الخميس 09 أكتوبر 2025 الموافق 17 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نجاح أول لقاح مزدوج ضد «التيفود والسالمونيلا» عالميا

لقاح التيفود والسالمونيلا
لقاح التيفود والسالمونيلا

يُعد مرض «التيفود والسالمونيلا» من أكثر الأمراض البكتيرية التي تهدد الصحة العامة حول العالم، إذ تسببت على مدى عقود في إصابات واسعة النطاق بين الأطفال والبالغين، وأدت إلى تحديات كبيرة أمام المنظومات الصحية في الدول النامية، واليوم يحمل العلم بشرى جديدة بفضل «نجاح أول لقاح مزدوج ضد التيفود والسالمونيلا» عالميًا، في خطوة توصف بأنها نقلة نوعية في مكافحة العدوى البكتيرية المميتة.

إنجاز طبي يغير مسار مكافحة العدوى

يشير نجاح اللقاح الجديد إلى تقدم كبير في أبحاث الأمراض المعدية، حيث استطاع العلماء للمرة الأولى تطوير لقاح واحد يجمع بين الوقاية من «التيفود والسالمونيلا» معًا، بعد أن كانت كل عدوى تحتاج إلى لقاح منفصل، وقد أُجريت التجارب السريرية الأولية على مجموعة من المتطوعين الذين أظهروا استجابة مناعية قوية دون ظهور أعراض جانبية خطيرة، ما يشير إلى فاعلية اللقاح وأمانه في آن واحد.

كيف يعمل اللقاح المزدوج

يعتمد اللقاح الجديد على تقنية متقدمة في علم المناعة تقوم بتحفيز جهاز المناعة للتعرف على بروتينات سطحية مميزة لكل من «التيفود والسالمونيلا»، مما يُمكّن الجسم من إنتاج أجسام مضادة قوية قادرة على مواجهة العدويين في الوقت نفسه، ويقول الباحثون إن هذا الدمج العلمي يمثل تطورًا كبيرًا لأنه يقلل من عدد الجرعات المطلوبة ويوفر حماية مزدوجة في خطوة واحدة، وهو ما يعزز فرص الحد من انتشار المرضين في المناطق الموبوءة.

خلفية عن مرضي التيفود والسالمونيلا

يصيب مرض «التيفود والسالمونيلا» ملايين الأشخاص سنويًا، ويُعتبر من الأسباب الرئيسة للإسهال الحاد والتسمم الغذائي في العديد من البلدان ذات البنية الصحية الضعيفة، وينتقل عادة من خلال تناول أطعمة أو مياه ملوثة بالبكتيريا، وتكمن خطورته في أن أعراضه قد تتشابه مع أمراض أخرى مما يؤدي إلى تأخر التشخيص، وتفاقم الحالة في بعض الأحيان لتصل إلى مراحل خطيرة تهدد الحياة.

أهمية اللقاح في الدول النامية

إن ظهور لقاح موحد ضد «التيفود والسالمونيلا» يعني تخفيف عبء كبير عن الأنظمة الصحية في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل، حيث ترتبط هذه العدوى غالبًا بمشكلات في النظافة وسلامة الغذاء ومياه الشرب، وبفضل اللقاح الجديد يمكن تنفيذ برامج تطعيم جماعي منخفضة التكلفة تتيح حماية فعالة للأطفال والبالغين في المناطق الريفية، مما يقلل نسب الإصابة والوفيات بشكل ملحوظ ويحد من تفشي العدوى في فصول الصيف التي تزداد فيها معدلات المرض.

نتائج التجارب البشرية

أجريت التجربة الأولى للقاح على متطوعين في عدة دول إفريقية وآسيوية معروفة بارتفاع معدلات الإصابة بمرض «التيفود والسالمونيلا»، وأظهرت النتائج الأولية أن اللقاح آمن ويمنح استجابة مناعية طويلة الأمد، وقد لاحظ العلماء أن الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاح استمرت بمستويات مرتفعة لعدة أشهر، كما أظهرت التحاليل أن المناعة الناتجة قادرة على مواجهة أكثر من سلالة من بكتيريا السالمونيلا والتيفود، وهو ما يعطي اللقاح ميزة كبيرة في مواجهة التحورات البكتيرية المستقبلية.

أهمية هذا النجاح للعلم الحديث

يُعد نجاح هذا اللقاح المزدوج إنجازًا غير مسبوق في مجال تطوير الأمصال، إذ لم يتمكن العلماء من الدمج بين لقاحين مختلفين بهذا الشكل من قبل، ويؤكد الباحثون أن هذا التقدم قد يفتح الباب أمام تطوير لقاحات مركبة أخرى ضد أمراض بكتيرية مختلفة، فبعد السيطرة على «التيفود والسالمونيلا» يمكن تطبيق التقنية نفسها على أمراض مثل الكوليرا أو الإشريكية القولونية التي تُسبب عدوى معوية مشابهة، مما يعني أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة من «اللقاحات متعددة الحماية».

التأثير المستقبلي للّقاح

يتوقع الخبراء أن يؤدي تعميم هذا اللقاح إلى خفض معدلات الإصابة بـ «التيفود والسالمونيلا» عالميًا خلال السنوات القادمة، كما سيسهم في تقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية التي كثيرًا ما تُستخدم لعلاج المرضين، وهذا بدوره سيحد من ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية التي باتت تهدد الطب الحديث، ومن المتوقع أن تبدأ الجهات الصحية الدولية مثل منظمة الصحة العالمية بتقييم اللقاح تمهيدًا لاعتماده رسميًا وإدخاله ضمن برامج التطعيم الوطنية في عدد من الدول.

خطوات ما بعد التجربة

بعد نجاح التجربة البشرية الأولى، يواصل الباحثون الآن مراحل التقييم الموسعة للتأكد من فاعلية اللقاح في ظروف مختلفة، وتشمل هذه المراحل متابعة المشاركين لفترات طويلة لقياس المناعة المكتسبة، كما يجري العمل على تحديد الجرعات المثلى المناسبة للأطفال وكبار السن، ومن المتوقع أن تُنشر النتائج النهائية خلال العام المقبل، ليبدأ بعدها الإنتاج التجاري للقاح المزدوج وتوزيعه عالميًا.

الأمل في القضاء على المرضين

«نجاح أول لقاح مزدوج ضد التيفود والسالمونيلا» يمنح الأمل لملايين البشر الذين يعانون من ضعف البنية الصحية حول العالم، ويشير إلى أن العلم مستمر في تحقيق إنجازات تنقذ الأرواح وتُحسن نوعية الحياة، فبفضل هذا التقدم يمكن أن يشهد العالم تراجعًا كبيرًا في حالات العدوى التي تسببت لعقود في معاناة إنسانية واقتصادية، مما يعزز ثقة الناس بالعلم ويؤكد أن المستقبل يحمل حلولًا واقعية لمشكلات طال انتظار علاجها.

تم نسخ الرابط