف المهمة في التراجع مما يؤدي إلى ظهور أعراض سلبية متعددة تبدأ من الصداع وصعوبة التركيز وقد تصل إلى أمراض خطيرة مرتبطة بالقلب والدماغ.

كيف يؤثر «الحرمان من النوم» على الدماغ

الدماغ هو أكثر الأعضاء تأثراً بنقص النوم حيث أنه يحتاج إلى فترات من الراحة لإعادة ترتيب المعلومات وتنظيف السموم المتراكمة خلال نشاط اليوم وعندما يحرم الإنسان من النوم الكافي تبدأ قدرته على التركيز في الانخفاض كما تتراجع الذاكرة قصيرة المدى ويصبح أكثر عرضة للانفعال والاضطرابات المزاجية وقد أثبتت الأبحاث أن قلة النوم المستمرة تزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب والقلق وحتى بعض الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر لأن الدماغ يفقد قدرته على التخلص من البروتينات الضارة بشكل طبيعي.

تأثير «قلة النوم» على صحة القلب

القلب هو المحرك الأساسي للجسم وأي خلل في نمط النوم ينعكس مباشرة على أدائه فقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وزيادة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسبب يعود إلى أن النوم هو الوقت الذي ينخفض فيه ضغط الدم ويستعيد القلب توازنه وعندما يفتقد الجسم هذه الساعات من الراحة يستمر القلب في العمل تحت ضغط مرتفع مما يؤدي إلى إنهاكه على المدى الطويل.

«النوم» والمناعة والجهاز الهضمي

قلة النوم لا تؤثر على الدماغ والقلب فقط بل تمتد لتضعف الجهاز المناعي وتجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية كما أن قلة النوم تؤثر على التوازن الهرموني فتزيد من إفراز هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر مما يرفع مستويات القلق ويضعف قدرة الجسم على محاربة الالتهابات كما أن بعض الدراسات أشارت إلى أن قلة النوم ترتبط بزيادة الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي حيث يختل إفراز هرمونات الشهية مثل اللبتين والجريلين مما يجعل الشخص أكثر ميلاً لتناول الطعام غير الصحي.

علاقة «النوم» بالأداء اليومي والإنتاجية

لا يمكن إغفال الأثر المباشر لقلة النوم على الأداء اليومي حيث يفقد الفرد قدرته على التركيز وتزداد الأخطاء في العمل وتضعف القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة كما أن القيادة في حالة الحرمان من النوم قد تكون أخطر من القيادة تحت تأثير الكحول لأن ردود الفعل تصبح أبطأ والانتباه يتراجع بشكل كبير وهو ما يرفع من احتمالات الحوادث المرورية والإصابات في بيئات العمل التي تتطلب يقظة مستمرة.

نصائح للتغلب على «مخاطر قلة النوم»

لحماية الدماغ والقلب وسائر أعضاء الجسم من آثار قلة النوم يجب اتباع بعض النصائح البسيطة التي تضمن الحصول على راحة كافية مثل الالتزام بجدول نوم منتظم وتجنب السهر المفرط وتقليل استهلاك المنبهات مثل الكافيين قبل ساعات النوم بالإضافة إلى تهيئة بيئة مريحة وهادئة في غرفة النوم والابتعاد عن الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل لأن الضوء الأزرق يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم.

متى يصبح الحرمان من النوم خطيراً؟

في بعض الحالات قد تكون قلة النوم عرضاً لمشكلة صحية مثل الأرق المزمن أو اضطرابات التنفس أثناء النوم وإذا استمرت المشكلة لفترة طويلة وأثرت على حياة الفرد اليومية وصحته العقلية والجسدية يجب التوجه إلى الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لأن تجاهل الأمر قد يؤدي إلى مشكلات يصعب علاجها لاحقاً.

النوم هو خط الدفاع الأول عن صحة الدماغ والقلب والجسم بأكمله وقلة النوم ليست مجرد عادة سيئة بل هي خطر حقيقي على الصحة العامة فهي تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب وتضعف القدرات العقلية وتؤثر على المناعة والإنتاجية اليومية لذا فإن الحل يكمن في إدراك قيمة النوم وإعطائه الأولوية في نمط الحياة اليومية لأن ساعات النوم التي نهملها اليوم قد تكلفنا سنوات من المعاناة غداً.

تم نسخ الرابط