الثلاثاء 08 يوليو 2025 الموافق 13 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الاحتلال يواصل تهجير سكان خان يونس قسريا وسط تصعيد إجرامي وإبادة جماعية

غزة - أرشيفية
غزة - أرشيفية

في حلقة جديدة من فصول التهجير القسري، واصل الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، إرغام آلاف المواطنين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة على النزوح القسري، ضمن سياسة ممنهجة للحرب على السكان المدنيين، والتي دخلت شهرها الحادي والعشرين منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023.

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فقد أصدر جيش الاحتلال منشورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطالب فيه سكان مناطق واسعة من خان يونس بإخلاء منازلهم وخيامهم على الفور، متذرعا بأنها «مناطق قتال خطيرة». 

\وتضمنت أوامر الإخلاء الكتل السكنية التي تحمل الأرقام: 107، 108، 109، 110، 111، 112، و8801، 8802، 8803، بما في ذلك مخيمات النازحين داخل الخيام.

مناطق محيطة بالمستشفيات وأحياء كاملة ضمن قائمة الإخلاء

توسعت قائمة المناطق التي شملها نداء الإخلاء الإسرائيلي لتضم مواقع حساسة ومكتظة بالسكان، حيث شملت محيط مستشفى ناصر، أحد آخر المستشفيات التي ما زالت تقدم خدمات صحية محدودة في المدينة، إلى جانب مناطق «بلوك ج»، وجورة العقاد، وحي الأمل، والياباني، والهولندي، وحي الصناعة، وأبراج طيبة، ومسجد الشافعي، والمعسكر الغربي، وحي البراق الجنوبي حتى شارع الأمن الداخلي، إضافة إلى المسلخ التركي والكنيسة والمنطقة المحيطة.

ويُشار إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف البنية التحتية للمجتمع المدني بما فيها المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، مما يزيد من معاناة مئات آلاف النازحين.

الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية متجاهلا أوامر المحكمة الدولية

منذ 7 أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي تشمل القتل والتجويع والتدمير الممنهج والتهجير القسري، في ظل تجاهل تام للنداءات الدولية، وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان واحترام القانون الدولي.

وقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 194 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، كما تم تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود، يعتقد أن غالبيتهم تحت أنقاض المباني المدمرة، بالإضافة إلى كارثة إنسانية حادة، تجلت في مجاعة حصدت أرواح كثيرين بينهم أطفال، وسط شلل تام في المنظومة الصحية ونقص حاد في الغذاء والدواء.

قمع واعتقالات في الضفة الغربية تطال أطفالا وشبانا

وفي سياق متصل بالجرائم اليومية، واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، حيث أفادت وكالة «وفا» بأن قوات الاحتلال اعتقلت اليوم شابين أثناء مرورهما عبر حاجز عين سينيا العسكري شمال رام الله، دون أن تُعرف هويتهما حتى اللحظة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الطفل علي أحمد المصري (15 عامًا) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وذلك بعد استدعائه لمقابلة مخابرات الاحتلال في مجمع مستوطنة «غوش عصيون»، المقامة على أراضي المواطنين.

وتأتي هذه الاعتقالات ضمن حملة مستمرة تشنها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي طالت منذ بداية الحرب آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء وقيادات مجتمعية وأكاديمية، وترافقت مع عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل وترويع للمدنيين.

استمرار التهجير وسياسات العقاب الجماعي

تؤكد التطورات الميدانية أن الاحتلال يصر على المضي في سياسات العقاب الجماعي والتهجير القسري، ضاربًا عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين أو إجبارهم على ترك منازلهم.

ويحذر المراقبون من أن أوامر الإخلاء المتكررة التي تصدرها قوات الاحتلال ليست سوى تمهيد لمزيد من العمليات العسكرية التدميرية في تلك المناطق، والتي سبق وأن شهدت حملات مشابهة تسببت في دمار واسع وسقوط آلاف الضحايا، كما حدث في رفح وغزة وبيت حانون.

المجتمع الدولي مطالب بالتحرك

وسط هذا المشهد الكارثي، تتزايد النداءات الفلسطينية والدولية للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والضغط الجاد على الاحتلال لوقف عدوانه، خاصة أن استمرار التهجير والإبادة الجماعية يهدد بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، في ظل غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة في القطاع المحاصر.

وتبقى الأسئلة الكبرى مطروحة: إلى متى يظل الاحتلال بمنأى عن المحاسبة؟ وهل تتحول القرارات الدولية إلى أفعال، أم تظل حبرًا على ورق أمام جرائم ترتكب على الهواء مباشرة؟

تم نسخ الرابط