خطر شرب الماء واقفا يهدد الجهاز الهضمي والمفاصل
شرب الماء واقفًا من العادات التي يظنها البعض بسيطة ولا تؤثر على الجسم، غير أن الأطباء والمتخصصين في مجال التغذية يؤكدون أن هذه العادة تحمل «أضرارًا خفية» يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي والمفاصل والكلى، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن «شرب الماء» أثناء الوقوف يجعل السائل يمر بسرعة عبر الجهاز الهضمي دون أن يستفيد منه الجسم بالشكل المطلوب، كما يؤدي إلى اضطراب في عملية امتصاص السوائل والمعادن المهمة التي يحتاجها الإنسان للحفاظ على توازن وظائفه الحيوية.
تأثير شرب الماء على الجهاز الهضمي
عندما يقوم الإنسان بـ«شرب الماء» وهو واقف، فإن الجاذبية الأرضية تدفع السائل إلى أسفل المعدة بسرعة مما يمنع الغشاء المبطن للمعدة من امتصاص الماء تدريجيًا كما يجب، وهذا يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل التشنجات والانتفاخ، وقد يتطور الأمر مع مرور الوقت إلى التهاب المعدة أو ارتجاع المريء، لأن الجسم في هذه الحالة لا يتمكن من تنظيم تدفق السوائل كما يحدث في وضعية الجلوس الهادئة التي تتيح للمعدة التعامل مع «الماء» ببطء وراحة، ومن ثم يصبح «شرب الماء» أثناء الوقوف عادة خطيرة تهدد سلامة الجهاز الهضمي وتضعف قدرته على أداء وظائفه بكفاءة.
الضغط على المفاصل والمثانة
من بين أبرز الأضرار الناتجة عن «شرب الماء» أثناء الوقوف أنه يسبب ضغطًا مفاجئًا على المفاصل وخاصة مفصل الركبة، حيث إن تدفق السوائل السريع إلى أسفل الجسم يؤدي إلى تراكمها في مناطق معينة مما يسبب مع الوقت التهابات مزمنة في المفاصل، كما أن «الماء» الذي يدخل الجسم بسرعة يضغط على المثانة والكلى معًا مما يرهق الجهاز البولي ويزيد من فرص تكون الحصوات، ولذلك يؤكد الأطباء أن «شرب الماء» أثناء الجلوس يساعد على توزيع السائل داخل الجسم بطريقة متوازنة ويخفف الضغط عن المفاصل والكليتين.
تأثير شرب الماء على الكلى
الكلى هي العضو المسؤول عن تنقية «الماء» والدم من السموم، ولكن حينما يتم «شرب الماء» بسرعة أثناء الوقوف، فإن الكلى لا تحصل على الوقت الكافي لمعالجة السائل وتصفيته، فيتراكم جزء منه في مجرى البول وقد يسبب أحيانًا التهابات أو ترسبات تؤدي إلى تكون الحصوات، كما أن التدفق المفاجئ لـ«الماء» يرهق الأوعية الدموية الصغيرة داخل الكلى مما يقلل من كفاءتها مع الوقت، ولذلك فإن «شرب الماء» بهدوء أثناء الجلوس يساعد الكلى على أداء عملها الطبيعي دون إجهاد.
التوازن العصبي والنفسي أثناء شرب الماء
يشير بعض الخبراء إلى أن عملية «شرب الماء» أثناء الجلوس تساعد أيضًا على تحقيق التوازن بين الجهاز العصبي والعضلي، حيث إن الجسم في وضعية الوقوف يكون في حالة توتر واستعداد للحركة مما يجعل الأعصاب غير مهيأة لاستقبال السائل البارد أو الدافئ، وقد يسبب ذلك اضطرابًا مفاجئًا في إيقاع الجهاز العصبي مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة أو عدم الراحة بعد «شرب الماء» واقفًا، بينما يتيح الجلوس حالة من الهدوء والاسترخاء التي تجعل عملية «شرب الماء» أكثر فائدة وسلاسة.
العادات الصحية في تناول الماء
من الأفضل أن يتم «شرب الماء» في وضعية الجلوس وبكميات معتدلة وعلى فترات متقاربة خلال اليوم، بحيث لا يشعر الإنسان بالعطش الشديد الذي يجعله يشرب كميات كبيرة دفعة واحدة، كما يُفضل أن يكون «الماء» بدرجة حرارة معتدلة، لأن الماء البارد جدًا يمكن أن يسبب تقلصًا في عضلات المعدة ويؤثر على عملية الهضم، في حين أن تناول الماء الفاتر يساعد على تليين الأمعاء وتنشيط الدورة الدموية، كما أن «شرب الماء» على معدة فارغة في الصباح يطرد السموم من الجسم ويُنشط الكبد ويُعيد التوازن للجسم بعد ساعات النوم الطويلة.
رأي الخبراء في شرب الماء الصحيح
يرى الأطباء وخبراء الصحة أن أفضل طريقة لـ«شرب الماء» هي الجلوس بهدوء، وتناول رشفات صغيرة متتالية مع أخذ نفس بين كل رشفة وأخرى، لأن هذه الطريقة تضمن امتصاص الماء تدريجيًا عبر جدران المعدة والأمعاء، مما يساعد الجسم على الاستفادة القصوى من الترطيب، ويؤكد الخبراء أن الإكثار من «شرب الماء» في وقت واحد لا يحقق الترطيب الفعّال بل يرهق الجسم ويدفعه إلى التخلص من السوائل الزائدة بسرعة دون استفادة، كما أن «شرب الماء» ببطء يمنح خلايا الجسم الوقت اللازم لاستخدامه في العمليات الحيوية المختلفة.
الوقاية تبدأ من الوعي بالعادات اليومية
الوعي بخطورة «شرب الماء» أثناء الوقوف هو الخطوة الأولى نحو الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والمفاصل والكلى، فالعادات الصغيرة التي نكررها يوميًا قد تكون السبب في مشكلات صحية مزمنة دون أن ندري، ولذلك يُنصح الجميع بمراجعة طريقة «شرب الماء» وجعلها أكثر وعيًا وصحة، فالماء نعمة عظيمة لا يمكن للجسم أن يعيش بدونها، ولكن الطريقة التي نشرب بها هي ما يحدد إن كانت هذه النعمة مفيدة أو مضرة.



