تباين في العملات الأجنبية والعربية اليوم.. والدولار يواصل استقراره أمام الجنيه

تزايدت معدلات بحث المواطنين عبر محرك البحث «جوجل» اليوم الأربعاء 21 مايو 2025، حول سعر العملات، في ظل اهتمام عام بمتابعة حركة أسعار الدولار والعملات الأجنبية والعربية، لما لها من تأثير مباشر على الأسواق، خاصة أسعار السلع المستوردة، وخطط السفر، والتحويلات المالية من الخارج.

وفي ظل هذه المتابعة اليومية الدقيقة، أعلن البنك المركزي المصري أحدث تحديث لأسعار العملات، حيث أظهرت الأرقام استقرارًا نسبيًا في سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه، بينما شهدت بعض العملات الأجنبية والعربية الأخرى تحركات طفيفة في أسعار الشراء والبيع.

الدولار الأمريكي.. ثبات في الأداء وعيون السوق على المستقبل

وفقًا لتحديث البنك المركزي، سجل الدولار الأمريكي اليوم 49.82 جنيهًا للشراء، و49.95 جنيهًا للبيع، وهو ما يعكس استقرارًا ملحوظًا مقارنة بتعاملات الأيام الماضية.

ويُعد هذا الثبات إشارة إلى هدوء نسبي في الطلب على الدولار داخل السوق المصرفية، رغم استمرار التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وهو ما أرجعه خبراء اقتصاديون إلى تحسن التدفقات الدولارية من عدة مصادر، من بينها السياحة، وقناة السويس، وتحويلات المصريين بالخارج.

اليورو يسجل ارتفاعًا طفيفًا أمام الجنيه

أما على صعيد العملات الأوروبية، فقد سجل اليورو الأوروبي اليوم ارتفاعًا طفيفًا، ليصل إلى 56.02 جنيهًا للشراء، و56.18 جنيهًا للبيع، وذلك مقارنةً بمستوياته قبل يومين.

ويعكس هذا الارتفاع تأثر العملة الموحدة بالتغيرات الحاصلة في أسواق المال العالمية، خصوصًا بعد صدور بيانات اقتصادية جديدة من منطقة اليورو، أبرزها تقارير حول معدلات التضخم والنمو الصناعي، والتي تؤثر على قرارات المستثمرين والمضاربين في أسواق العملات.

الجنيه الإسترليني.. صعود محدود مع ترقب الأسواق

بدوره، سجّل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا محدودًا أمام الجنيه المصري، ليصل إلى 66.58 جنيهًا للشراء، و66.75 جنيهًا للبيع، وذلك بالتزامن مع تقلبات سعر الإسترليني عالميًا، بعد إعلان بنك إنجلترا استمرار تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم.

ويُعد الإسترليني من العملات التي تشهد اهتمامًا ملحوظًا لدى المستثمرين ورجال الأعمال في مصر، خاصة المرتبطين بتعاملات تجارية وسياحية مع المملكة المتحدة.

العملات الخليجية.. استقرار نسبي وسط ترقب اقتصادي

على صعيد العملات العربية، استقرت أسعار العملات الخليجية الأكثر تداولًا، خاصة الريال السعودي والدرهم الإماراتي، في مستويات مقاربة لما كانت عليه في الأيام الماضية، مع تراجع طفيف في الطلب من قبل المستوردين.

الريال السعودي سجّل اليوم 13.28 جنيهًا للشراء، و13.32 جنيهًا للبيع.

أما الدرهم الإماراتي فقد بلغ 13.56 جنيهًا للشراء، و13.60 جنيهًا للبيع.

ويُرجع مراقبون هذا الاستقرار إلى قرب انتهاء موسم العمرة، وتراجع التحويلات المالية المرتبطة به، إضافة إلى توازن حركة الصادرات والواردات بين مصر ودول الخليج خلال هذه الفترة من العام.

الدينار الكويتي يتصدر العملات الأعلى قيمة

لا يزال الدينار الكويتي يحافظ على مكانته كأعلى العملات العربية قيمة مقابل الجنيه، حيث سجّل اليوم 162.22 جنيهًا للشراء، و162.70 جنيهًا للبيع، وهو سعر يعكس قوته النسبية عالميًا، إلى جانب استقرار الأوضاع الاقتصادية بدولة الكويت.

ويعد الدينار الكويتي من العملات المهمة للمصريين العاملين بالخارج، خاصة أن أعدادًا كبيرة من الجالية المصرية تعمل في الكويت وترسل تحويلات منتظمة لذويها داخل مصر.

المواطنون بين متابعة الأسعار وتحقيق الاستفادة

تتعدد دوافع المواطنين في متابعة أسعار العملات يوميًا، بين من يخطط للسفر، أو التحويل من الخارج، أو حتى لتجهيز مشتريات مرتبطة بالدولار أو بالاستيراد، مثل الأجهزة الإلكترونية أو مكونات الإنتاج.

ويقول محمد عبد المقصود، موظف بشركة استيراد، إن تغيرات سعر الدولار تؤثر على قرارات الشراء والكميات المطلوبة من البضائع، لافتًا إلى أن الشركات باتت أكثر حرصًا في توقيتاتها المالية، تماشيًا مع تقلبات سعر الصرف.

أما هبة مجدي، ربة منزل، فترى أن «الأسعار في السوق كلها ماشية ورا الدولار، حتى الخضار والفاكهة»، وتضيف: «كل ما الدولار يعلى، تلاقى التاجر بيزود السعر، حتى لو الحاجة مالهاش علاقة بالاستيراد».

خبراء.. استقرار الدولار ضروري لاستقرار السوق

ويؤكد اقتصاديون أن استمرار استقرار سعر الدولار حول حاجز 49-50 جنيهًا يُعد خطوة إيجابية نحو ضبط سوق الصرف، ويمنح المستثمرين والمستوردين والمواطنين ثقة أكبر في التعاملات، خاصة مع جهود الدولة في تحسين مناخ الاستثمار، ودعم الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة.

ويضيف الخبير المصرفي خالد حسين أن «الفترة المقبلة قد تشهد بعض التغيرات الطفيفة في سعر الدولار»، لكنه يشدد على أن «المؤشرات الحالية لا تنذر بارتفاعات حادة ما لم تطرأ أحداث اقتصادية عالمية كبيرة».

مع استمرار استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري، وتحركات طفيفة في العملات الأجنبية والعربية الأخرى، تبقى المتابعة اليومية لسوق الصرف ضرورة حيوية للمواطنين، خاصة في ظل التأثير المباشر لسعر العملة على أسعار السوق ومستويات المعيشة.

 وتبقى يقظة الجهات الرسمية، وتوازن العرض والطلب، ومتابعة الأسواق العالمية، عوامل رئيسية في رسم ملامح المرحلة المقبلة لسوق العملات في مصر.