مصر تؤكد الحفاظ على قدسية«دير سانت كاترين» في حوار رئاسي مع اليونان
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر واليونان، تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء اليوناني «كيرياكوس ميتسوتاكيس».
ويأتي هذا الاتصال في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين زخماً متنامياً يعكس عمق الصداقة والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وقد أكد الطرفان خلال الاتصال حرصهما المشترك على استمرار دفع العلاقات الاستراتيجية إلى آفاق أرحب، بما يتناسب مع الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، ويحقق مصالح شعبيهما في المنطقة.
تأكيد متبادل على دفع التعاون في مختلف القطاعات
صرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال شهد تأكيدًا على التزام مصر واليونان بمواصلة التعاون البنّاء في العديد من المجالات.
وقال إن الطرفين عبرا عن إرادتهما القوية في تعزيز التنسيق السياسي وتوسيع الشراكة الاقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة والاستثمار والتجارة.
هذا ويأتي تعزيز العلاقات المصرية اليونانية ضمن إطار استراتيجية مصر للانفتاح على دول البحر المتوسط، ودفع التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والمشروعات المشتركة، فضلاً عن توثيق العمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
الحفاظ على قدسية دير سانت كاترين.. التزام وطني ودولي
يعد دير سانت كاترين من أهم المواقع الدينية والتراثية في مصر والعالم، ويحظى باهتمام بالغ على المستوى الوطني والدولي.
وقد أكد الرئيس السيسي خلال الاتصال حرص مصر الكامل على الحفاظ على المكانة الدينية الفريدة والمقدسة للدير، وعدم المساس بهذه المكانة، بما يعكس احترام مصر للمقدسات الدينية وترسيخ قيم التسامح والتعايش.
وقد جاء هذا التأكيد في سياق الحكم القضائي الصادر مؤخرًا بشأن الدير، والذي يعزز حماية هذا الموقع العريق من أي تعديات، ويؤكد على حرص الدولة المصرية على تأمين وحماية الأماكن الدينية والتراثية التي تمثل قيمة تاريخية وروحية عالية.
دير سانت كاترين.. إرث حضاري وروحي لا يُقدّر بثمن
يقع دير سانت كاترين في قلب سيناء، ويُعتبر من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، حيث تم تأسيسه في القرن السادس الميلادي.
ويضم الدير مكتبة كبيرة تحتوي على مخطوطات نادرة وكنوز أثرية تعكس التاريخ الطويل للمسيحية في المنطقة.
وبالإضافة إلى قيمته الدينية، يُعد الدير من المواقع التراثية العالمية التي تُدرجها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.
وتحظى هذه الأهمية بمتابعة مستمرة من الدولة المصرية، التي تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على الدير كموقع ديني وتراثي يحترم تنوع المعتقدات ويعكس قيم التسامح الديني التي تميز المجتمع المصري.
توثيق الشراكة المصرية اليونانية في مواجهة التحديات الإقليمية
على الصعيد السياسي، تركز العلاقات بين مصر واليونان على تعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، من خلال التنسيق المشترك والعمل في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، إلى جانب التعاون في محاربة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
ويعتبر هذا الاتصال تأكيدًا على الرغبة المشتركة في استقرار المنطقة، وتعزيز الأمن البحري وتطوير آليات التعاون الإقليمي، بما يخدم مصالح البلدين ويساهم في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري
في الجانب الاقتصادي، تُعتبر اليونان ومصر شريكين مهمين في منطقة البحر المتوسط، مع فرص كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والسياحة، والبنية التحتية.
ويعمل البلدان على تطوير مشروعات مشتركة في مجالات النقل البحري والسكك الحديدية والاتصالات، فضلاً عن دفع حركة الاستثمارات الثنائية.
وتأتي هذه الخطوات في ظل اهتمام مشترك بتطوير اقتصادياتهما وتحقيق مزيد من النمو المستدام، من خلال استغلال الموارد الطبيعية والموارد البشرية، وبناء شراكات استراتيجية تحقق منافع متبادلة.
دور مصر في حماية التراث الديني كرسالة إنسانية عالمية
تُعد حماية مصر للمواقع الدينية والتراثية، ومنها دير سانت كاترين، رسالة إنسانية تعكس احترام التنوع الديني والثقافي.
وتعزز هذه الجهود دور مصر كحارسة للسلام الديني والتعايش، وتشكل نموذجاً يحتذى به في منطقة تعاني من صراعات دينية وأمنية.
وتؤكد القيادة المصرية التزامها الدائم بالحفاظ على المقدسات، والعمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين مختلف الطوائف والأديان داخل مصر وخارجها.
الختام: شراكة تاريخية بين مصر واليونان نحو مستقبل مزدهر
يعكس الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني «كيرياكوس ميتسوتاكيس» عمق العلاقات الثنائية، والرغبة المتبادلة في دفع التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات.
وتؤكد هذه العلاقات المتينة على الدور الحيوي الذي تلعبه مصر واليونان في تعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة البحر المتوسط.
وتواصل الدولتان العمل معاً لتأسيس شراكة قوية ومتنوعة تحقق تطلعات شعبيهما، وتعزز من السلام والتنمية المستدامة، في ظل احترام التراث الديني والثقافي الذي يجمعهما.
