الأحد 13 يوليو 2025 الموافق 18 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى ميلاده.. كيف حول يوليوس قيصر جمهورية روما إلى إمبراطورية؟

يوليوس قيصر
يوليوس قيصر

تمر، اليوم، 13 يوليو، ذكرى ميلاد الإمبراطور الروماني الأشهر يوليوس قيصر، أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين في التاريخ، والذي لعب دورًا محوريًا في تحويل جمهورية روما إلى إمبراطورية عظيمة، ليضع حجر الأساس لنظام حكم استمر قرونًا، غيّر وجه التاريخ الغربي والعالمي.

ولد يوليوس قيصر في 13 يوليو عام 100 قبل الميلاد، وتولى الحكم في روما خلال الفترة من 29 أكتوبر 49 ق.م وحتى اغتياله في 15 مارس 44 ق.م. 

وخلال سنوات حكمه القصيرة، ترك إرثًا ضخمًا من الفتوحات والقرارات الحاسمة التي أسست للإمبراطورية الرومانية، لكن الطريق نحو السلطة لم يكن سهلًا، بل كان محفوفًا بالصراعات والحروب والمؤامرات.

يوليوس قيصر.. صعود مدوٍ في مشهد سياسي مضطرب

شهدت روما خلال النصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد اضطرابات سياسية شديدة نتيجة تآكل سلطة مجلس الشيوخ، وازدياد نفوذ قادة الجيوش.

 وبينما كان قيصر يخوض حروبًا ناجحة في بلاد الغال (فرنسا وبلجيكا حاليًا)، ازدادت شعبيته لدى الشعب الروماني، ما أثار قلق خصومه في مجلس الشيوخ، خاصة الجنرال بومبي، منافسه الأبرز.

وفي عام 49 ق.م، اتخذ يوليوس قيصر قرارًا جريئًا حين عبر نهر «روبيكون» الشهير عائدًا إلى روما برفقة جيشه، وهو فعل اعتُبر تمردًا عسكريًا.

 ومن هنا بدأت الحرب الأهلية الرومانية، التي انتهت بانتصار قيصر وإعلانه حاكمًا مطلقًا لروما.

الطريق إلى مصر.. وحب كليوباترا

لكن مشهد صعود يوليوس قيصر نحو القمة لم يقتصر على روما فقط، بل امتد إلى مصر، حيث لعب دورًا بارزا في نزاع الحكم بين كليوباترا السابعة وأخيها بطليموس الثالث عشر، كما ورد في كتاب «الدين والحكم في مصر.. مواقف فاصلة» للباحث شريف شعبان.

بحسب الكتاب، وصلت أنباء النزاع المصري إلى مسامع قيصر في وقت كانت فيه روما تتوسع خارج حدودها. فقرر التدخل في الأزمة، وجاء إلى مصر بقوة عسكرية صغيرة ليجد الوضع في قصر الحكم مشتعلًا، فانتهز الفرصة ونصّب نفسه حكمًا بين الطرفين المتنازعين.

ولكن لم يكن ذلك تحركا بريئا، فقد وقع يوليوس قيصر سريعًا في حب كليوباترا، التي أسرت لُبّه بجمالها وذكائها، ليُقر لها بالحكم شريطة أن تشارك أخاها بطليموس في السلطة.

حرب الإسكندرية.. الصراع على العاصمة

تدخل قيصر لم يُرضِ رجال البلاط في مصر، الذين رأوا في تحركاته تغولًا على السيادة الوطنية، خاصة أن القوة الرومانية المرافقة له كانت صغيرة العدد. 

ووفقًا للمصادر التاريخية، تحرك خصومه سريعًا، فحشدوا قوات تجاوزت عشرين ألف جندي، بينهم كتائب مدربة جيدًا، وأعلنوا الحرب عليه.

نشبت معركة ضارية في قلب الإسكندرية عُرفت باسم «حرب الإسكندرية»، وكانت كفيلة بإنهاء مسيرة يوليوس قيصر لولا أن الحظ حالفه في اللحظات الأخيرة، حين فتحت الحامية اليهودية أبوابها للقوات الرومانية القادمة من سوريا، لتُدخِل المدد إلى صفوفه ويقلب الموازين لصالحه.

استغل قيصر الانقسام الداخلي في مصر، وحالة الاضطراب، ليُحكم حصاره على العاصمة، ويستولي عليها بالكامل، منهياً الصراع لصالح كليوباترا، التي أصبحت حاكمة لمصر، وواحدة من أشهر النساء في التاريخ السياسي القديم.

تحول روما إلى إمبراطورية.. واغتيال قيصر

بعد حسم الصراعات العسكرية داخل وخارج روما، بدأ قيصر في تنفيذ إصلاحات سياسية واسعة، كان أبرزها إضعاف مجلس الشيوخ، وتعزيز سلطته التنفيذية، وإطلاق مشروعات توسعية وإدارية طموحة.

لكن هذه الإجراءات أثارت غضب الطبقة الأرستقراطية، التي رأت في قيصر خطرًا على الجمهورية. وفي 15 مارس عام 44 ق.م، وبينما كان داخل مبنى مجلس الشيوخ، تعرّض للاغتيال على يد مجموعة من النواب، في حادثة شهيرة وثّقها التاريخ باسم "مؤامرة الأيديس".

إرث لا ينسى.. واسم خالد في ذاكرة التاريخ

رغم اغتياله في أوج قوته، إلا أن إرث يوليوس قيصر لم يمح، بل خلد اسمه في صفحات التاريخ، بل وحتى في اللغة: فكلمة «قيصر» أصبحت لقبًا لكل من تبعوه في حكم الإمبراطورية، سواء في روما أو لاحقًا في روسيا «قيصر - Tsar» وألمانيا «Kaiser».

ويظل يوليوس قيصر حتى اليوم أحد أبرز رموز القوة، والدهاء السياسي، والطموح العسكري، وصانعًا لمحطات مفصلية في تاريخ العالم القديم، حيث مثّلت رحلته من جنرال عسكري إلى إمبراطور أسطوري، درسًا خالدًا في التاريخ والسياسة.

تم نسخ الرابط