اسم خلد في القضاء والتعليم.. تكريم المراغي في مشروع «عاش هنا»

«محمد مصطفى المراغي».. في إطار حرص الدولة على توثيق رموزها الثقافية والدينية والفكرية، أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم فضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغي ضمن مشروع «عاش هنا»، الذي يهدف إلى تخليد الشخصيات التي أثرت في حياة المصريين والعرب.
وتم تركيب لافتة على باب منزله الكائن بشارع مراغة بمحافظة سوهاج، مدعومة بـ رمز QR يتيح للمارة التعرف على سيرته ومسيرته العلمية والاجتماعية.
النشأة وبواكير العلم
ولد الشيخ محمد المراغي عام 1881 في مدينة المراغة، التابعة لمحافظة جرجا آنذاك (محافظة سوهاج حاليًا).
نشأ في كنف أسرة عرفت بالورع والعلم، وكان والده مثالًا للتقوى والزهد، الأمر الذي ترك أثرًا بالغًا في تشكيل شخصية الشيخ في سن مبكرة.
أتم المراغي حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة من عمره، فألحقه والده بالأزهر الشريف، حيث أبدع وتفوق.
وفي عام 1904، حصل على شهادة العالمية من الدرجة الثانية، بعد أن اجتاز الامتحان أمام لجنة ضمت الإمام المجدد محمد عبده.
انطلاقة مبكرة في الحياة العملية
بدأ الشيخ المراغي مشواره المهني مبكرًا، حيث تم تعيينه مفتشًا للدروس الدينية في نظارة الأوقاف عام 1907، مع استمرار تدريسه بالأزهر. وفي العام التالي، صدر أمر من الخديوي بتعيينه قاضيا شرعيا في السودان.
هناك، لم يكن المراغي مجرد قاضٍ، بل أصبح مؤسسًا للقضاء الشرعي الحديث في السودان، حيث كوّن جيلا من القضاة المحليين، ووضع نواة لنظام قضائي متميز، كان له تأثير كبير على الحياة الدينية والاجتماعية في تلك الفترة.
رحلة العودة إلى مصر
عاد الشيخ إلى مصر عام 1919، وتدرج في المناصب حتى شغل منصب رئيس المحكمة العليا الشرعية، ثم انضم إلى هيئة كبار العلماء عام 1924، ليتم بعدها تعيينه شيخًا للأزهر مرتين، الأولى عام 1928، والثانية عام 1935.
كانت مشيخة الشيخ المراغي محطة بارزة في تاريخ الأزهر، حيث شرع في تنفيذ خطط إصلاح شاملة للتعليم الأزهري، وعمل على تطوير المناهج لتواكب العصر، مع الحفاظ على الجذور الإسلامية الأصيلة.
مؤسسات جديدة وأفكار متقدمة
خلال توليه المشيخة، أنشأ المراغي العديد من الهيئات داخل الأزهر، منها قسم الوعظ والإرشاد، ولجنة الفتوى، وساهم في تطوير جماعة كبار العلماء، واشترط في عضويتها العلماء أصحاب التأثير في الفكر الإسلامي.
كما أسهم في تطوير مجلة «نور الإسلام» لتصبح لاحقًا مجلة «الأزهر»، وعمل على تأسيس مكتب للترجمة لنقل المؤلفات الإسلامية إلى اللغات العالمية، في محاولة لنشر الفكر الوسطي خارج حدود الوطن العربي.
مواقف جريئة وجهود اجتماعية
لم تقتصر جهود الشيخ المراغي على المجال الديني، بل كانت له مواقف واضحة في القضايا الاجتماعية، وخاصة قضية المرأة.
دعا إلى تمكينها من حقوقها في إطار الشريعة، وتجنب المغالاة أو التفريط، مؤكدًا على أهمية الاعتدال في الطرح.
كما ترأس الجمعية الخيرية الإسلامية بين عامي 1941 و1945، وأسهم في دعم الفقراء والعاجزين، فضلًا عن تأسيس جمعية لمقاومة التبشير، لمجابهة الحملات التي كانت تستهدف زعزعة العقيدة الإسلامية في بعض مناطق مصر.
تراث فكري ثري
ترك الشيخ المراغي أثرا علميا بارزا من خلال مؤلفاته، التي تناولت قضايا القضاء والتعليم والفقه والمجتمع، إلى جانب دروسه في التفسير، ومقالاته في الشؤون العامة، وخطبه التي ألهمت أجيالًا من العلماء والدارسين.
كما أسهم في تطوير نظام القضاء الشرعي، وشارك في صياغة قوانين الأحوال الشخصية، مؤكدا دائما على ضرورة الاجتهاد المقنن في قضايا العصر، بما لا يتعارض مع الثوابت الإسلامية.
تكريم مستحق وتخليد واجب
يأتي إدراج الشيخ المراغي ضمن مشروع «عاش هنا» بمثابة رد اعتبار رمزي، وتكريم لرجل أثرى الحياة العلمية والدينية والقضائية في مصر والعالم العربي، وبقيت أفكاره حيّة في ضمير الأمة.
وتمثل اللافتة التي وضعها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، دعوة مفتوحة للأجيال الجديدة للتعرّف على إرث من قادوا النهضة الإسلامية الحديثة، ورسموا ملامح العقل المصري في وقت دقيق من تاريخه.
- المراغي
- مجلة نور
- الفقر
- الجهاز
- مشروع
- محطة
- السودان
- اللغات
- أبو
- عمل
- حملات
- صلاح
- امتحان
- العاشر
- القرآن الكريم
- فتوح
- أرز
- العالمي
- التعليم
- العمل
- المهندس محمد أبو سعدة
- مصر
- المصري
- حكم
- شهادة
- وقت
- الجهاز القومي للتنسيق الحضارى
- تعيين
- محافظة سوهاج
- أرزة
- الحمل
- محمد عبده
- مشروع عاش هنا
- الفتوى
- حقوق
- الاعتدال
- الدول
- المجتمع
- آلام
- سوهاج
- القارئ نيوز