السبت 11 أكتوبر 2025 الموافق 19 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أعراض «خمول الغدة الدرقية» وأسبابها الخفية عند النساء

خمول الغدة الدرقية
خمول الغدة الدرقية

تشكل «اضطرابات الغدة الدرقية» واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين النساء في مختلف المراحل العمرية، ويُعد «خمول الغدة الدرقية» من أبرز هذه الاضطرابات التي تؤثر على «عمليات الأيض» والطاقة والهرمونات في الجسم، حيث إن الغدة الدرقية مسؤولة عن إفراز هرمونات تنظم عمل معظم أجهزة الجسم، وعندما يحدث «خمول الغدة الدرقية» فإن ذلك يؤدي إلى بطء عام في الوظائف الحيوية مما ينعكس على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة بشكل واضح، وقد تتداخل أعراضه مع أمراض أخرى مما يجعل اكتشافه المبكر أمرًا ضروريًا للحفاظ على التوازن الهرموني والصحي.

ما هو خمول الغدة الدرقية

يحدث «خمول الغدة الدرقية» عندما تفشل الغدة الموجودة في الجزء الأمامي من الرقبة في إنتاج الكميات الكافية من هرموني الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين المسؤولين عن تنظيم درجة حرارة الجسم ومستوى الطاقة ومعدل نبضات القلب، وفي هذه الحالة يبدأ الجسم في إبطاء عملياته الحيوية بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب المستمر وزيادة الوزن غير المبررة وجفاف البشرة، وتزداد خطورة الحالة إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا لأن «خمول الغدة الدرقية» يؤثر على القلب والدماغ والدورة الشهرية لدى النساء.

أعراض خمول الغدة الدرقية عند النساء

تتعدد أعراض «خمول الغدة الدرقية» وتختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى بحسب العمر والمرحلة الهرمونية التي تمر بها، ومن أبرز هذه الأعراض الشعور الدائم بالإرهاق والخمول حتى بعد النوم الكافي، بالإضافة إلى زيادة في الوزن رغم ثبات النظام الغذائي، كما تلاحظ العديد من النساء بطئًا في حركة الأمعاء وحدوث الإمساك المزمن، إضافة إلى تساقط الشعر وجفافه وفقدان لمعانه، كما تتأثر البشرة أيضًا فتصبح أكثر خشونة وجفافًا، وتلاحظ المريضة شعورًا بالبرودة حتى في الأجواء الدافئة، ويصاحب ذلك أحيانًا بطء في ضربات القلب وتورم بسيط في الوجه أو الأطراف، كما قد يؤدي «خمول الغدة الدرقية» إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وصعوبة في الحمل عند بعض النساء بسبب اختلال التوازن الهرموني.

الأسباب الخفية لخمول الغدة الدرقية

تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى «خمول الغدة الدرقية»، فمنها ما هو وراثي ومنها ما يرتبط بنمط الحياة، ولكن من أكثر الأسباب الخفية شيوعًا هو مرض «هاشيموتو» المناعي الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا الغدة الدرقية عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تدميرها التدريجي وضعف إنتاج الهرمونات، كما يمكن أن ينتج «خمول الغدة الدرقية» عن نقص عنصر اليود الضروري لتصنيع هرمونات الغدة، وهو نقص يمكن أن يحدث لدى النساء اللواتي لا يتناولن ملحًا مدعمًا باليود أو اللواتي يتبعن أنظمة غذائية قاسية، كذلك تلعب بعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب أو القلب دورًا في خفض نشاط الغدة، كما أن التغيرات الهرمونية بعد الحمل أو خلال سن اليأس يمكن أن تكون من الأسباب الخفية التي تزيد احتمالية «خمول الغدة الدرقية».

التأثيرات النفسية والجسدية لخمول الغدة

من الجوانب المهمة في «خمول الغدة الدرقية» أنه لا يقتصر على التأثيرات الجسدية فقط بل يمتد ليشمل الحالة النفسية والعاطفية للمرأة، حيث يؤدي إلى تقلبات مزاجية واكتئاب وشعور دائم بالحزن، كما تعاني بعض النساء من ضعف في التركيز والنسيان، ويعود ذلك إلى بطء العمليات العصبية الناتجة عن قلة إفراز الهرمونات، وقد تلاحظ المريضة تغيرًا في نبرة صوتها أو تورمًا في الرقبة نتيجة تضخم الغدة، كما يمكن أن يؤدي «خمول الغدة الدرقية» إلى زيادة الكوليسترول في الدم مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، ولذلك فإن التشخيص والعلاج المبكرين يساهمان في تقليل هذه المضاعفات بشكل كبير.

التشخيص والعلاج المبكر لخمول الغدة الدرقية

يبدأ تشخيص «خمول الغدة الدرقية» عادةً من خلال الفحص السريري وملاحظة الأعراض، ثم يُجرى تحليل دم لقياس مستويات هرمونات الغدة، فإذا كانت منخفضة مع ارتفاع هرمون TSH فإن ذلك يشير إلى وجود الخلل، ويُعالج المرض عادة بتناول دواء «ليفوثيروكسين» وهو هرمون صناعي يعوض النقص في الهرمونات الطبيعية، ويحتاج الطبيب إلى متابعة دقيقة للجرعة حتى تصل المريضة إلى التوازن المطلوب، كما يُنصح بتناول الدواء في الصباح قبل الأكل بنصف ساعة، ويجب الالتزام بتعليمات الطبيب لأن أي إهمال في العلاج قد يؤدي إلى تدهور الحالة وعودة الأعراض بشكل أكثر حدة، كما أن بعض الحالات تتطلب علاجًا طويل المدى للحفاظ على النشاط الطبيعي للغدة.

نصائح للحفاظ على صحة الغدة الدرقية

للوقاية من «خمول الغدة الدرقية» أو للتقليل من أعراضه يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من اليود والسيلينيوم والزنك، وهي عناصر ضرورية لوظيفة الغدة، كما يجب تجنب الإفراط في تناول الأطعمة التي تعيق امتصاص اليود مثل الكرنب والقرنبيط النيء، إضافة إلى أهمية ممارسة النشاط البدني المنتظم الذي يحفز عملية الأيض ويحسن من الدورة الدموية، كما يُنصح بالنوم الكافي وتقليل التوتر لأن الضغط النفسي يؤثر بشكل مباشر على الهرمونات، ومن المفيد إجراء فحص دوري للغدة كل عام خاصة لمن لديهن تاريخ عائلي من أمراض الغدة.

متى يجب استشارة الطبيب

ينبغي على المرأة مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظت أعراضًا مثل التعب الشديد أو زيادة الوزن غير المبررة أو تساقط الشعر أو الشعور بالبرودة المستمرة، لأن هذه العلامات قد تكون مؤشرًا واضحًا على «خمول الغدة الدرقية»، وكلما تم التشخيص مبكرًا زادت فرص السيطرة على المرض قبل أن يتطور إلى مرحلة أكثر خطورة، كما أن الالتزام بالعلاج والتعليمات الطبية يضمن استعادة النشاط والحيوية ويمنح المرأة حياة أكثر توازنًا واستقرارًا.

تم نسخ الرابط