السديس يعلنها..خطبة عرفة بـ35 لغة.. والشيخ صالح بن حميد خطيبا لهذا العام

في خطوة تعكس الثقة والكفاءة العلمية والدعوية، أعلن الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، عن اختيار الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، لإلقاء خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة لهذا العام، ليصبح الخطيب السادس عشر الذي يلقي خطبة هذا اليوم العظيم في العهد السعودي.

سيرة علمية ومسيرة وطنية

يُعد الشيخ صالح بن حميد من الشخصيات العلمية والدعوية البارزة في المملكة العربية السعودية، فقد جمع بين العمل الأكاديمي والدعوي والسياسي، حيث شغل رئاسة مجلس الشورى السعودي في الفترة من عام 2002 وحتى 2009، ثم عُين رئيسًا للمجلس الأعلى للقضاء، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2012، ليُكلف بعد ذلك بمنصب مستشار بالديوان الملكي.

كما يُعرف عن الشيخ بن حميد مشاركته المؤثرة في هيئة كبار العلماء السعودية، وله إسهامات فكرية وفقهية معتبرة. 

وقد نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في عام 2016، تقديرًا لجهوده في نشر الفقه الوسطي وتعزيز مبادئ التعايش والتسامح.

مشروع نوعي.. ترجمة خطبة عرفة بـ35 لغة

وفي إطار استعدادات موسم الحج، دشنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي مسارًا إثرائيًا استثنائيًا لترجمة خطبة يوم عرفة إلى 35 لغة، في خطوة تُعد الأكبر من نوعها في تاريخ الرئاسة، ويُنتظر أن تصل إلى أكثر من 5 ملايين مستفيد حول العالم.

وأكد الشيخ السديس، خلال اجتماع عقده بمكتبه في المسجد الحرام، أن هذه الحزمة الإثرائية تأتي في إطار النهج الوسطي للمملكة، وسعيها الحثيث لإيصال رسالة الحج إلى المسلمين في جميع بقاع الأرض، حيث تُترجم خطبة عرفة بشكل فوري ومتزامن مع الخطبة الأصلية، وتُبث عبر القنوات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، بالتنسيق مع شركاء النجاح في المؤسسات الإعلامية والتقنية.

الخطبة.. رسالة سلام للعالم

وأوضح السديس أن خطبة عرفة لهذا العام ستحمل مضامين الوسطية والاعتدال، وتُبرز معاني التآخي الإنساني والتسامح الديني والتعايش الحضاري، في لحظة روحية ينتظرها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكدًا أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حريصة على أن يكون الحج منصة عالمية لإيصال الرسالة الإسلامية الصحيحة، التي تدعو للسلام والتراحم والوحدة.

وأضاف السديس أن المملكة أصبحت رائدة في الدعوة الرقمية ونقل رسالة الحرمين الشريفين من خلال أدوات العصر، وأن مشروع ترجمة خطبة عرفة يُعد من أبرز مشروعات خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن، ويجسد الصورة المشرقة لجهود المملكة في احتضان الحجاج من مختلف الجنسيات واللغات والثقافات.

ترجمة فورية وبث مباشر

وأشار السديس إلى أن مشروع الترجمة الفورية يعتمد على كوادر مدربة وتقنيات عالية الدقة، تتيح نقل معاني الخطبة بدقة واحترافية، بما يضمن وصولها إلى جميع المسلمين دون حواجز لغوية، موضحًا أن اللغات المعتمدة تشمل الإنجليزية، الفرنسية، الأوردو، الماليالامية، الفارسية، الروسية، الصينية، السواحلية، التركية، الإندونيسية وغيرها من اللغات الحية، التي تُستخدم على نطاق واسع في العالم الإسلامي.

الرئاسة تواصل التميز في خدمة الحجيج

ويُنتظر أن يكون هذا الموسم الحجّي مميزًا على مستوى التنظيم والمحتوى الروحي، خصوصًا في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة السعودية لموسم الحج، وحرص الرئاسة الدينية على تطوير الخدمات الميدانية والفكرية، بما يعكس مكانة المملكة كقبلة للمسلمين وراعية للحرمين الشريفين.

ويؤكد هذا المسار الإثرائي المتجدد مدى اهتمام الرئاسة الدينية بتعزيز القيم الإسلامية ونشر الخطاب المعتدل، وتسخير التكنولوجيا لخدمة الرسالة الدينية، لتبقى خطبة عرفة نافذة للروح والإيمان والانفتاح على العالم.