الأربعاء 03 ديسمبر 2025 الموافق 12 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

سيدة الشاشة في ذكرى ميلادها.. مديحة يسري سمراء النيل

مديحة يسري
مديحة يسري

تحل اليوم، 3 ديسمبر 2025، الذكرى السنوية لميلاد الفنانة القديرة مديحة يسري، واحدة من أبرز أيقونات السينما المصرية والعربية، التي وُلدت في مثل هذا اليوم عام 1921.

 ارتبط اسم مديحة يسري بتاريخ طويل من الإبداع والرقي، جعلها واحدة من نجمات «الجيل الذهبي» اللاتي قدمن للسينما العربية إرثاً فنياً استثنائياً لا يُنسى. 

وقد لُقبت بـ «سمراء النيل» لجمالها الهادئ وأناقتها الرفيعة التي كانت سمة مميزة لحضورها على الشاشة.

مسيرة فنية: جمعت الموهبة والجمال

واصلت مديحة يسري طريقها بثبات وتميز، حيث أصبحت من القليلات اللاتي جمعن بين «الموهبة الفذة والجمال الآسر»، مع قدرة فريدة على تقديم أدوار شديدة التنوع. 

نجحت في تجسيد الأدوار الرومانسية الرقيقة، والاجتماعية المعقدة، والتراجيدية المؤثرة ببراعة متناهية.

قدمت سمراء النيل عشرات الأفلام التي لا تزال خالدة في ذاكرة السينما، من أبرزها:

ابن الحديد

أحلام الشباب

ممنوع الحب

قبلة في لبنان

شهر العسل

أحلام الحب

ابن الشرق

أرض النيل

المستقبل المجهول

بصمات سينمائية: وقفت أمام عمالقة الفن

تضمنت مسيرة مديحة يسري أفلاماً تُعد علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية، وقد أظهرت فيها قدرتها على التفاعل الفني مع كبار النجوم:

أفلام خالدة: شاركت في أعمال مثل لحن الخلود، وحياة أو موت، وخطاب من مجهول، وغيرها من التحف السينمائية.

نجوم الشاشة: وقفت أمام كبار نجوم الفن في عصور مختلفة، مثل رشدي أباظة وفريد الأطرش وأحمد مظهر وعبد الحليم حافظ، وقد تميز حضورها الدائم بالرقي والجاذبية، مما منحها مكانة خاصة بين جيلها.

تألق تلفزيوني: نضج فني وإنساني

لم تقتصر مسيرة الفنانة الراحلة على السينما فحسب، بل امتدت لتشمل الدراما التلفزيونية، حيث تركت بصمة قوية في أعمال محبوبة وناجحة:

هوانم جاردن سيتي: يُعد مسلسل «هوانم جاردن سيتي» من أبرز الأعمال التي أعادت تقديمها لجمهور جديد، وظهر فيه نضجها الفني والإنساني في تجسيد شخصية المرأة الأرستقراطية القوية.

تجسيد المرأة الأصيلة: كانت مديحة يسري معروفة بقدرتها الفريدة على تجسيد «المرأة المصرية الأصيلة» في مختلف مراحل العمر، بشكل يحافظ على وقار الشخصية ويُظهر عمقها الإنساني وتفهمها لتحديات الحياة.

الحياة الشخصية: قوة وإيمان في مواجهة الفقد

على الجانب الشخصي، عاشت مديحة يسري حياة كانت مليئة بالأحداث السعيدة والمؤلمة على حد سواء.

 تزوجت عدة مرات، كان من بين أزواجها الفنان محمد أمين الذي شاركها أحد أشهر أفلامها.

الحدث الأكثر تأثيراً في حياتها كان فقدانها لابنها الوحيد في حادث سيارة مأساوي، وهو الحدث الذي ترك في حياتها «ندبة عميقة»، لكنها واجهت هذا الفقد بالقوة والإيمان، وتفرغت بعدها للأعمال الإنسانية والخيرية.

العطاء الإنساني والتكريم الرسمي

تحولت مديحة يسري بعد سنوات من العطاء الفني إلى رمز للعطاء الإنساني:

دعم المرضى: كانت من أكثر الفنانات مشاركة في حملات دعم «مرضى السرطان»، حيث كانت تزور الأطفال المرضى باستمرار وتمد لهم يد العون.

التبرع والعمل الخيري: تبرعت بجزء كبير من دخلها لمؤسسات خيرية، مما جعلها موضع احترام كبير داخل الوسط الفني وخارجه.

حصلت الفنانة الراحلة خلال حياتها على العديد من «التكريمات الرفيعة» تقديراً لمسيرتها الطويلة ومكانتها الفنية.

 كما تم اختيارها لعضوية مجلس الشورى نظراً لدورها الثقافي والاجتماعي المؤثر، وهو ما يعكس مكانتها المرموقة كشخصية عامة، تتجاوز كونها مجرد ممثلة.

العلاقة الفريدة مع الجمهور وفلسفتها في الفن

كانت مديحة يسري تتمتع بعلاقة خاصة وفريدة مع جمهورها، اعتمدت على الاحترام المتبادل والرقي.

 لم تكن مجرد نجمة، بل كانت تمثل نموذجاً للمرأة التي يمكنها تحقيق التوازن بين الشهرة والوقار.

 وغالباً ما كانت تؤكد أن الفن رسالة يجب أن تخدم المجتمع وتُعلي من قيمه، وليس مجرد وسيلة للشهرة العابرة. 

ولهذا، كانت حريصة على اختيار أدوارها التي «تترك بصمة إيجابية»، مبتعدة عن الإثارة الزائفة، ومؤمنة بأن الفن الحقيقي هو الذي يبقى في «ذاكرة الأجيال» كقيمة إنسانية.

تم نسخ الرابط