مفاجآت غير متوقعة من حليب الشوفان.. إليك ما قالته خبيرة التغذية
الشوفان يعتبر من أكثر المكونات الطبيعية شهرة في الأنظمة الغذائية الصحية الحديثة حيث يتم الترويج له باعتباره بديلًا مثاليًا لمنتجات الألبان وخاصة في صورة «حليب الشوفان» الذي أصبح مشروبًا أساسيًا على موائد النباتيين والأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز لكن ورغم هذه السمعة الجيدة التي يتمتع بها حليب الشوفان إلا أن خبراء التغذية بدأوا مؤخرًا في تسليط الضوء على بعض «المفاجآت غير المتوقعة» المرتبطة بتناوله بانتظام خاصة عند الإفراط فيه أو استخدام الأنواع الصناعية المُعالجة منه.
وفي لقاء صحفي مع خبيرة التغذية «دكتورة سارة عبد الحميد» أكدت أن الاعتماد الكلي على حليب الشوفان دون وعي بمكوناته أو الكميات المناسبة قد يؤدي إلى آثار جانبية صحية لا يتوقعها كثير من الناس ما يستدعي إعادة النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع هذا النوع من الحليب النباتي.
فوائد لا يمكن إنكارها
في البداية أوضحت خبيرة التغذية أن حليب الشوفان لا يزال يتمتع بالعديد من «الفوائد الصحية» التي لا يمكن إنكارها فهو غني بالألياف وخاصة «بيتا جلوكان» التي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار كما يحتوي على كميات جيدة من فيتامين ب ومجموعة من المعادن مثل الحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
كما أن حليب الشوفان يحتوي على كربوهيدرات معقدة تُعزز من الشعور بالشبع وتدعم الطاقة المستدامة على مدار اليوم لذلك يُنصح باستخدامه كخيار بديل للحليب البقري للأشخاص النباتيين أو من يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي أو من يتبعون أنظمة غذائية خاصة مثل الدايت منخفض الدهون الحيوانية.
لكن.. إليك المفاجآت غير المتوقعة
رغم هذه الفوائد بيّنت دكتورة سارة أن هناك «تحذيرات مهمة» يجب الانتباه لها عند استهلاك حليب الشوفان بشكل دائم أو مفرط فقد يحتوي بعض الأنواع التجارية على كميات عالية من السكر المضاف لتحسين المذاق الأمر الذي يُعرض المستهلك لخطر ارتفاع مستويات السكر في الدم خاصة إذا تم استهلاكه في وجبات متعددة يوميًا دون الانتباه لمحتواه من السكريات.
وأضافت أن حليب الشوفان قد يحتوي على زيوت نباتية مضافة مثل زيت دوار الشمس أو زيت الكانولا والتي تُستخدم لتحسين القوام لكنها في المقابل تُضيف نسبة من الدهون غير الصحية إلى النظام الغذائي وقد ترتبط بزيادة الالتهاب داخل الجسم على المدى الطويل.
ومن الجوانب الأخرى التي قد تمثل «مفاجأة» للكثيرين أن بعض الأشخاص قد يُصابون بالانتفاخ أو الغازات بعد تناول حليب الشوفان خاصة من لديهم حساسية تجاه الألياف أو مشاكل سابقة في القولون وهو أمر لا يحدث مع جميع أنواع الحليب النباتي لكنه يُلاحظ أحيانًا عند استخدام منتجات الشوفان الصناعية.
هل يُناسب جميع الفئات؟
أجابت خبيرة التغذية بأن حليب الشوفان رغم كونه خيارًا جيدًا في كثير من الحالات إلا أنه ليس بالضرورة مناسبًا للجميع فهو غير موصى به للأطفال الرضع دون سن السنة الأولى لأنه يفتقر إلى البروتين والكالسيوم بشكل كاف لنموهم السليم كما لا يُعد خيارًا مثاليًا لمن يتبعون أنظمة منخفضة الكربوهيدرات أو الكيتو دايت بسبب احتوائه على نسبة عالية نسبيًا من النشويات.
كذلك أكدت أن مرضى السكري يجب أن يتعاملوا بحذر مع حليب الشوفان التجاري لأن مؤشره الجلايسيمي متوسط إلى مرتفع في بعض الأنواع مما قد يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بعد تناوله مباشرة ويفضل دائمًا اختيار الأنواع الخالية من السكر أو المعدة منزليًا.
الحل؟ التوازن والقراءة الجيدة للملصق
بحسب دكتورة سارة فإن أفضل طريقة للاستفادة من حليب الشوفان وتفادي أضراره المحتملة هي الاعتدال في تناوله وقراءة مكونات العبوة بعناية قبل الشراء حيث يجب اختيار المنتجات الخالية من السكر والزيوت الصناعية والمضافات الكيميائية كما يُفضل تحضيره في المنزل من الشوفان الطبيعي والماء لتحكم كامل في المكونات.
ويُعد استخدام حليب الشوفان باعتدال جزءًا من نظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر متنوعة من البروتين والدهون الصحية والخضراوات هو الخيار الأفضل للجسم على المدى البعيد.
طريقة تحضير حليب الشوفان في المنزل
كبديل آمن أوضحت خبيرة التغذية أنه يمكن إعداد حليب الشوفان في المنزل بسهولة عن طريق نقع كوب من الشوفان في الماء لمدة ساعة ثم تصفيته وخلطه مع ثلاثة أكواب من الماء في الخلاط الكهربائي بعدها يُصفى المزيج باستخدام قطعة قماش نظيفة أو مصفاة دقيقة للحصول على سائل نقي يمكن تخزينه في الثلاجة لمدة 3 أيام.
وبهذه الطريقة يتجنب الشخص المكونات الصناعية غير المرغوبة ويحصل على حليب طازج غني بالعناصر المفيدة ويمكن التحكم في الطعم بإضافة قليل من الفانيليا أو القرفة حسب الرغبة.
تبقى منتجات الشوفان ومنها حليبه خيارًا صحيًا ومغذيًا بشرط أن يتم استخدامه بوعي واعتدال وعدم الانسياق خلف العبارات التسويقية التي تُضفي على المنتج صورة مثالية تخفي خلفها بعض التحذيرات التي لا تُذكر بوضوح.
ومع زيادة الوعي الغذائي وانتشار النصائح الصحية من المختصين بات من الضروري أن يعرف كل مستهلك أن «الطعام الصحي» لا يعني «الاستهلاك العشوائي» فكل مكون له فوائده ومخاطره.
