«العفو الدولية»..حصار إسرائيل لغزة جريمة حرب وعقاب جماعي يجب أن يتوقف فورا

قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة، إن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يمثل جريمة حرب وعقابًا جماعيًا غير قانوني بحق سكان القطاع، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهائه فورًا، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.
وأكدت المنظمة، في بيان رسمي، أن «استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين في قطاع غزة يرقى إلى جريمة حرب، ويعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني»، مشددة على أن الحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا، واشتد منذ مارس الماضي، يُعد جزءًا من سياسة عقاب جماعي ترقى إلى أحد أفعال الإبادة الجماعية
91% من سكان غزة يعانون من الجوع الحاد
ويأتي تصريح المنظمة في ظل تقارير متواترة عن تدهور كارثي في الوضع الإنساني داخل غزة، حيث يعيش السكان منذ أشهر على شبه انعدام تام للغذاء والماء والدواء.
وحذرت العفو الدولية من أن نحو 91% من سكان القطاع يعانون من أزمة غذائية حادة، مشيرة إلى أن ذلك يعود مباشرة إلى إغلاق إسرائيل الكامل لجميع معابر غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، منذ ما يزيد عن شهرين، في أعقاب عمليات عسكرية متواصلة.
ووصفت المنظمة هذا الوضع بأنه «لا يمكن السكوت عنه»، ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط الفوري على الحكومة الإسرائيلية من أجل فتح المعابر، والسماح بإدخال المواد الأساسية، مؤكدة أن تجويع المدنيين لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة أمنية، بل يُعد جريمة مكتملة الأركان.
منظمة الصحة العالمية.. الوضع في غزة كارثي
وتتفق تحذيرات العفو الدولية مع ما أعلنته منظمة الصحة العالمية مطلع الأسبوع، والتي وصفت الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع بأنها «كارثية بكل المقاييس»، مشيرة إلى أن المستشفيات باتت عاجزة عن تقديم الخدمات، وأن عددًا كبيرًا منها خرج عن الخدمة بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية.
وأضافت المنظمة الدولية أن حالات سوء التغذية بين الأطفال بلغت نسبًا «غير مسبوقة»، مؤكدة أن استمرار الحصار بهذا الشكل يهدد بوقوع مجاعة واسعة النطاق في حال لم يتم تدارك الوضع خلال أيام قليلة.
هجوم على سفينة مساعدات ضمن «أسطول الحرية»
وفي سياق متصل، أعلن تحالف «أسطول الحرية»، وهو ائتلاف دولي من نشطاء حقوقيين ومنظمات إنسانية يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة، أن إحدى سفنه تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة قبالة سواحل مالطا اليوم الجمعة.
وقال التحالف في بيان، إن «الهجوم استهدف سفينة كانت تنقل مساعدات إنسانية وأدوية إلى سكان القطاع»، مطالبًا الحكومة المالطية بـ«اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة ضد إسرائيل»، التي يُعتقد أنها تقف وراء الحادث.
وأشار البيان إلى أن الهجوم يُعد «انتهاكًا جديدًا للمواثيق الدولية، ويؤكد مجددًا على تصميم الاحتلال على منع أي محاولة لإيصال الإغاثة إلى غزة، حتى ولو كانت عبر مياه دولية».
دعوات متصاعدة للتحقيق الدولي
من جهتها، دعت عدة منظمات حقوقية دولية، من بينها هيومن رايتس ووتش ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، وعلى رأسها «استخدام الحصار كأداة عسكرية».
وأكدت العفو الدولية أنها «ترصد منذ سنوات التبعات المدمرة لهذا الحصار، لكن الشهور الأخيرة شهدت تصعيدًا خطيرًا بلغ حد التهديد بالقتل الجماعي عن طريق التجويع».
مصر ودول عربية تطالب بفتح المعابر
من جانبها، تواصل مصر جهودها لفتح معبر رفح أمام المساعدات، حيث أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تضغط من أجل استئناف إدخال الإغاثة، وتدعو لتطبيق قرارات مجلس الأمن الأخيرة المتعلقة بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة.
كما أصدرت عدة دول عربية، من بينها الأردن وقطر والجزائر، بيانات تندد باستمرار الحصار، وتدعو إلى رفع الحظر عن إدخال المواد الأساسية إلى غزة فورًا.
وتأتي تصريحات منظمة العفو الدولية لتسلط الضوء مجددًا على الجانب الإنساني الكارثي للأزمة في غزة، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية ويتصاعد فيه الغضب الدولي، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي، وضرورة تحرك فاعل لإنهاء العقاب الجماعي ووقف الانتهاكات بحق المدنيين.