الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

‏ “FDA” تعتمد لقاح كورونا لفئة الأطفال المعرضين لمضاعفات خطيرة

لقاح كورونا
لقاح كورونا

«كورونا» وفئة الأطفال المعرضين للخطر.. «FDA» تعتمد اللقاح وتحرك الأمل من جديد

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» بشكل رسمي على استخدام لقاح «كورونا» لفئة الأطفال المعرضين لمضاعفات خطيرة نتيجة الإصابة بالفيروس، وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة للحد من انتشار المرض وتقليل آثاره الصحية والاجتماعية، خاصة على الفئات الهشة من السكان مثل الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة أو من ضعف في المناعة، ويمثل هذا القرار تحولا نوعيًا في سياسة التعامل مع جائحة «كورونا» التي أثرت على جميع الفئات العمرية لكنها كانت أكثر تهديدًا لفئات بعينها.

خطوة مدروسة لحماية «الأرواح الصغيرة»

قرار «FDA» بشأن لقاح «كورونا» للأطفال المعرضين للخطر لم يكن مفاجئًا، بل جاء بعد سلسلة من الدراسات السريرية التي أثبتت أن اللقاح فعال وآمن لهذه الفئة العمرية، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئة أو السكري أو الذين يخضعون لعلاجات تؤثر على المناعة، وتعد هذه الفئات من الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة في حال الإصابة بفيروس «كورونا» وقد تصل أحيانًا إلى دخول المستشفى أو حتى الوفاة لا قدر الله.

اللقاح المصرح به يقدم جرعة مناسبة للعمر والحالة الصحية للطفل، مع مراعاة الفروق بين الأطفال الأصحاء وأولئك الذين يعانون من أمراض تؤثر على قدرتهم في مقاومة الفيروس، وقد تمت التوصية بتطبيق اللقاح تحت إشراف طبي ومتابعة دقيقة من الأهل والطبيب المختص.

أهمية هذه الموافقة في هذا التوقيت

تأتي موافقة «FDA» على لقاح «كورونا» للأطفال في لحظة حساسة تشهد فيها بعض المناطق حول العالم موجات متكررة من الإصابة بالفيروس، كما أن المتغيرات الجديدة قد تؤثر بشكل خاص على الفئات ذات المناعة الضعيفة، ولهذا فإن حماية الأطفال من هذه الفئة أصبحت ضرورة وليس خيارًا.

تساعد هذه الخطوة في رفع منسوب الأمان لدى الأسر التي تعاني من قلق دائم بسبب هشاشة الحالة الصحية لأطفالها، كما تشكل عاملًا مساعدًا في تقليل الضغط على المستشفيات والمراكز الطبية التي تستقبل حالات «كورونا» الشديدة، بالإضافة إلى أن تلقيح هذه الفئة يعزز مناعة المجتمع بشكل عام ويحد من انتشار العدوى بين طلاب المدارس والمخالطين لهم.

الأطباء يرحبون ويدعون إلى التوعية

رحب العديد من الأطباء والمتخصصين في طب الأطفال والعدوى بهذه الخطوة ووصفوها بـ«المنقذة للحياة»، حيث أن تلقي اللقاح للأطفال من ذوي الحالات الحرجة يمكن أن يمنع سيناريوهات صحية خطيرة كان من الممكن أن تنتهي بمضاعفات دائمة أو وفيات، وأكد الأطباء على أهمية دور العائلات في التعاون مع الجهات الصحية من خلال الإقبال على التطعيم وتوفير الظروف المناسبة للمتابعة بعد أخذ الجرعة.

كما دعوا إلى حملات توعية شاملة في المدارس والمراكز المجتمعية لتعريف الأهل بمخاطر فيروس «كورونا» على أطفالهم وشرح فوائد اللقاح بطريقة مبسطة وواضحة، لأن كثيرًا من الأهل قد يمتنعون عن تلقيح أطفالهم خوفًا من الآثار الجانبية دون علم كافٍ بالمخاطر الفعلية لعدم التطعيم.

استجابة إيجابية من المؤسسات التعليمية والصحية

أعربت إدارات بعض المدارس والمراكز الصحية عن ترحيبها بالقرار واستعدادها للتعاون في تنفيذ حملة تلقيح موسعة تشمل الأطفال المصنفين ضمن الفئة المعرضة للخطر، وذلك بالتنسيق مع وزارات الصحة والتعليم، حيث سيتم تخصيص أيام محددة في المدارس أو المراكز القريبة من الأحياء السكنية لتلقيح الأطفال تحت إشراف طبي مباشر.

من جهتها أكدت بعض الجمعيات المعنية بصحة الطفل أن هذا القرار يمثل خطوة حاسمة نحو حماية «حق الأطفال في الحياة الآمنة»، وشددت على أن فيروس «كورونا» لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا للفئات الضعيفة حتى لو قلت معدلات انتشاره مقارنة بالسنوات الماضية.

الآثار المترتبة على المجتمع والمستقبل

إن حماية الأطفال المعرضين للخطر من فيروس «كورونا» ليست فقط مسألة صحية بل هي أيضًا «أولوية اجتماعية»، فالأطفال هم المستقبل، وإذا تأثروا بمضاعفات طويلة المدى بسبب الفيروس فقد يؤدي ذلك إلى تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة لاحقًا، وتؤكد الدراسات أن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة والذين يصابون بـ«كورونا» بشكل متكرر قد يعانون من تأخر في النمو أو في التحصيل الدراسي أو من مشكلات نفسية.

كما أن تلقيح الأطفال من هذه الفئة يساعد على تقليل غيابهم عن المدارس ويحمي أسرهم من العدوى ويساهم في بناء «مجتمع أكثر مناعة»، الأمر الذي يقلل من الحاجة لإغلاقات جديدة أو إجراءات طارئة تؤثر على الاقتصاد والتعليم والخدمات.

اللقاح المعتمد من قبل «FDA» للأطفال المعرضين لمضاعفات خطيرة بسبب فيروس «كورونا» هو إنجاز طبي واجتماعي يجب استثماره بحكمة، وعلى كل ولي أمر أن يتعامل مع هذا القرار كفرصة لحماية طفله، وليس كخيار مؤجل، فالزمن لا يرحم عند وقوع الخطر، والحذر والوقاية هما السلاح الأقوى في وجه أي فيروس.

تم نسخ الرابط