طريقة آمنة لاستحمام «الطفل المصاب بالحمى» منزليا

يُعد الاهتمام بصحة الطفل أثناء فترة المرض من أهم ما يشغل بال الأمهات، خاصة عندما يعاني الطفل من «الحمى» التي تُسبب له التعب والقلق وتجعل الأهل يبحثون عن أفضل الطرق لتخفيف حرارته دون تعريضه لأي خطر، ويُعتبر «الاستحمام» أحد الأساليب الشائعة التي يُلجأ إليها في المنزل، لكن استخدام هذه الطريقة يجب أن يتم بطريقة آمنة ومدروسة، لأن أي خطأ في درجة حرارة الماء أو توقيت الاستحمام قد يزيد من سوء حالة الطفل بدل أن يساعده.
أهمية استحمام الطفل المصاب بالحمى
عندما يصاب الطفل بالحمى، ترتفع حرارة جسمه بسبب استجابة الجهاز المناعي لمحاربة العدوى أو الالتهاب، ويساعد «الاستحمام» على خفض درجة حرارة الجسم تدريجياً عبر تبخر الماء من الجلد، مما يعطي إحساساً بالراحة، ومع ذلك، شدد الأطباء على أن هذا الإجراء يجب ألا يُستخدم بشكل عشوائي، لأن الجسم في حالة حمى يكون حساساً جداً للتغيرات المفاجئة في الحرارة، لذلك فإن معرفة الطريقة الصحيحة لاستحمام الطفل هي المفتاح للحفاظ على سلامته.
الخطوات الأساسية لاستحمام الطفل المصاب بالحمى
ينصح الأطباء بالبدء بقياس درجة حرارة الطفل قبل أي خطوة، فإذا كانت الحمى شديدة جداً تتجاوز 39 درجة مئوية يُفضل استشارة الطبيب أولاً قبل التفكير في الاستحمام، أما إذا كانت الحرارة متوسطة يمكن استخدام الحمام الفاتر كوسيلة مساعدة لتخفيفها، ويجب التأكد من أن الماء «فاتر» وليس بارداً، لأن الماء البارد قد يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وزيادة الحرارة الداخلية، ويُفضل تجهيز جميع الأدوات مسبقاً مثل منشفة ناعمة وصابون لطيف وحوض استحمام مخصص للأطفال.
درجة حرارة الماء المناسبة
أكد الخبراء أن درجة حرارة الماء المثالية لاستحمام الطفل المصاب بالحمى تتراوح بين 32 و35 درجة مئوية، أي أقرب إلى درجة حرارة الغرفة، بحيث لا يشعر الطفل بالبرودة أو السخونة أثناء الاستحمام، وينبغي اختبار الماء بوضع اليد أو ميزان الحرارة قبل وضع الطفل فيه، كما يُنصح بعدم إضافة أي زيوت أو مواد عطرية لأن الجلد في هذه الحالة يكون حساساً، والاكتفاء بالماء الفاتر لتهدئة الجسم.
مدة الاستحمام والطريقة الصحيحة
لا يجب أن يتجاوز وقت استحمام الطفل المصاب بالحمى أكثر من عشر دقائق، لأن البقاء طويلاً في الماء قد يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في الحرارة، مما يسبب قشعريرة تجعل الجسم يعاود رفع حرارته مرة أخرى، ويُفضل أن تقوم الأم بسكب الماء بلطف على رأس وجسم الطفل دون فرك قوي، لأن الفرك قد يسبب إجهاد الجسم، وبعد الانتهاء يُجفف الطفل جيداً بمنشفة ناعمة مع ارتداء ملابس قطنية خفيفة تساعد على تهوية الجلد وخروج الحرارة بشكل طبيعي.
تحذيرات أثناء استحمام الطفل
من الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند استحمام الطفل المصاب بالحمى استخدام الماء البارد أو إضافة مكعبات ثلج إلى الحوض، لأن ذلك يؤدي إلى صدمة حرارية في الجسم، كما يجب تجنب تغطية الطفل مباشرة بعد الاستحمام ببطانيات ثقيلة أو ملابس سميكة لأن الهدف من الاستحمام هو السماح للجسم بالتبريد التدريجي، لا احتباس الحرارة، وأوصى الأطباء بعدم استخدام الكحول أو الخل على الجلد لأنها قد تمتص الحرارة بسرعة وتسبب جفاف الجلد وتهيجه.
متى يُمنع استحمام الطفل
هناك حالات يجب فيها الامتناع تماماً عن استحمام الطفل المصاب بالحمى، مثل عندما تظهر عليه علامات الارتجاف أو التعرق الشديد أو الإعياء، أو إذا كان مصاباً بعدوى فيروسية جلدية أو جروح مفتوحة، كما يُمنع الاستحمام إذا كان الطفليتلقى علاجاً طبياً يسبب دوخة أو ضعفاً عاماً، وفي مثل هذه الحالات يُستعاض عن الاستحمام بمسح الجسم بمنشفة مبللة بالماء الفاتر على الرأس وتحت الإبطين والقدمين لتبريد الجسم تدريجياً دون تعريضه للبلل الكامل.
نصائح إضافية لتخفيف الحمى
ينصح الأطباء بتوفير بيئة مريحة داخل المنزل عند إصابة الطفل بالحمى، مثل إبقاء الغرفة معتدلة الحرارة وتجنب تشغيل المكيفات الباردة مباشرة عليه، وتشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء والعصائر الطبيعية لتعويض السوائل المفقودة بسبب التعرق، كما يُفضل تقديم وجبات خفيفة سهلة الهضم كالزبادي والشوربة، إلى جانب الراحة التامة والنوم الكافي، لأن هذه العوامل تساعد الجسم على مقاومة العدوى بشكل أسرع.
متى يجب مراجعة الطبيب
على الرغم من أن الحمى تعتبر استجابة طبيعية من جسم الطفل لمكافحة العدوى، إلا أن هناك علامات تستدعي مراجعة الطبيب فوراً، مثل استمرار الحرارة لأكثر من 48 ساعة أو ارتفاعها إلى مستويات عالية رغم استخدام الطرق المنزلية، أو ظهور طفح جلدي أو صعوبة في التنفس أو فقدان الشهية بشكل كامل، كما يجب عدم الاعتماد على الاستحمام فقط كوسيلة علاجية بل اعتباره جزءاً من الرعاية الشاملة إلى جانب الأدوية الموصوفة من الطبيب.
خلصت الأبحاث إلى أن «استحمام الطفل المصاب بالحمى بطريقة آمنة» يمكن أن يكون مفيداً لتخفيف الأعراض إذا تم تطبيقه بشكل صحيح وتحت إشراف الأهل، إلا أن الحذر مطلوب لتجنب أي مضاعفات، فالهدف هو «تخفيف الحرارة وليس خفضها فجأة»، ويجب دائماً التعامل مع الطفل المصاب بالحمى بلطف واهتمام، لأن جسمه في هذه المرحلة يحتاج إلى الراحة أكثر من أي وقت آخر.