الجمعة 27 يونيو 2025 الموافق 02 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مأساة تهز المنوفية..أب ينهي حياة طفليه بعد عودتهما من المسجد بشهادات تقدير

القارئ نيوز

خيمت حالة من الحزن العميق والصدمة على أهالي قرية «قويسنا البلد» التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، بعد وقوع جريمة مروعة هزت وجدان الجميع، راح ضحيتها طفلان بريئان، لم يكن ذنبهما سوى أنهما عادا إلى منزل والدهما وهما يحملان في أيديهما شهادات تقدير من المسجد، فاستقبل فرحتهما بطعنات وسادية وصفت بـ«غير الإنسانية»، أنهت حياتهما في مشهد مأساوي لم تحتمله القلوب.

شهادات التقدير تحولت إلى إعلان وفاة

روى أحد أهالي القرية بالمنوفية، محمد محمود، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الطفلين، وقال إنهما كانا عائدين إلى المنزل فرحين بما حصلا عليه من شهادات تقدير نظير حفظهما لآيات من القرآن الكريم، وطلبا من والدهما زيارة والدتهما المنفصلة عنه، فما كان من الأب إلا أن انهال عليهما ضربا وتعذيبا، ليلفظا أنفاسهما الأخيرة على يد من يفترض أن يكون ملاذا آمنا لهما.

تفاصيل التقرير الطبي تكشف عنفا مفرطا

بحسب التقرير الطبي، فإن الطفل الأكبر، «ح.م.ح.ر»، 13 عاما، وصل إلى مستشفى قويسنا العام جثة هامدة في الساعة 7:20 مساء، وهو مصاب بكدمات متفرقة في جسده، وكسور في الضلوع، وطعنتين نافذتين في الفخذ الأيمن، فضلًا عن كدمات بالفخذين وكسور في الصدر، مع اشتباه في وجود نزيف داخلي بالبطن والصدر. حاول الأطباء إنعاشه، لكن دون جدوى.

أما شقيقته الصغرى، «م.م.ح.ر»، 10 أعوام، فقد وصلت إلى مستشفى المنوفية بعده بقليل، جثة دافئة في إشارة إلى أن الوفاة حديثة، وكانت مصابة بكدمات شديدة في الفخذين والصدر، مع اشتباه في وجود كسور ونزيف داخلي، وفشلت محاولات إنقاذها كذلك.

أقوال الأب.. اتهامات للأم ومحاولة تبرير

في اعترافاته أمام النيابة العامة، قال المتهم إن أبناءه حاولوا فتح الغاز أثناء نومه، متهمًا زوجته السابقة بتحريضهما على قتله، وهو ما دفعه -بحسب أقواله- إلى ضربهما بعنف لتأديبهما، مستخدما عصا وسلاحًا أبيض.

وكشفت التحقيقات الأولية أن المتهم كان قد حصل على حضانة الطفلين بعد طلاقه من زوجته، وظل يعيش معهما، حتى وقعت الجريمة داخل منزله. 

وأكدت التحريات وجود إصابات متفرقة على جسد الطفلين ناتجة عن الاعتداء بجسم صلب وسلاح أبيض، ما يتطابق مع اعترافات الأب.

التحقيقات.. ضرب وتعذيب حتى الموت

وتبين من التحقيقات أن الأب استخدم العصا في البداية، ثم لجأ إلى السكين، وانهال على الطفلين بطعنات متفرقة.

 وبعد ارتكاب جريمته، فر هاربا تاركا جثتي الطفلين في منزله، ليتم ضبطه لاحقا بعد تكثيف البحث من قبل فريق أمني بقيادة المقدم جمال عبد العظيم، رئيس مباحث مركز قويسنا.

وقررت النيابة العامة حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة القتل العمد باستخدام سلاح أبيض، كما تم عرض الجثتين على الطب الشرعي للتشريح وبيان أسباب الوفاة بدقة.

وداع يكسوه الدموع في جنازة حزينة

في مشهد مهيب، شيع أهالي القرية جنازة الطفلين ظهر اليوم الخميس من المسجد الكبير بقويسنا البلد.

 لم تكن دموع الأمهات وحدها هي التي سالت، بل بكى الجميع؛ رجالًا ونساءً وأطفالًا. 

وكان المشهد الأكثر تأثيرًا هو حمل جثماني الطفلين، وسط صمت ثقيل وحزن خيم على أرجاء القرية بأكملها.

أهالي القرية وصفوا الجريمة بالبشعة، مؤكدين أن الطفلين كانا معروفين بأدبهما وأخلاقهما، ومواظبتهما على الذهاب إلى المسجد، وأن الشهادات التي حملاها كانت آخر ما بقي من فرحة في حياتيهما القصيرة.

دعوات لتحقيق العدالة

وتعالت الأصوات في القرية مطالبة بأقصى عقوبة على الأب، ومشددة على ضرورة تفعيل دور لجان حماية الطفل في القرى والمراكز، وتكثيف جهود التوعية الأسرية، خصوصًا في حالات انفصال الوالدين، لضمان عدم وقوع الأطفال ضحية لصراعات الكبار.

كما دعا الأهالي إلى دعم الأم المنهارة نفسيا، وتوفير كل أشكال الرعاية النفسية لها، بعدما فقدت طفليها في جريمة وصفها البعض بأنها «خيانة أمانة من نوع خاص».

نهاية مأساوية.. وأسئلة بلا إجابة

رحل الطفلان وفي يدهما شهادات حفظ القرآن، وغابت الابتسامة التي عادا بها من المسجد، ولم يتبق سوى صدى الجريمة يتردد في أروقة المنازل، والمدرسة، والمسجد، وعيون كل من عرفهما. 

وتبقى المنوفية شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم التي هزت وجدان المصريين، لتسجل المنوفية حكاية حزن لا تُنسى، تُروى في ذاكرة المنوفية لسنوات قادمة.

ويبقى السؤال المؤلم: أي أب هذا الذي ينزع الرحمة من قلبه ليتحول إلى قاتل؟ وأي ذنب ارتكبه هذان الصغيران سوى أنهما أرادا رؤية أمهما؟.

تم نسخ الرابط