الخميس 20 نوفمبر 2025 الموافق 29 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

السياحة والآثار تكشف عن موقع أثري جديد بالشرقية

اكتشاف اثري جديد
اكتشاف اثري جديد بالشرقية

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن توصل البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار صان الحجر (تانيس) بمحافظة الشرقية، إلى اكتشاف أثري بالغ الأهمية داخل إحدى المقابر الملكية الشهيرة بكنوزها. 

وتعود شهرة هذه المقابر إلى عام 1939، حيث عُثر بها على المجموعة الأسطورية المعروفة باسم «كنوز تانيس»، والمعروضة حالياً بالمتحف المصري بالتحرير.

البعثة الفرنسية، التي يرأسها الدكتور فريدريك بيريدو من جامعة السوربون، تعمل في الموقع في إطار شراكة ممتدة مع المجلس الأعلى للآثار منذ عام 1929، بهدف دراسة وترميم هذا الموقع الملكي المهم.

العثور على كنز الملك شوشنق الثالث

تمحور الكشف الجديد داخل الغرفة الشمالية بمقبرة الملك أوسركون الثاني من الأسرة 22. فخلال أعمال التنظيف الأثري لأرضية الغرفة، توصلت البعثة إلى اكتشاف مجموعة كبيرة ومتميزة من التماثيل الجنائزية.

عدد وتاريخ التماثيل: اكتشفت البعثة 225 تمثالاً جنائزياً (أوشابتي).

هوية صاحب التماثيل: تعود هذه التماثيل للملك شوشنق الثالث، أحد أبرز ملوك الأسرة 22 وصاحب الإسهامات المعمارية المميزة بمدينة تانيس.

وضع الاكتشاف: وُجدت هذه التماثيل في «وضعها الأصلي»، داخل طبقات متراكمة من الطمي، بالقرب من تابوت جرانيتي غير منقوش كان قد عُثر عليه سابقًا دون تحديد هوية صاحبه.

خطوة حاسمة لحل لغز أثري قديم

أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، خلال تفقده موقع الحفائر بتانيس، أن هذا الكشف يمثل إضافة علمية فريدة، ويُعد «أبرز ما شهدته المقابر الملكية بتانيس منذ عام 1946».

وأشار الأمين العام إلى أن اكتشاف تماثيل الملك شوشنق الثالث بجوار التابوت غير المنقوش هو «خطوة حاسمة في حل أحد الألغاز الأثرية طويلة الأمد».

فرضية دفن الملك

تشير الدلائل العلمية الجديدة بقوة إلى أن التابوت الجرانيتي الغامض يعود في حقيقة الأمر للملك شوشنق الثالث.

 وهذا الاكتشاف يفتح المجال أمام دراسات جديدة حول طبيعة الدفن الملكي خلال تلك الفترة، وما إذا كان الملك قد دُفن داخل مقبرة أوسركون الثاني فعلياً، أو أن مقتنياته الجنائزية نُقلت إليها لاحقاً بغرض حمايتها.

أسرار لم تُكتشف بعد: نقوش جديدة وتكامل الجهود

أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد أن هذا الكشف يعكس حجم «التعاون المثمر» بين البعثة الفرنسية والجانب المصري، كما يؤكد أن موقع تانيس ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي لم تُكتشف بعد، مما يتطلّب مواصلة أعمال الحفائر والترميم باعتباره أحد أهم المراكز الملكية لعصر الانتقال الثالث.

من جانبه، أشار الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن البعثة نجحت أيضاً في كشف نقوش جديدة وغير معروفة سابقًا داخل الغرفة نفسها، ما يعزز من فهم الباحثين لتطور استخدام المقابر الملكية وأساليب الدفن في تلك الفترة.

مشروع شامل لحماية المقبرة الملكية

أوضح الدكتور هشام حسين، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أن الكشف جاء خلال المرحلة التحضيرية لمشروع شامل لحماية المقبرة الملكية، يتضمن:

إقامة مظلة حديثة فوق المقابر.

أعمال خفض الأملاح.

تنظيف العناصر المعمارية داخل المقبرة وخارجها.

وأكد الدكتور فريدريك بيريدو أن المرحلة التالية ستشهد إجراء دراسات أثرية دقيقة للنقوش الجديدة واستكمال أعمال التنظيف التي قد تكشف المزيد من الحقائق حول ظروف دفن الملك شوشنق الثالث. 

وأضاف: «ما زال أمامنا الكثير من العمل للإجابة عن هذه الأسئلة».

الشخصيات المحورية في الأسرة الثانية والعشرين

يُعد الملك شوشنق الثالث من الشخصيات المحورية في «الأسرة الثانية والعشرين»، التي حكمت مصر خلال عصر الانتقال الثالث، وهي فترة اتسمت بالانقسام السياسي وأهمية المراكز الدينية مثل تانيس. 

هذا الاكتشاف يفتح نافذة جديدة لدراسة العلاقات بين الملوك في هذه الأسرة وكيفية استخدامهم لمقابر أسلافهم، ربما لأسباب اقتصادية أو أمنية

ويتوقع علماء الآثار أن تُثري النقوش المكتشفة حديثاً فهمنا لتفاصيل الطقوس الجنائزية وطبيعة «الكنوز المنقولة» التي كانت تخص الملك، مما يضيء جوانب غامضة من تاريخ تانيس الملكي.

تم نسخ الرابط