الخميس 17 يوليو 2025 الموافق 22 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وزارة الثقافة تطلق مبادرة «مصر تتحدث عن نفسها» وتحتفي بسبيل خسرو باشا

القارئ نيوز

«سبيل خسرو باشا».. في إطار جهود وزارة الثقافة المصرية لربط الفعل الثقافي بحياة المواطنين وتعزيز الوعي بالتراث الوطني، أطلقت الوزارة، برئاسة الدكتور أحمد هنو، مطلع شهر يوليو الجاري، مبادرة جديدة تحت عنوان «مصر تتحدث عن نفسها»، التي تهدف إلى تقديم موضوع ثقافي شهري يعكس القيم الأصيلة للمجتمع المصري، ويجمع بين الفنون، والثقافة، والعادات، والتراث.

«تراثك ميراثك».. موضوع شهر يوليو

ووقع الاختيار على شعار «تراثك ميراثك» ليكون موضوع شهر يوليو ضمن فعاليات المبادرة، حيث تسعى وزارة الثقافة من خلاله إلى تسليط الضوء على التراث المعماري والتاريخي المصري في كافة المحافظات، من خلال أنشطة وفعاليات تُنظم داخل القاهرة وخارجها، فضلًا عن فعاليات دولية تعكس عمق الثقافة المصرية.

وفي هذا السياق، نشر المجلس الأعلى للثقافة عددًا من الحكايات المصورة تحت عنوان «صورة وحكاية»، استعرض فيها معلومات دقيقة عن مجموعة من أبرز المعالم السياحية والتاريخية في مصر، ومن بينها «سبيل خسرو باشا» أحد أقدم وأهم الأسبلة الإسلامية الموجودة في القاهرة التاريخية.

سبيل خسرو باشا.. قصة معمارية من القرن السادس عشر

يعد «سبيل خسرو باشا» من المنشآت العامة التي تعكس اهتمام ولاة مصر خلال العصر العثماني بتوفير مياه الشرب للمارة مجانًا، خاصة في فترات الصيف الحارة.

 أنشئ هذا السبيل في عام 1535م (941هـ) على يد الوالي العثماني خسرو باشا، ويقع في شارع المعز لدين الله، مقابل مجموعة السلطان قلاوون.

ويُعتبر هذا السبيل أقدم أسبلة العصر العثماني الباقية في مدينة القاهرة حتى الآن، وهو منشأة مستقلة غير ملحقة بأي مبانٍ أخرى، ويعكس في تصميمه المعماري الطراز المحلي المصري، رغم إنشائه في العصر العثماني.

تفاصيل الواجهة والسقف والزخارف

يتكون السبيل من واجهتين رئيسيتين، الأولى تطل على شارع المعز من الناحية الشمالية الغربية، والثانية تطل على المدرسة الصالحية من الناحية الشمالية الشرقية.

 ويتميز كل من الواجهتين بوجود شباك مخصص لتوزيع المياه، مغشى بمصبع نحاسي، ويتقدمه رف رخامي كان يُستخدم لوضع أواني الشرب.

وقد تم تزيين واجهات السبيل بشريط كتابي طويل مكتوب بالخط الثلث يتضمن اسم المنشئ وتاريخ البناء، في حين تم تزويد السقف الداخلي بنقوش ملونة دقيقة من الخشب، مع وجود إزار خشبي عريض يحتوي على آية الكرسي وبعض العبارات الدينية المزخرفة.

أما حجرة التسبيل الداخلية، فهي مفروشة برخام ملون مُقسم إلى أشكال هندسية أنيقة، وتحتوي على ما يُعرف بـ«الشاذروان»، وهو لوح رخامي يُنساب عليه الماء في تصميم بارع يُجسد روعة العمارة الإسلامية.

الكتاب فوق السبيل.. ودرابزين خشبي فريد

فوق السبيل، يقع الكُتاب المخصص لتعليم الأطفال، والذي كان يمثل آنذاك أحد رموز التعليم المجاني في مصر الإسلامية. ويأخذ الكتاب نفس تخطيط حجرة التسبيل، ويتم الوصول إليه حاليًا عبر سلم حديدي حديث، تم تركيبه في عام 1909م من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

وتطل حجرة الكُتاب على الشارع بعقدين على شكل «حدوة فرس»، ويرتكز كل عقد على دعامة مركزية، بينما يوجد في الجزء السفلي من الواجهتين درابزين خشبي خرط، وتعلوهما مظلة خشبية مستندة إلى كوابيل مصممة بعناية.

من دكان إلى تراث خالد

جدير بالذكر أن المدخل الأصلي للسبيل والكُتاب كان يقع في شارع النحاسين، حيث كان لكلٍ منهما مدخل مستقل، إلا أن هذه المداخل اندثرت لاحقًا وتم استبدالها بدُكان لبيع النحاس. ويتم الدخول إلى السبيل حاليًا عبر باب يقع في الطرف الجنوبي من حجرة التسبيل.

ورغم مرور أكثر من أربعة قرون على إنشاء سبيل خسرو باشا، إلا أنه لا يزال شاهدًا على براعة المعمار الإسلامي وقدرته على الجمع بين الجمال والمنفعة العامة، ويُعد نموذجًا حقيقيًا لمفهوم «الوقف» الذي كان ركيزة في المجتمعات الإسلامية.

تم نسخ الرابط