أيمن محسب يدين اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.. استفزاز فج لمشاعر المسلمين

أدان الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يرافقه عدد كبير من المستوطنين المتطرفين، باحات المسجد الأقصى المبارك، واصفًا الحادث بأنه "استفزاز فج لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم"، وانتهاك صارخ للوضع القائم في القدس المحتلة.

الاحتلال يواصل التصعيد وفرض سياسة الأمر الواقع

وأكد النائب في بيان له، أن هذه الممارسات المتطرفة تأتي ضمن نهج الاحتلال الإسرائيلي المتكرر، الذي يقوم على فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، من خلال اقتحامات متكررة واستفزازات لا تتوقف في ساحات الأقصى، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات لم تعد فردية أو عابرة، بل جزء من سياسة ممنهجة تقودها الحكومة الإسرائيلية لفرض سيطرة كاملة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

انتهاك صارخ للوضع القانوني والتاريخي

وأوضح محسب أن ما جرى يمثل انتهاكًا واضحًا وخطيرًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، ويُعد استهزاءً بكل الجهود الدولية التي تسعى إلى تهدئة الأوضاع ومنع تفجرها، محذرًا من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في هذه السياسات يهدد الاستقرار الإقليمي برمّته، وينذر بتفجر موجات جديدة من الغضب الشعبي والاضطرابات في مختلف أرجاء المنطقة.

صمت دولي مشين

وانتقد عضو مجلس النواب صمت المجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذا الصمت غير المبرر يشجع إسرائيل على التمادي في سياستها العدوانية، متسائلًا: إلى متى يظل العالم يكتفي بإصدار بيانات الإدانة دون اتخاذ مواقف حقيقية؟، مشيرًا إلى أن الاقتحام الذي قاده بن غفير، المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة وتحريضه العلني على العنف ضد الفلسطينيين، لا يمكن قراءته سوى في إطار محاولة متعمدة لاستفزاز مشاعر المسلمين ودفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والانفجار.

الحكومة الإسرائيلية تستخف بالشرعية الدولية

وأضاف محسب أن هذه الأفعال تعكس استخفاف الحكومة الإسرائيلية بالشرعية الدولية وبقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تؤكد على الوضع القانوني القائم في القدس وضرورة احترام حرمة الأماكن المقدسة، مؤكدًا أن حماية المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، واجب على الدول العربية والإسلامية جمعاء، في ظل ما تتعرض له المدينة من عمليات تهويد ممنهجة واقتحامات مستمرة من قبل المتطرفين وتحت حماية رسمية من قوات الاحتلال.

دعوة لتحرك عربي ودولي حازم

وشدد النائب على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي ودولي موحد وحازم تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الانتهاكات لا يمكن مواجهته ببيانات الشجب فقط، وإنما يحتاج إلى خطوات عملية ومبادرات فعالة على الأرض، سواء عبر مؤسسات الأمم المتحدة أو من خلال الضغط الدبلوماسي والسياسي الفعال على سلطات الاحتلال.

مطالبة بخطوات دولية ملموسة

وطالب محسب القوى الكبرى إقليميًا ودوليًا بالخروج من دائرة البيانات الشكلية، واتخاذ مواقف فعلية وملموسة لوقف هذه التجاوزات، والعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لافتًا إلى أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هو الضمانة الوحيدة لاستقرار المنطقة.

مصر ستظل داعمة لفلسطين

وفي ختام تصريحاته، شدد وكيل لجنة الشئون العربية على أن مصر، قيادة وشعبًا، ستظل داعمة للقضية الفلسطينية ومدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن مثل هذه الممارسات الإسرائيلية لن تنال من إرادة الشعوب الحرة، ولن تُضعف عزيمتها في الدفاع عن مقدساتها وحقوقها التاريخية.

كما دعا محسب إلى ضرورة التحرك العاجل من قبل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد جلسات طارئة واتخاذ قرارات ملزمة، لوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة التي تنذر بعواقب وخيمة.