الأربعاء 31 ديسمبر 2025 الموافق 11 رجب 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وزير السياحة يعتمد الهيكل التنظيمي المطور للمتحف المصري الكبير

وزير السياحة والآثار
وزير السياحة والآثار

في خطوة إدارية استراتيجية تهدف إلى تعزيز كفاءة الصرح الثقافي الأكبر في العالم، أصدر وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، قراراً وزارياً رسمياً باعتماد الهيكل التنظيمي الجديد لهيئة «المتحف المصري الكبير». 

يأتي هذا القرار في أعقاب اعتماد جدول وظائف الهيئة من قِبل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ليمثل خارطة طريق إدارية متطورة تضمن استدامة النجاح لهذا المشروع القومي العملاق.

وأكد الوزير شريف فتحي أن هذا الهيكل يُعد تحديثاً جوهرياً للنسخة السابقة التي اعتُمدت في عام 2021، مشدداً على أن التحديث الجديد جاء استجابةً لـ«الاحتياجات الفعلية للمتحف»، خاصة في مرحلة ما بعد الافتتاح الرسمي والتشغيل الكامل. 

ويهدف القرار إلى خلق كيان إداري يتسم بـ «المرونة والكفاءة القصوى»، قادراً على مواكبة المتطلبات اللوجستية والفنية المتزايدة، ويدعم تطوير منظومة العمل بما يليق بمكانة المتحف الدولية.

«مركز توت عنخ آمون».. حين يتحول المتحف إلى منارة تدريبية عالمية

من أبرز المفاجآت التي حملها الهيكل التنظيمي الجديد، هو استحداث إدارة عامة تحت مسمى «مركز تدريب توت عنخ آمون».

 هذا المركز لن يقتصر دوره على الجانب المحلي، بل سيتولى مهمة تدريب العاملين بالمتحف وفق أحدث البرامج التخصصية في علوم الآثار والمتاحف.

واللافت في هذه الإدارة الجديدة هو بُعدها الاستثماري والمعرفي؛ حيث ستقدم خدمات «التدريب التخصصي بمقابل مادي» للمهتمين من المصريين والأجانب، وبشكل خاص الطلاب والباحثين الدوليين. 

وتعكس هذه الخطوة رغبة الدولة في تحويل المتحف المصري الكبير من مجرد صالة عرض للمقتنيات الأثرية إلى «مركز ثقل علمي وتعليمي» يصدر الخبرات المصرية للعالم، ويحقق عوائد اقتصادية تدعم موارد الهيئة.

قيادة ثنائية.. نائب للأثار وآخر للإدارة والتشغيل

من جانبه، كشف الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، عن ملامح القيادة في الهيكل الجديد، مشيراً إلى أنه يتضمن تعيين «نائبين للرئيس التنفيذي».

 يتولى النائب الأول ملف الشؤون الأثرية، بينما يختص النائب الثاني بملفات الإدارة والتشغيل لضمان الفصل بين العمل الفني واللوجستي وتحقيق أعلى مستويات الحوكمة.

وأوضح غنيم أن الهيكل يغطي كافة مجالات العمل الحيوية، بدءاً من الإدارات الأثرية المتخصصة، وصولاً إلى إدارات «العلاقات الدولية، الاستراتيجية، والمراجعة الداخلية».

 كما تم التركيز بشكل مكثف على إدارات «تنمية الموارد المالية والاستثمار»، لضمان قدرة المتحف على التمويل الذاتي وتطوير خدماته بشكل مستمر، بما يتناسب مع حجم التدفقات السياحية المتوقعة.

تخصصات دقيقة.. من معامل العلوم إلى متحف الطفل

وفي تفاصيل الجناح الفني، أشار الدكتور أحمد رحيمة، معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية، إلى أن الهيكل وضع منظومة متكاملة للشؤون الأثرية.

 وتتضمن هذه المنظومة إدارة عامة لـ «مركز الترميم»، وإدارة أخرى للمعامل العلمية، بالإضافة إلى إدارة المقتنيات والمعارض.

وتحت مظلة هذه الإدارات، تندرج تخصصات نوعية تشمل:

«العرض المتحفي والتسجيل والتوثيق».

«إدارة مخازن الآثار الحديثة».

«متحف الطفل والمركز التعليمي»، الذي يستهدف بناء الوعي الأثري للأجيال الجديدة.

«البحث العلمي والنشر والمكتبات».

هذا التقسيم يضمن أن كل قطعة أثرية داخل المتحف، منذ لحظة استلامها وحتى عرضها، تخضع لدورة عمل علمية دقيقة وموثقة عالمياً.

«الموارد المؤسسية».. الذراع التنفيذي للتشغيل الذكي

ولضمان انسيابية العمل الإداري، أعلن الهيكل عن استحداث «الإدارة المركزية للموارد المؤسسية». هذه الإدارة ستكون بمثابة المحرك الرئيسي لكافة العمليات المساندة، حيث تضم تحت لوائها الإدارات العامة للشؤون المالية والإدارية والتعاقدات.

واختتم الوزير شريف فتحي بالتأكيد على أن الفترة المقبلة ستشهد «تفعيلاً فورياً لهذا الهيكل»، لضمان انتظام العمل بصورة فعالة متميزة. 

فالهدف النهائي ليس مجرد هيكل ورقي، بل تحويل المتحف المصري الكبير إلى نموذج عالمي في الإدارة المتحفية، يجمع بين عبق التاريخ المصري القديم وأحدث تكنولوجيا الإدارة في القرن الحادي والعشرين.

ويمثل قرار وزير السياحة نقلة نوعية في إدارة المتاحف، حيث يسعى وزير الآثار لتحقيق التميز العالمي، مؤكداً وزير السياحة أن الهيكل الجديد هو مفتاح النجاح المستقبلي لهذا الصرح.

تم نسخ الرابط