عبدﷲ الثاني لوزير خارجية النرويج.. لا أمن في الإقليم دون عدالة للفلسطينيين

استقبل العاهل الأردني الملك عبدﷲ الثاني، اليوم الإثنين، وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، في قصر الحسينية، حيث جرى خلال اللقاء بحث جملة من الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديات الحرب الجارية في قطاع غزة، وسبل تعزيز التعاون الثنائي بين عمان وأوسلو.

حضور ولي العهد الأردني وتأكيد على عمق العلاقات

وحضر اللقاء، الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني، ولي العهد الأردني، إلى جانب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك.

وأكد الملك عبدﷲ الثاني، خلال اللقاء، عمق علاقات الصداقة التي تربط الأردن بمملكة النرويج، مشددًا على أهمية تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يعزز المصالح المشتركة ويخدم القضايا الإنسانية في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

الملك يشدد على ضرورة إنهاء الحرب على غزة

وفي حديثه مع الوزير النرويجي، شدد العاهل الأردني على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتي تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم للقطاع المنكوب.

وجدد الملك عبدﷲ دعوته إلى إيجاد حل سياسي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، قائم على حل الدولتين، يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

إدانة للإجراءات الأحادية بالضفة والقدس

كما تناول اللقاء، بحسب ما أورد موقع «المملكة»، الإجراءات أحادية الجانب التي تنفذها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والتي تشمل التوسع الاستيطاني، وتهجير السكان الفلسطينيين، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، مشددًا على أن هذه الممارسات تقوض فرص تحقيق السلام وتغذي دائرة العنف والتوتر في المنطقة.

ونبّه الملك عبدﷲ إلى خطورة استمرار هذه السياسات، والتي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، محذرًا من انعكاساتها السلبية على أمن واستقرار المنطقة برمتها.

مناقشة المستجدات في سوريا

كما بحث الملك عبدﷲ الثاني ووزير الخارجية النرويجي، خلال اللقاء، آخر التطورات في الساحة السورية، مؤكدين ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، والعمل على تهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب السوري.

وفي هذا السياق، أكد العاهل الأردني دعم بلاده للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوري، لا سيما في ظل التحديات الإنسانية والأمنية المتزايدة، والتي تشمل قضية اللاجئين، ومكافحة تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود.

موقف نرويجي داعم لحل الدولتين

من جانبه، أعرب وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، عن تقدير بلاده للدور المحوري الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك عبدﷲ الثاني في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة، مشددًا على دعم النرويج الكامل لحل الدولتين، وضرورة إنهاء العنف وإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما أكد الوزير النرويجي حرص بلاده على توسيع التعاون مع الأردن في المجالات الإنسانية والتنموية، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية، بما يعكس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

الأردن والنرويج.. علاقات راسخة وتعاون متنامٍ

ويأتي هذا اللقاء في إطار العلاقات الوثيقة التي تربط الأردن بالنرويج، والتي تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، وعلى رأسها المساعدات الإنسانية، والتعليم، وتمكين الشباب، إضافة إلى التنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام الدولي، مثل اللاجئين، والبيئة، وحقوق الإنسان.

ويعد الأردن شريكًا رئيسيًا للنرويج في الشرق الأوسط، إذ تعمل الدولتان بشكل مشترك ضمن الأطر الأممية والدولية لتخفيف حدة الأزمات الإنسانية ودعم جهود تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

استمرار الحراك الدبلوماسي الأردني

وتأتي هذه الزيارة في ظل الحراك الدبلوماسي النشط الذي يقوده الملك عبدﷲ الثاني، بهدف حشد دعم المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والدفع باتجاه تسوية سياسية شاملة تعالج جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتكفل حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

ويواصل الأردن، بقيادة الملك، جهوده على الساحة الدولية، داعيًا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وتأمين الحماية للمدنيين، وفتح الممرات الآمنة لإدخال الإغاثة العاجلة إلى المناطق المنكوبة، خاصة في قطاع غزة.