تحذير خطير.. فيتامين «د» يهدد حياة بعض المرضى

أطلق الأطباء تحذيرا عاجلا بشأن الإفراط في تناول فيتامين د، ذلك العنصر الذي يعتبره الكثيرون مفتاحا للصحة والعافية، إلا أن الدراسات الحديثة أكدت أنه قد يتحول إلى «سم قاتل» لبعض الفئات عند استخدامه بجرعات مفرطة، فبينما يعد فيتامين د أساسيا لصحة العظام والمناعة وتنظيم امتصاص الكالسيوم، فإن زيادته المفرطة تؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الدم وتضر بالكلى والقلب، مما يجعل الحذر واجبا عند تناوله.
ما هو فيتامين د وأهميته للجسم
يُعرف فيتامين د باسم «فيتامين الشمس» لأنه يُنتج في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه من الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض والحليب المدعم، وهو ضروري للحفاظ على قوة العظام والأسنان، كما يسهم في دعم جهاز المناعة ومساعدة الجسم على مقاومة العدوى، غير أن نقصه يسبب هشاشة العظام والكسور وضعف العضلات، خصوصا لدى كبار السن.
خطر الجرعات الزائدة من فيتامين د
توضح الأبحاث أن الإفراط في تناول فيتامين د يؤدي إلى حالة تعرف باسم «فرط فيتامين د»، وهي حالة خطيرة تحدث بسبب تراكم الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى تكون الحصوات في الكلى، بل وقد يصل الأمر إلى الفشل الكلوي إذا لم يتم التدخل الطبي العاجل، وتشير التقارير إلى أن هذه الحالة لا تحدث بسبب التعرض للشمس أو الغذاء الطبيعي، بل نتيجة تناول مكملات فيتامين د بشكل عشوائي دون إشراف طبي.
الفئات الأكثر تأثرا بزيادة فيتامين د
الأشخاص المصابون بأمراض الكلى المزمنة أو باضطرابات الغدة الجار درقية هم الأكثر عرضة للتأثر السلبي من تناول فيتامين د بجرعات عالية، كما أن المرضى الذين يتناولون أدوية مدرة للبول أو مكملات الكالسيوم معرضون لخطر ارتفاع الكالسيوم في الدم، مما يجعل استخدام فيتامين د دون إشراف الطبيب أمرا شديد الخطورة، كذلك فإن مرضى السرطان أو الأمراض المناعية قد يواجهون مضاعفات إضافية إذا لم تتم مراقبة جرعاتهم بعناية.
علامات التسمم بفيتامين د
تظهر أعراض تسمم فيتامين د على شكل غثيان مستمر وتقيؤ وضعف في الشهية، إلى جانب العطش الشديد وكثرة التبول، كما قد يعاني المريض من آلام في البطن واضطرابات في ضربات القلب، وفي الحالات الشديدة قد يحدث ارتباك ذهني وارتفاع ضغط الدم، وهي إشارات على أن مستوى الكالسيوم في الدم تجاوز الحدود الآمنة، لذلك نصح الأطباء بضرورة إجراء فحص دوري لمستوى فيتامين د في الجسم لتجنب هذه المخاطر.
الجرعات الموصى بها من فيتامين د
أكد الخبراء أن الجرعة الآمنة من فيتامين د للبالغين تتراوح بين 600 و800 وحدة دولية يوميا، أما كبار السن فقد يحتاجون إلى جرعات أعلى قليلا، لكن لا يجب تجاوزها إلا تحت إشراف طبي، فالمتابعة المنتظمة عبر التحاليل تضمن الحفاظ على التوازن المطلوب، كما شدد الأطباء على ضرورة تناول المكملات بعد الوجبات لتحسين الامتصاص، مع تجنب الجمع بين أكثر من منتج يحتوي على فيتامين د.
أفضل مصادر فيتامين د الطبيعية
يعتبر التعرض المعتدل لأشعة الشمس المصدر الأفضل للحصول على فيتامين د بشكل طبيعي، إلى جانب تناول الأطعمة الغنية به مثل السلمون والتونة والسردين وصفار البيض، حيث توفر هذه الأغذية كميات مناسبة دون الحاجة إلى مكملات، كما أن ممارسة النشاطات الخارجية تساعد على تعزيز إنتاج الفيتامين في الجلد بطريقة آمنة، مما يقلل من الاعتماد على الأقراص الدوائية.
رسالة توعوية من الأطباء
وجه الأطباء نصيحة واضحة لكل من يستخدم المكملات الغذائية، وهي أن الاعتدال أساس الصحة، فالإفراط في تناول فيتامين د لا يعني بالضرورة زيادة المناعة أو تحسين العظام، بل قد يسبب أضرارا يصعب علاجها، لذلك من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في أي مكمل، وإجراء تحليل دوري لمعرفة حاجة الجسم الدقيقة، كما شددوا على أن «الوقاية خير من العلاج» وأن الوعي الصحي هو السلاح الأول للحفاظ على الحياة.
فيتامين د عنصر لا غنى عنه في حياة الإنسان، فهو يقي من أمراض العظام ويعزز المناعة ويمنح الطاقة، ولكن استخدامه دون وعي قد يحوله من صديق للجسم إلى خطر حقيقي يهدد الأعضاء الحيوية، لذا لا بد من التعامل معه بوعي وانضباط، فالاعتدال في تناوله هو الطريق الآمن للحفاظ على الصحة العامة.