الأحد 27 يوليو 2025 الموافق 02 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

عصمت الفن وملهم الأجيال.. ذكريات لا تنسى مع المخرج العالمي يوسف شاهين

يوسف شاهين
يوسف شاهين

تحل اليوم، الأحد، ذكرى رحيل المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي ترك بصمة لا تنسى في تاريخ السينما المصرية والعربية، بأعماله الجريئة وفلسفته الخاصة في تقديم الصورة والإنسان. 

ورغم مرور 16 عامًا على غيابه، إلا أن اسمه لا يزال حاضرًا بقوة في وجدان الفنانين الذين عملوا معه، وفي كل ندوة ومهرجان ومؤتمر فني، تُروى عنه الحكايات ويتجدد الامتنان من تلاميذه ومحبيه.

خالد النبوي.. «يوسف شاهين علمني كيف أتنفس تمثيل»

من أبرز من ارتبطوا فنيًا وعاطفيًا بالمخرج الراحل، الفنان خالد النبوي، الذي يؤكد أن اللقاء الأول مع شاهين كان بمثابة نقطة تحول في حياته.

 وقال النبوي: «معرفتي بيوسف شاهين بدأت في آخر سنة لي في المعهد، عندما شاهدني أقدم مسرحية، وعرض عليَّ المشاركة في فيلمه القصير «القاهرة منورة بأهلها»، ثم اختارني لبطولة فيلم المهاجر.»

وتابع: «كنت قد وقعت بالفعل على عقد لفيلم مع المخرجة إيناس الدغيدي، لكنها بمجرد أن علمت برغبة شاهين في ترشيحي، مزّقت العقود قائلة: شغلك مع يوسف هيكسبك أكتر من فيلمي». 

مشيرًا إلى أن «يوسف شاهين كان ينحت في الممثل كما ينحت فنان الأرابيسك، يهتم بالتفاصيل، ويستخرج من الممثل كل طاقاته».

محمد منير.. «دموعي كانت سلاحي قدام شاهين»

أما الفنان محمد منير، فروايته عن يوسف شاهين لا تخلو من الطرافة والصدق، فقد روى أنه بكى أمام شاهين أثناء تسجيل أغنية «علي صوتك بالغنا» من فيلم «المصير»، وقال: «كل ما أغني أسمع منهم غلط، وكنت محبط، وفكرت أضرب شاهين ولا أعمل إيه!، فرُحت عيطت، وكان ده خبث مني ولؤم.. ولما شافوا دموعي سابولي الاستوديو، وخلصت الأغنية في 5 دقايق».

وأضاف منير: «معروف عني إني بأخلص شغلي بسرعة، وبأكون مذاكر كويس، لكن الضغط وقتها كان صعب، ومكنتش عايز أخيب ظن يوسف شاهين فيا».

هاني سلامة.. «أخذ بيدي في أولى خطواتي»

الفنان هاني سلامة كان من الوجوه الجديدة التي قدّمها يوسف شاهين للسينما، وهو يروي عن مشاركته في فيلم «المصير» وهو في التاسعة عشرة من عمره: «كنت صغيرًا جدًا ولا أفهم الكثير عن فلسفة ابن رشد، لكن شاهين علمني كيف أقترب من الفكرة، وكان حريصًا على توجيهي حتى أفهم وأندمج».

وتابع سلامة: «بعدها شاركت معه في فيلم «الآخر» وسط كوكبة من النجوم، وكان شاهين حاضرًا في كل لحظة، يشرح، يوجه، ويمنحنا الثقة.. فخور بكل لحظة قضيتها معه».

محمود حميدة.. «كان مخرجا وأبا ومعلما»

أما النجم الكبير محمود حميدة، فوصف علاقته بيوسف شاهين بأنها «أشبه بعلاقة أب بابنه»، مشيرًا إلى أنه تعلم منه الكثير، لكنه أيضًا أثر فيه وغيّر بعض قناعاته الإخراجية.

وقال حميدة: «يوسف شاهين كان متفردًا في إخراجه، لا عشوائية في كادراته، وعينه السينمائية كانت مبهرة، كنت أرفض أن ينظر لي في عيني وهو يوجهني، حتى لا أقلده، فاحترم ذلك، وصرنا نتعامل بندّية جميلة، وصرنا أصدقاء.. هو كان المعلم الذي يتعلم أيضًا من تلاميذه».

إرث لا يغيب.. «شاهين» في قلوب محبيه

على مدار مشواره الفني، تعاون يوسف شاهين مع عشرات النجوم الذين تحوّلوا بفنه من ممثلين واعدين إلى أسماء لامعة في سماء الفن العربي

وكان معروفًا بحبه للاختلاف، وسعيه لاكتشاف «الداخل» في كل فنان، معتبرًا أن «الفن الجيد لا يصنعه التكنيك فقط، بل أيضًا الصدق».

ومن أبرز تلاميذه الذين يتغنون باسمه حتى اليوم: خالد النبوي، هاني سلامة، محمد منير، ويسرا، ولبلبة، وغيرهم، حيث لا تمرّ مناسبة فنية دون ذكر اسمه، أو عرض أحد أفلامه في ندوة أو مهرجان.

إسهاماته.. أفلام لا تنسى

من بين أبرز أفلام يوسف شاهين التي دخلت ذاكرة السينما العربية والعالمية: «باب الحديد»، «الأرض»، «العصفور»، «إسكندرية ليه»، «حدوتة مصرية»، «الآخر»، «هي فوضى»، و«المصير» الذي شارك في مهرجانات عالمية.

ولم يكن يوسف شاهين مجرد مخرج، بل صاحب رؤية فكرية وفلسفية شكلت وعي جيل كامل. إذ ناقش من خلال أفلامه قضايا مثل الحرية، العدالة، التنوير، وقضايا الإنسان العربي في مجتمعه الحديث، مما جعله يحظى بتقدير عالمي، وترشح لنيل جائزة السعفة الذهبية في «كان».

وبعد 16 عامًا على رحيله، لا يزال اسم يوسف شاهين يرفرف في سماء السينما العربية. لم يكن مجرد مخرج عابر، بل مدرسة كاملة، ورمزًا للسينما التي تؤمن بالفكر والإنسان، علاقاته الطيبة مع الفنانين، وحنكته في التعامل مع المواقف الصعبة، جعلت منه شخصية لا تُنسى، يذكره الجميع بحب، ويتمنون عودته ولو لمشهد واحد. 

لم يكن شاهين فقط من يصنع السينما، بل كان من يصنع الإنسان من داخل الإنسان.

رحل «المعلم»، لكن صوته لا يزال يعلو بالغنا.. والصورة لا تزال تنطق بالحياة.

تم نسخ الرابط