الثلاثاء 24 يونيو 2025 الموافق 28 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

هتافات النصر تعلو في طهران بعد قصف القواعد الأمريكية

القارئ نيوز

شهدت شوارع العاصمة الإيرانية طهران، مساء اليوم، تجمعات حاشدة للمواطنين الذين خرجوا للاحتفال بما وصفوه بـ«الرد المزلزل» على الضربات الأمريكية، عقب إعلان القوات الإيرانية قصف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وهي واحدة من أكبر القواعد الجوية الأمريكية في منطقة الخليج.

ورفع المتظاهرون الأعلام الإيرانية، مرددين هتافات مؤيدة للحرس الثوري الإيراني وقيادة البلاد، ومؤكدين دعمهم الكامل لأي عمليات عسكرية «تردع الولايات المتحدة وتمنعها من التمادي في الاعتداء على السيادة الإيرانية»، بحسب تعبير عدد من المشاركين في التظاهرات التي نُظمت بشكل عفوي في ساحات مثل «ميدان آزادي» و"شارع الثورة الإسلامية".

«العديد» تحت النار.. وتصاعد الغضب الشعبي

جاءت هذه التظاهرات بعد أن أعلنت طهران تنفيذ عملية عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم «بشائر الفتح»، شملت قصفا صاروخيا على عدد من القواعد الأمريكية في الخليج، كان أبرزها قاعدة العديد الجوية الواقعة في قطر، والتي تعد من أكثر القواعد نشاطًا في المنطقة وتضم قوات أمريكية وبريطانية.

وسرعان ما بدأت صفارات الإنذار تدوي في الدوحة، بالتزامن مع صدور تعليمات أمنية بإغلاق المجال الجوي القطري مؤقتا، في ظل حالة استنفار أمني شديدة.

 كما شملت الضربات الإيرانية قواعد أمريكية في الكويت والعراق وسوريا، ما دفع السلطات في عدد من الدول الخليجية إلى اتخاذ إجراءات احترازية شاملة.

خلفيات التصعيد.. من إسرائيل إلى الخليج

تأتي هذه التطورات عقب سلسلة من الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل طهران فجر الأحد الماضي، والتي أعلنت عنها واشنطن تحت مبرر «ردع التهديد الإيراني المتزايد»، وذلك على خلفية دعم إيران المتواصل لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفقًا لتصريحات الإدارة الأمريكية.

وتتهم طهران الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل في الحرب الدائرة منذ شهور في الأراضي الفلسطينية، وتحديدا في غزة، التي شهدت أعنف موجة قصف إسرائيلي منذ سنوات، وسط تأكيدات بأن واشنطن تُقدم دعمًا لوجستيًا واستخباراتيا لتل أبيب.

احتفالات في طهران.. وتحذيرات رسمية

الاحتفالات الشعبية التي شهدتها العاصمة الإيرانية رافقتها تصريحات رسمية تحذر من مغبة أي تصعيد جديد من جانب الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة. 

وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن «أي اعتداء جديد سيتم الرد عليه بعنف أكبر»، مضيفا: «لقد أثبتنا أن أمننا القومي خط أحمر، ومن يختبر صبرنا سيدفع الثمن».

كما أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا أكدت فيه أن العمليات العسكرية الجارية هي «رد مشروع على انتهاك سيادة إيران»، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفته بـ«العدوان الأمريكي الإسرائيلي على شعوب المنطقة».

ردود فعل إقليمية ودولية

في المقابل، عبرت عدة عواصم خليجية وعالمية عن قلقها من تسارع وتيرة التوترات، حيث أصدرت دولة الكويت بيان دعت فيه إلى «ضبط النفس وتغليب الحكمة»، بينما أغلقت مؤقتا مطاراتها وعلّقت بعض الرحلات الدولية كإجراء احترازي.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية السعودية إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، في محاولة لاحتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة. 

أما دولة الإمارات فقد أعلنت رفع حالة التأهب الأمني، وأغلقت المجال الجوي بشكل جزئي لبعض المناطق، وسط حالة من القلق الشعبي.

وعلى الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وحثت الأطراف على العودة إلى مائدة التفاوض.

 كما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه من «انفجار محتمل للوضع»، مشيرا إلى أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تهديد الاستقرار العالمي وليس الإقليمي فقط.

إلى أين يتجه المشهد؟

رغم الرسائل النارية المتبادلة، لا تزال الدبلوماسية تحاول أن تجد لنفسها مساحة بين دخان الصواريخ وهتافات الجماهير.

 ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار التصعيد إلى انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة، خاصة مع انخراط أطراف دولية عديدة في المشهد المتأزم، ووجود قوات أمريكية كبيرة داخل قواعد خليجية أصبحت هدفا مباشرا للردود الإيرانية.

وفي الوقت الذي يخرج فيه الإيرانيون للاحتفال بما يعتبرونه «انتصارًا للكرامة الوطنية»، يتوجس العالم من أن تتحول هذه الفرحة إلى شرارة نزاع واسع قد تمتد نيرانه لتطال معظم دول المنطقة.

تم نسخ الرابط