موعد بداية شهر رمضان 2026 وأول أيام الصيام

يترقب المسلمون في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في مصر، موعد «رمضان 2026» ذلك الشهر الذي ينتظره الملايين بشوق وإيمان عميق، إذ يحمل معه النفحات الإيمانية والرحمة والمغفرة والبركة، ومع اقتراب حلول «رمضان» يزداد التساؤل حول موعد بدايته فلكيًا في مصر، حيث تشير الحسابات الفلكية إلى أن موعد «رمضان 2026» سيكون يوم الأربعاء الموافق 18 فبراير 2026، أي بعد أقل من 150 يومًا من الآن، فيما يتم استطلاع هلال الشهر في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان لتحديد أول أيام الصيام وفق الرؤية الشرعية التي تعتمد عليها دار الإفتاء المصرية، ومع اقتراب هذا الموعد تتجه الأنظار إلى السماء بحثًا عن الهلال الذي يعلن بداية «رمضان» المبارك.

«رمضان» في الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية

توضح الحسابات الفلكية أن شهر «رمضان» لعام 2026 سيبدأ يوم الأربعاء الثامن عشر من فبراير، إلا أن الإعلان الرسمي يعتمد على رؤية الهلال في اليوم التاسع والعشرين من شعبان، إذ تقوم اللجان الشرعية والفلكية بعملية التحري في المساء لتأكيد أو نفي ثبوت الهلال، وفي حال ثبتت الرؤية يكون اليوم التالي هو أول أيام الصيام، أما إن لم تثبت الرؤية فيُستكمل شهر شعبان ثلاثين يومًا، ويكون اليوم الذي يليه هو أول أيام «رمضان»، وتحرص دار الإفتاء المصرية في كل عام على الإعلان الرسمي في بث مباشر يشهده الملايين من المصريين والعرب، لما تمثله هذه اللحظة من فرحة روحية ينتظرها الجميع بقلوب عامرة بالإيمان.

مكانة شهر «رمضان» في الإسلام

لقد فضّل الله سبحانه وتعالى شهر «رمضان» على سائر الشهور، فصيامه ركن من أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها الدين، قال تعالى في كتابه الكريم «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه»، وجعل الله في هذا الشهر بركة لا تعد ولا تحصى، إذ تغلق فيه أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين، ويعتق الله فيه عباده من النار في كل ليلة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت»، لذلك فإن قدوم «رمضان» يمثل للمسلمين فرصة عظيمة للتقرب إلى الله ومراجعة النفس وتجديد النية على الطاعة.

الأشهر الهجرية وترتيب شهر «رمضان»

ويأتي شهر «رمضان» تاسعًا في ترتيب الأشهر الهجرية التي تبدأ بـ «المحرّم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة»، ويعد الشهر التاسع منها أكثرها قداسة لما يحمله من معانٍ روحية وسماوية عظيمة، فهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والتي يبحث عنها المسلمون في العشر الأواخر من «رمضان» لينالوا فضلها العظيم.

الأدعية والأعمال الصالحة في «رمضان» 2026

تُعد الأدعية من أبرز مظاهر «رمضان» التي يحرص المسلمون عليها طوال الشهر المبارك، إذ يتوجه الجميع إلى الله بالدعاء والرجاء بأن يتقبل صيامهم وقيامهم، ومن أبرز الأدعية المأثورة في «رمضان» قول المسلم «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني» و«اللهم اجعلنا من المقبولين وبلغنا ليلة القدر ووفقنا لقيامها»، كما يكثر الدعاء بقول «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا»، وهو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها عند سؤالها عن الدعاء الأفضل في ليلة القدر، ويُستحب في «رمضان» أن يُكثر المسلم من تلاوة القرآن الكريم والصدقات وصلة الأرحام، لما في ذلك من فضل عظيم وثواب كبير.

روحانية «رمضان» في مصر

تتميز أجواء «رمضان» في مصر بطابعها الفريد، إذ تمتلئ الشوارع بالفوانيس والزينة وتعلو أصوات التواشيح والابتهالات، وتنتشر موائد الرحمن في كل مكان لإطعام الصائمين، وتُقام الصلوات في المساجد التي تمتلئ بالمصلين في صلاة التراويح، في مشهد روحاني بديع يعكس تلاحم المجتمع المصري في هذا الشهر الكريم، كما تجتمع الأسر المصرية على موائد الإفطار في أجواء من المودة والتراحم، ويكثر تبادل الزيارات وصلة الأرحام، ويصبح «رمضان» مناسبة اجتماعية ودينية تجمع بين الإيمان والعطاء.

موعد نهاية «رمضان» وعيد الفطر 2026

ووفقًا للحسابات الفلكية، فإن شهر «رمضان 2026» سيستمر 30 يومًا، حيث يبدأ في 18 فبراير وينتهي في مساء الخميس 19 مارس 2026، ليكون أول أيام عيد الفطر المبارك يوم الجمعة الموافق 20 مارس 2026، وتبدأ بعده احتفالات المسلمين بعيد الفطر الذي يأتي تتويجًا لشهر كامل من الصيام والطاعة والقيام، حيث يُعد العيد فرحة للمؤمنين بنعمة الله ومغفرته.

ختام رمضان والدعاء بالقبول

ومع اقتراب نهاية «رمضان» يرفع المسلمون أكفهم إلى السماء بالدعاء أن يتقبل الله منهم الصيام والقيام وأن يعيد عليهم الشهر بالخير واليمن والبركات، فيقولون «اللهم اجعلنا من المقبولين واجعلنا من عتقائك من النار»، فـ«رمضان» ليس مجرد شهر من الصيام بل هو مدرسة روحية عظيمة يتعلم فيها الإنسان الصبر والإخلاص والعطاء، ويستشعر فيها معنى التقوى الحقيقي، لذلك يظل «رمضان» حاضرًا في قلوب المسلمين على مدار العام، كذكرى عطرة تتجدد فيها الروح وتتطهر فيها النفس وتسمو فيها القلوب نحو الله.