لا تتجاهلها.. «علامات على جسمك» تكشف نقص الحديد وعلاجه بخطوات بسيطة

يُعد «الحديد» من أهم المعادن التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية المختلفة، حيث يدخل بشكل رئيسي في إنتاج الهيموغلوبين الذي يُساعد في نقل الأوكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، كما يشارك في دعم جهاز المناعة وتنظيم درجة حرارة الجسم والمساهمة في بناء العضلات وتعزيز وظائف الدماغ، ونقص الحديد في الجسم ليس أمرا بسيطا كما يظنه البعض بل هو حالة قد تتطور تدريجيا لتؤدي إلى مشكلات صحية معقدة إذا لم يتم الانتباه إلى «العلامات» التي يُطلقها الجسم كنوع من التحذير المبكر، لذلك من الضروري التعرف على هذه الإشارات والعمل على تعويض هذا النقص من خلال خطوات غذائية وعلاجية فعالة.
أعراض نقص الحديد لا تظهر فجأة
عادة ما تكون «أعراض نقص الحديد» تدريجية وبطيئة في الظهور، وهو ما يجعل كثيرين يغفلون عنها أو يظنون أنها ناتجة عن الإرهاق أو ضغوط الحياة اليومية، ومن أبرز هذه الأعراض الشعور الدائم بالتعب حتى بعد الراحة أو النوم، والدوخة المتكررة، والصداع المزمن، إضافة إلى ضعف التركيز وبرودة الأطراف وتسارع نبضات القلب، كما يظهر تأثير نقص الحديد بشكل واضح على البشرة والشعر، حيث يصبح الجلد شاحبا وجافا، ويزداد تساقط الشعر بشكل ملحوظ دون وجود سبب واضح.
إشارات جسدية لا يجب تجاهلها
إذا لاحظت على نفسك بعض «الإشارات الجسدية» الغريبة مثل تشقق زوايا الفم أو التهاب اللسان أو ضعف الأظافر وتكسرها بسهولة، أو الشعور بالرغبة الشديدة في تناول أشياء غير صالحة للأكل كالثّلج أو الطين أو الورق، فهذه كلها علامات قد تشير إلى نقص الحديد في الجسم، كذلك قد تلاحظ انخفاضا في القدرة على التحمل البدني أثناء ممارسة الأنشطة اليومية العادية أو الرياضية، وهي علامة واضحة على انخفاض مستويات الحديد المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم.
أسباب متعددة وراء نقص الحديد
تتنوع أسباب نقص الحديد بين عوامل غذائية وأخرى صحية، فقد يحدث النقص نتيجة تناول وجبات غير متوازنة تفتقر إلى الأطعمة الغنية بالحديد، أو بسبب الامتناع عن تناول اللحوم الحمراء التي تُعد من أهم مصادره، كما أن بعض الحالات المرضية مثل القرح الهضمية أو النزيف المزمن سواء في الجهاز الهضمي أو أثناء الدورة الشهرية عند النساء تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الحديد، إضافة إلى سوء امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي، وهي حالة تحدث لدى بعض الأشخاص نتيجة مشاكل في الأمعاء أو بسبب تناول بعض الأدوية التي تعيق امتصاص الحديد.
الفئات الأكثر عرضة لنقص الحديد
تُعد النساء في سن الإنجاب من أكثر الفئات عرضة للإصابة بنقص الحديد بسبب فقدان الدم خلال الدورة الشهرية، كما أن الحوامل يحتجن كميات مضاعفة من الحديد لدعم نمو الجنين وتكوين المشيمة، ويُعتبر الأطفال في مراحل النمو أيضا من الفئات الحساسة التي قد تتأثر سريعا بنقص الحديد مما يؤثر على قدراتهم المعرفية والنفسية، إضافة إلى كبار السن والأشخاص النباتيين الذين لا يتناولون المنتجات الحيوانية.
طرق طبيعية لتعويض الحديد بسرعة
لحسن الحظ يمكن تعويض نقص الحديد من خلال اتباع نظام غذائي غني بالعناصر التي تحتوي على «الحديد» سواء من مصادر حيوانية أو نباتية، وتشمل هذه المصادر اللحوم الحمراء والكبد والدجاج والأسماك، إضافة إلى البقوليات كالعدس والفاصولياء، والخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والجرجير، كما تحتوي الفواكه المجففة مثل التين والمشمش والزبيب على كميات جيدة من الحديد، ويُفضل تناول هذه الأطعمة مع مصادر غنية بفيتامين سي مثل البرتقال أو الفلفل الحلو لتحسين امتصاص الحديد في الجسم.
مكملات الحديد خيار فعال لكن بحذر
في بعض الحالات التي يكون فيها النقص شديدا ولا يمكن تعويضه فقط من خلال الطعام، قد يوصي الطبيب بتناول مكملات الحديد سواء على شكل حبوب أو قطرات أو حتى حقن في الحالات المتقدمة، ولكن يجب عدم تناول هذه المكملات دون استشارة طبية، لأن زيادة الحديد في الجسم تُعد حالة خطيرة أيضا قد تؤدي إلى تلف الكبد أو القلب، لذلك يتم تحديد الجرعة المناسبة بناء على الفحوصات والتحاليل.
العلاج يبدأ بالانتباه للأعراض
الخطوة الأولى للعلاج الفعال هي ملاحظة «الأعراض» والتفاعل معها بشكل فوري، حيث إن الكثير من الأشخاص يظلون لفترات طويلة يعانون من أعراض نقص الحديد دون إدراك أن هذا النقص هو السبب الرئيسي وراء معاناتهم الصحية، وإذا تم التشخيص في مرحلة مبكرة فإن العلاج يكون أسهل وأسرع وأكثر فعالية.
نصائح للوقاية والحفاظ على مستويات الحديد
للوقاية من نقص الحديد يجب الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الحديد مع تقليل تناول المشروبات التي تعيق امتصاصه مثل الشاي والقهوة خاصة بعد الوجبات مباشرة، كما يُفضل إجراء فحوصات دورية لمستويات الحديد في الدم خاصة للنساء والحوامل والأطفال، والاهتمام بتعليم الأطفال منذ الصغر أهمية تناول الأطعمة الغنية بالحديد، إضافة إلى توعية الأشخاص النباتيين بضرورة تنويع مصادرهم النباتية وتناول المكملات إذا لزم الأمر.
الاهتمام بنقص الحديد يقيك من مضاعفات أخطر
إهمال علاج نقص الحديد قد يؤدي إلى مشكلات صحية معقدة مثل فقر الدم الحاد وهبوط المناعة وضعف التركيز وانخفاض الأداء البدني والذهني، كما أن الحوامل اللواتي يُعانين من نقص الحديد يكن أكثر عرضة للولادة المبكرة أو إنجاب أطفال بوزن منخفض، لذا فإن التوعية بأهمية الحديد لا تقتصر فقط على الصحة العامة بل تمثل ضرورة للحفاظ على جودة الحياة.