الداخلية تكشف المستور.. القبض على «بلوجر» انتحلت صفة أنثى للرقص بملابس فاضحة

الثلاثاء 12/أغسطس/2025 - 07:50 م

كشفت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، تفاصيل ضبط شخصين تورطا في نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء العام عبر منصات التواصل الاجتماعي، في واقعتين منفصلتين، إحداهما كانت مفاجأة للجمهور بعدما تبين أن صانعة المحتوى التي ظهرت في المقاطع لم تكن فتاة كما ادعى، بل شاب انتحل شخصية أنثى.

بلاغات تكشف المستور

البداية جاءت بعد تلقي الأجهزة الأمنية عدداً من البلاغات من المواطنين، تضمنت شكاوى من قيام إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ببث مقاطع مصورة لشخص يرتدي ملابس خادشة للحياء، ويؤدي حركات راقصة تتنافى مع قيم وتقاليد المجتمع المصري، وهو ما أثار موجة من الغضب والاستياء بين رواد السوشيال ميديا.

مع تصاعد الجدل، تحركت الأجهزة المختصة لملاحقة القائم على هذه الصفحة، وجرى تحديد موقعه الفعلي وتكثيف التحريات حول هويته الحقيقية.

الصدمة.. المتهمة ليست فتاة

المفاجأة الكبرى ظهرت عند ضبط القائم على الصفحة، إذ تبين أنه طالب مقيم بدائرة قسم شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية، وليس فتاة كما كان يزعم في الفيديوهات.

وبحسب اعترافاته، فقد أقر بانتحاله صفة أنثى، وارتداء ملابس نسائية جريئة والرقص بها أمام الكاميرا، بغرض إثارة الجدل وزيادة نسب المشاهدة على صفحته، ومن ثم تحقيق أرباح مالية من الإعلانات والعروض المدفوعة عبر مواقع التواصل.

وأكد المتهم أنه كان يستعين بإكسسوارات ومؤثرات بصرية لإقناع المتابعين بأنه فتاة حقيقية، مستغلاً حالة الفضول لدى المشاهدين لتحقيق انتشار سريع.

ضبط صانعة محتوى بألفاظ خادشة للحياء

وفي واقعة أخرى، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط سيدة مقيمة بالقاهرة، لها معلومات جنائية، وذلك بعد ورود عدة بلاغات تتهمها بنشر محتوى يتضمن ألفاظاً وإيحاءات خادشة للحياء عبر صفحتها على منصات التواصل.

وبعد تقنين الإجراءات، تم القبض عليها، وبمواجهتها أقرت بقيامها بإنتاج وبث هذه المقاطع بهدف زيادة نسب المشاهدة، ما يدر عليها أرباحاً مالية من المنصات الإعلانية، دون مراعاة لآداب المجتمع وقيمه.

تحقيقات موسعة وإجراءات قانونية

كشفت مصادر أمنية أن الواقعتين تم توثيقهما من خلال فرق متخصصة تابعة للإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، والتي رصدت المقاطع محل البلاغات، وقامت بتحديد هويات المتهمين بدقة.

وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية أحالت المتهمين إلى جهات التحقيق المختصة، حيث يواجهان اتهامات تتعلق بخدش الحياء العام، ونشر محتوى مخالف للقانون، واستخدام وسائل تقنية للتربح من أنشطة غير مشروعة.

رسالة تحذير من الداخلية

وشددت وزارة الداخلية على أنها تواصل جهودها لمكافحة كافة أشكال الانحراف الإلكتروني، خاصة تلك التي تستهدف استغلال منصات التواصل الاجتماعي في نشر محتوى مخالف للقيم المجتمعية.

وأكدت أن القانون المصري يعاقب كل من ينشر أو يبث مواد من شأنها خدش الحياء العام أو التحريض على الفسق، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو عبر الوسائط الرقمية.

كما دعت الوزارة المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن أي محتوى مسيء أو مخالف، وعدم الانسياق وراء المواد المثيرة للجدل التي تستهدف جذب المشاهدات على حساب الأخلاق العامة.

انتشار ظاهرة المحتوى المثير للجدل

وتعليقاً على الواقعة، يرى خبراء الإعلام أن السنوات الأخيرة شهدت تزايداً في ظاهرة إنتاج المحتوى المثير للجدل عبر الإنترنت، مع اعتماد بعض صناع المحتوى على أساليب تتنافى مع القيم المجتمعية بهدف تحقيق أرباح سريعة.

وأكدوا أن هذه الممارسات، رغم جاذبيتها لدى بعض الفئات الباحثة عن الترفيه، تمثل خطراً على النشء، وتؤثر سلباً على الذوق العام، مشيرين إلى ضرورة وجود وعي رقمي أكبر لدى المستخدمين.

خلاصة الموقف

في النهاية، أكدت وزارة الداخلية أن الواقعتين تمثلان نموذجاً واضحاً لكيفية تعامل الأجهزة الأمنية مع التجاوزات الرقمية التي تمس القيم والأخلاق العامة.

وبينما تتواصل التحقيقات مع المتهمين، تبقى الرسالة الأبرز هي أن الفضاء الإلكتروني ليس خارج نطاق القانون، وأن كل محتوى مخالف يتم رصده ومحاسبة القائمين عليه.

وفي الختام، شددت الداخلية على استمرار جهودها في مواجهة أي تجاوزات تمس قيم المجتمع، مؤكدة أن الداخلية ستتصدى بحزم لكل مخالف، وأن الداخلية تضع حماية الأخلاق أولوية.

حوادث