الجمعة 08 أغسطس 2025 الموافق 14 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وفاة الإمام جودة خطيب المسجد الكبير بالشرقية أثناء خطبة الجمعة

الشيخ السيد جودة
الشيخ السيد جودة عبده

شهدت محافظة الشرقية، اليوم الجمعة، واقعة حزينة هزت مشاعر الأهالي، حيث لقي الشيخ السيد جودة عبده، إمام وخطيب المسجد الكبير بعزبة خليل موسى التابعة لأوقاف الزقازيق، ربه أثناء إلقائه خطبة الجمعة، في مشهد مؤثر ترك أثرًا عميقًا في قلوب المصلين وأبناء المنطقة.

لحظات مؤثرة داخل المسجد

وفقًا لشهود العيان، كان الشيخ السيد جودة يلقي خطبته كعادته، بصوت مفعم بالخشوع والسكينة، عندما شعر بتعب مفاجئ. لم تمضِ سوى لحظات حتى سقط مغشيًا عليه أمام المصلين، وسط حالة من الذهول والصدمة. 

وعلى الفور، حاول بعض المصلين تقديم الإسعافات الأولية، ثم جرى استدعاء الإسعاف، لكن القدر سبق الجميع، وفاضت روحه إلى بارئها وهو على المنبر.

المشهد ترك الجميع في حالة من الحزن والرهبة، معتبرين أن رحيله بهذه الصورة يعكس حسن الخاتمة التي يتمناها المؤمنون، إذ وافته المنية وهو يؤدي رسالة الدعوة ويخاطب الناس بكلمات الحق.

الأوقاف تنعي الفقيد

في بيان رسمي صدر عن مديرية أوقاف الشرقية، نعى الدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، الشيخ الراحل بكلمات مؤثرة، قائلاً: «فقدنا اليوم واحدًا من خيرة الأئمة، كان مثالًا في الخلق والتواضع، وقدوة حسنة لزملائه ومحبًا لعمله ولخدمة بيوت الله».

وأضاف وكيل الوزارة أن الفقيد كان يتمتع بسيرة طيبة وأخلاق رفيعة، مؤكدًا أن وفاته أثناء خطبة الجمعة تعد شهادة وفاء وإخلاص في أداء رسالة الدعوة، وداعيًا الله أن يتقبله في الشهداء وأن يكتب له الأجر العظيم.

شهيد المنبر

أطلق بعض زملاء الفقيد والمصلين عليه لقب «شهيد المنبر»، معتبرين أن رحيله أثناء أداء خطبة الجمعة وفي بيت من بيوت الله هو تكريم إلهي لا يناله إلا من أخلص النية وعمل بإخلاص. 

وتداول الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع للشيخ الراحل، مرفقة بالدعوات له بالرحمة والمغفرة.

سيرة عطرة بين أهله وزملائه

الشيخ السيد جودة عبده، لم يكن مجرد إمام وخطيب، بل كان رمزًا للمحبة والتسامح في قريته. عرفه الناس بابتسامته الهادئة وحرصه على مشاركة الأهالي في أفراحهم وأحزانهم، إضافة إلى اهتمامه بتعليم الأطفال والشباب مبادئ الدين وقيم الأخلاق.

وكان الفقيد يخصص جزءًا من وقته بعد كل صلاة جمعة للجلوس مع المصلين والإجابة عن أسئلتهم الدينية، في مشهد يعكس تواضعه وحرصه على نشر العلم الشرعي بين الناس.

مشاعر الحزن في القرية

عمّ الحزن أرجاء عزبة خليل موسى فور انتشار خبر الوفاة، فقد خرج الأهالي من بيوتهم متجهين إلى المسجد لتقديم العزاء لأسرته، فيما لم يتمالك الكثيرون دموعهم عند تذكر المواقف الطيبة التي جمعتهم به.

وأكد عدد من الأهالي أن الشيخ السيد جودة كان محبوبًا من الجميع، صغيرًا وكبيرًا، مسلمًا ومسيحيًا، حيث لم يتردد في مد يد العون لأي محتاج أو تقديم النصح لكل من يلجأ إليه.

رسالة وداع

في ختام بيان التعزية، جدد وكيل وزارة الأوقاف دعاءه للفقيد قائلاً: «نسأل الله أن يرحم الشيخ السيد جودة رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وزملاءه الصبر والسلوان، ويجعل ما قدمه في ميزان حسناته».

كما دعا أئمة وخطباء المساجد في المحافظة إلى استلهام العبرة من حياة الشيخ الراحل، والعمل على الاقتداء بخلقه وتفانيه في خدمة بيوت الله.

موعد الجنازة وتشييع الجثمان

من المقرر أن يُشيع جثمان الفقيد بعد صلاة العصر من المسجد الكبير بعزبة خليل موسى، بحضور المئات من أهالي القرية والمناطق المجاورة، إضافة إلى عدد من قيادات مديرية الأوقاف وزملاء العمل، الذين أكدوا أن مشهد الوداع سيكون مهيبًا يليق بمكانته في قلوب الجميع.

رحيل الشيخ السيد جودة عبده بهذه الصورة المهيبة يترك درسًا بليغًا لكل من عرفه أو سمع بقصته، بأن العمل الصادق وحسن النية يظلان أعظم ما يتركه الإنسان بعد وفاته. 

فقد رحل وهو يؤدي أعظم رسالة، وترك خلفه إرثًا من المحبة والذكر الحسن. رحم الله الفقيد وجعل مثواه الجنة.

تم نسخ الرابط