الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ما حكم الأكل بعد الوضوء دون مضمضة؟.. الإفتاء توضح الإجابة الشرعية

الوضوء
الوضوء

الوضوء من العبادات العظيمة التي تتكرر في حياة المسلم كل يوم وهو ركن من أركان الطهارة التي لا تصح الصلاة بدونها وقد يختلط الأمر على بعض الناس في تفاصيل تتعلق بالوضوء مثل «هل الأكل بعد الوضوء يُوجب المضمضة من جديد» أو «هل الأكل والشرب يُنقضان الوضوء» وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال عدد من الفتاوى الموثوقة التي تهدف إلى توضيح الأحكام الشرعية ورفع اللبس عن عامة المسلمين.

الأكل بعد الوضوء لا يُبطله لكن يُستحب المضمضة

أكد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الأكل لا يُبطل الوضوء بأي حال من الأحوال بل يظل الوضوء صحيحًا ما لم يقع أي من نواقضه الشرعية المعروفة وأضاف أن من آداب الصلاة المستحبة أن يقوم المسلم بالمضمضة إذا تناول طعامًا بعد الوضوء وذلك احترامًا لمقام الصلاة حيث ثبت أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم من الروائح والفضلات.

وأوضح وسام أن هذه المضمضة ليست واجبة ولا يُبطل تركها الصلاة وإنما هي من الأمور التي تدخل تحت باب «السنن المستحبة» ولا يقع إثم على من تركها وإنما يُثاب من التزم بها باعتبارها من مكارم الشريعة في الطهارة والنظافة.

هل الأكل أو الشرب يُنقضان الوضوء؟

وفي سياق متصل تناول الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء في لقاءات إعلامية سابقة هذا التساؤل الذي يتكرر كثيرًا بين الناس مؤكدًا أن الأكل والشرب لا ينقضان الوضوء إطلاقًا وقد أشار إلى أن الوضوء يظل صحيحًا بعد الطعام ما دام لم يحدث ناقض من نواقض الوضوء المعروفة.

وأضاف عبد السميع أن هذه المسألة قد تشغل كثيرًا من الناس وخصوصًا من يتوضؤون ثم يتناولون شيئًا من الطعام أو الشراب قبل الصلاة وهذا أمر لا يؤثر على صحة وضوئهم ولا يُعيدهم إلى المربع الأول.

حكم المضمضة في الوضوء ذاته بين العلماء

أما بخصوص المضمضة أثناء الوضوء أي في مرحلته الأصلية فقد أشار عبد السميع إلى أن هناك خلافًا بين العلماء حول وجوب المضمضة حيث يرى بعضهم أنها واجبة لأن الفم جزء من الوجه وهو ما يقتضي غسله في الوضوء في حين يرى آخرون أنها سنة وليست من الفروض.

وقد استند الفريق الأول إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يترك المضمضة والاستنشاق في وضوئه مما يُرجّح عندهم أنها واجبة بينما يرى الفريق الثاني أن «غسل الوجه» كافٍ دون إلزام المضمضة ويستندون إلى أن النبي لم يفرضها فرضًا على كل من توضأ.

ومع هذا فقد اتفقت المذاهب على أن المضمضة سنة مؤكدة وأنها جزء من الهدي النبوي الثابت والمتواتر في تطبيق الوضوء الكامل على الوجه الأكمل.

نواقض الوضوء الشرعية التي تُعيد المسلم إلى الطهارة من جديد

وقد قامت دار الإفتاء بتفصيل الحالات التي يجب فيها إعادة الوضوء وهي محددة وفق النصوص الشرعية الصريحة وعددها ثمانية نواقض رئيسية أولها «الخارج من السبيلين» سواء كان بولًا أو غائطًا أو ريحًا قليلاً كان أو كثيرًا وهذا محل اتفاق بين العلماء ويليه «سيلان الدم أو القيء الكثير» حيث يرى الحنفية والحنابلة أنه ناقض للوضوء استنادًا إلى بعض الأحاديث وإن كان الحديث المروي في ذلك محل خلاف.

ومن النواقض أيضًا «زوال العقل» بأي سبب مثل النوم أو الإغماء أو السكر لأن العقل هو أساس النية والتمييز ويليه «مس القبل أو الدبر بدون حائل» وهو ما استند فيه العلماء إلى حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي بعده «لمس الرجل لبشرة المرأة بشهوة» والذي اختلف العلماء في حكمه فمنهم من قال إنه ناقض للوضوء بينما ذهب آخرون إلى أن المقصود هو الجماع فقط وليس مجرد اللمس.

كما أن «أكل لحم الإبل» يعتبر ناقضًا للوضوء في رأي بعض العلماء استنادًا إلى حديث رواه مسلم بينما لا يُعد أكل سائر اللحوم الأخرى ناقضًا للوضوء أيضًا من ضمن الحالات التي تستوجب إعادة الوضوء «غسل الميت» حيث كان الصحابة الكرام مثل ابن عمر وابن عباس يأمرون من غسل الميت بالوضوء احتياطًا للطهارة.

الوضوء عبادة ترتبط بالطهارة الجسدية والروحية

أكدت دار الإفتاء أن الوضوء ليس مجرد عملية مادية للتنظيف بل هو عبادة عظيمة لها ثواب كبير وهي تهيئة للجسد والروح قبل الصلاة لذلك فإن مراعاة آداب الوضوء مثل المضمضة بعد الأكل أو المحافظة على الطهارة العامة هي من دلائل الحرص على التقوى والاتباع النبوي.

وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا توضأ العبد فغسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه مع الماء» وهذا يوضح مدى البعد الروحي العظيم لهذه العبادة.

الفتاوى الشرعية تحسم الجدل وتُوجه الناس نحو الطمأنينة

تسعى دار الإفتاء المصرية إلى تبسيط الأحكام الشرعية وتوضيح المفاهيم الملتبسة مثل الوضوء ونواقضه وحكم المضمضة وتُجيب عن أسئلة الناس بمهنية ووضوح خاصة تلك التي تتعلق بالعبادات اليومية التي يحتاج فيها المسلم إلى يقين وعدم تردد.

وتُؤكد دار الإفتاء أن الأصل في الأمور هو التيسير وأن ما لم يرد فيه نص قطعي بوجوبه فلا يُشدد فيه على الناس وبالتالي فإن الأكل بعد الوضوء لا يُبطل الوضوء ولا يستوجب إعادته ولا يُشترط المضمضة إلا على سبيل الاستحباب.

تم نسخ الرابط