الذهب يتراجع من جديد في السوق المصري مساء اليوم الثلاثاء

سجّلت أسعار الذهب في السوق المصري تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات مساء اليوم الثلاثاء، بعد هبوط بلغ نحو 15 جنيهًا للجرام، وسط تحرك محدود في السعر العالمي لأونصة الذهب، والذي استقر بالقرب من أعلى مستوياته عند 3281 دولارًا، متأثرًا بتغيرات جيوسياسية واقتصادية أثارت حالة من الترقب في الأسواق.
تراجع أسعار الذهب محليًا
وشهدت الأسواق المحلية هبوطًا جديدًا بأسعار الذهب لجميع الأعيرة، وذلك على خلفية الأداء المتباين للذهب عالميًا. وجاءت الأسعار في ختام تعاملات اليوم على النحو التالي:
عيار 24: سجل 5228 جنيهًا للجرام
عيار 21 (الأكثر تداولًا في السوق المصري): بلغ 4595 جنيهًا للجرام
عيار 18: سجّل 3921 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب (يزن 8 جرامات من عيار 21): بلغ 36760 جنيهًا
ويأتي هذا التراجع بعد مكاسب متتالية شهدها الذهب خلال الأيام الماضية، ما دفع بعض المتعاملين إلى جني الأرباح، في ظل هدوء نسبي بالأسواق.
استقرار حذر في الأسواق العالمية
عالميًا، ارتفع سعر أونصة الذهب خلال تعاملات اليوم إلى مستوى 3281 دولارًا، بعد أن سجّل في وقت سابق أدنى مستوى له عند 3204 دولارات، ما يشير إلى وجود تقلبات في السوق تعكس حالة الحذر التي تسيطر على المتعاملين عالميًا.
وكانت الجلسة الماضية قد شهدت أيضًا تحركات محدودة، مع استمرار الذهب في النطاق العرضي الضيق الذي بدأه نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس تريّث المستثمرين في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء.
العوامل العالمية المؤثرة
تأتي هذه التحركات العالمية في ظل تقييم الأسواق لمجموعة من العوامل المؤثرة على توجهات المستثمرين، أبرزها التغيرات الجيوسياسية في عدة مناطق بالعالم، إلى جانب إعلان وكالة «موديز» يوم الجمعة الماضية عن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية من الدرجة الأعلى «Aaa» إلى «Aa1».
وبررت الوكالة هذا القرار بارتفاع مستويات الدين العام الأمريكي، بالإضافة إلى توقعاتها بزيادة تكلفة الفوائد على الدين خلال السنوات المقبلة، وهو ما وصفته بأنه أعلى بكثير من المستويات المسجلة في الدول التي تمتلك تصنيفًا مشابهًا.
وقد أحدث هذا الإعلان صدمة نسبية في الأسواق المالية، وفتح المجال أمام تكهنات جديدة حول توجه البنوك المركزية العالمية، ومدى تأثير خفض التصنيف على أداء الدولار الأمريكي وأسواق السندات، مما دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن، وإن كان بشكل مؤقت ومحدود حتى الآن.
قراءة في التحركات
ويشير محللون إلى أن ارتفاع أسعار الذهب عالميًا جاء مدعومًا بتزايد المخاوف من حدوث أزمة ديون أمريكية قد تؤثر على مصداقية الاقتصاد الأكبر في العالم، وهو ما يدفع المستثمرين إلى التحوّط عبر شراء الذهب، لكنه في الوقت نفسه يقابل بمقاومة فنية عند مستويات 3300 دولار للأونصة.
ويرجّح مراقبون أن يظل الذهب في حالة تذبذب ما بين الارتفاع الطفيف والتراجع المحدود حتى تتضح الصورة بشأن مدى استقرار الوضع الاقتصادي العالمي، وتوجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة.
السوق المحلي يتأثر بالعالم
وفي مصر، تواصل أسعار الذهب ارتباطها المباشر بالأسواق العالمية، حيث يتم تسعير المعدن الأصفر محليًا بناءً على السعر العالمي وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، إلى جانب عامل العرض والطلب داخل السوق.
ويوضح متعاملون في سوق الصاغة أن انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري، والذي شهد اليوم تراجعًا بنحو 16 قرشًا، كان له تأثير مباشر في خفض أسعار الذهب، خاصة مع ضعف حركة الشراء خلال النصف الثاني من شهر مايو، ما أدى إلى تقليص الفارق بين سعر الذهب المحلي والعالمي.
توصيات وتوقعات
وينصح تجار الذهب المواطنين الراغبين في الشراء أو الاستثمار، بمتابعة الأسواق بدقة خلال الأيام المقبلة، إذ من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب تحركات قوية حال حدوث تغير مفاجئ في سعر الدولار أو صدور بيانات اقتصادية مؤثرة من الولايات المتحدة.
كما ينصح البعض بالتروي في عمليات البيع أو الشراء الكبيرة حتى تتضح الرؤية بخصوص المسار الجديد الذي سيسلكه الذهب عالميًا، في ظل حالة عدم اليقين الحالية.