الثلاثاء 19 أغسطس 2025 الموافق 25 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الداخلية تسقط عصابة استغلال الأطفال في التسول بالقاهرة والجيزة

المتهمين
المتهمين

في خطوة جديدة تعكس حرص الأجهزة الأمنية على مواجهة كل أشكال الاستغلال التي يتعرض لها الأطفال، تمكنت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة من ضبط «5 أشخاص»، من بينهم «4 لهم معلومات جنائية»، بعد تورطهم في استغلال عدد من الأطفال الأحداث في أعمال التسول واستجداء المارة، إضافة إلى إجبارهم على بيع بعض السلع بطرق إلحاحية في شوارع محافظتي القاهرة والجيزة.

وتأتي هذه القضية لتسلط الضوء من جديد على ظاهرة باتت تؤرق المجتمع، حيث يحاول بعض ضعاف النفوس استغلال حاجة الأطفال وضعفهم وتحويلهم إلى وسيلة غير مشروعة للتربح.

تفاصيل التحركات الأمنية

بحسب بيان وزارة الداخلية، فقد وردت معلومات لإدارة مباحث رعاية الأحداث تفيد بقيام بعض الأشخاص باستغلال أطفال في أعمال منافية للقانون، وعلى الفور شُكِّل فريق بحث للتأكد من صحة المعلومات. 

وأسفرت التحريات عن صحة الواقعة، ليتم إعداد الأكمنة اللازمة وضبط المتهمين متلبسين بنشاطهم الإجرامي في دوائر أقسام شرطة «عابدين والطالبية والعجوزة».

وخلال عملية الضبط، تبين أن بحوزة المتهمين «8 أطفال أحداث»، جرى استغلالهم بشكل مباشر في أعمال التسول وبيع السلع البسيطة مثل المناديل وبعض الأدوات الرخيصة، وذلك عن طريق إجبارهم على الوقوف في إشارات المرور أو التوجه للمارة بأسلوب يثير الشفقة.

الأطفال في مواجهة الخطر

وبفحص الموقف تبين أن هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 8 و15 عامًا، وأن معظمهم من أسر بسيطة تعاني ظروفًا معيشية صعبة، وهو ما استغله المتهمون في السيطرة عليهم وتوجيههم للعمل في الشوارع تحت تهديد الحاجة.

وأكدت التحقيقات الأولية أن بعض الأطفال كانوا يضطرون إلى العمل لساعات طويلة يوميًا، دون الحصول على أي مقابل يذكر، حيث كان المتهمون يستولون على ما يتم جمعه من أموال لصالحهم. 

الأمر الذي عرض الأطفال لظروف قاسية وغير إنسانية، فضلًا عن المخاطر التي يواجهونها يوميًا في الشوارع.

اعترافات صريحة من المتهمين

وبمواجهة المتهمين، لم ينكروا ما نسب إليهم، بل اعترفوا تفصيليًا بارتكابهم للوقائع، مؤكدين أنهم اعتادوا على استغلال الأطفال في تلك الأنشطة غير القانونية باعتبارها وسيلة سهلة لتحقيق مكاسب سريعة.

كما تبين من خلال التحقيقات أن بعض المتهمين سبق اتهامهم في قضايا مماثلة تتعلق بالنصب والتسول وإدارة أنشطة غير مشروعة، ما يشير إلى أنهم من معتادي الإجرام الذين يحاولون استغلال ثغرات اجتماعية لكسب المال.

الإجراءات القانونية وحماية الأطفال

على الفور، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتهمين، وإحالتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق في القضية.

 كما جرى تسليم الأطفال إلى ذويهم بعد أخذ التعهدات عليهم بحسن رعايتهم وعدم السماح بتركهم عرضة للاستغلال مجددًا.

وفي الحالات التي تعذر فيها التوصل إلى أولياء الأمور، تم التنسيق مع الجهات المعنية لإيداع الأطفال في دور رعاية اجتماعية توفر لهم المأوى والحماية اللازمة، بما يضمن الحفاظ على حقوقهم وكرامتهم.

استمرار الجهود الأمنية

وأكدت وزارة الداخلية أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة شاملة تستهدف التصدي لكافة أشكال استغلال الأطفال، مشددة على أن أجهزة الشرطة لن تتهاون في مواجهة تلك الجرائم التي تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل وتهديدًا للأمن المجتمعي.

كما أوضحت أن الحملات الأمنية ستظل مستمرة في كافة المحافظات، بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، للحد من ظاهرة التسول واستغلال الأحداث في أنشطة غير مشروعة.

استغلال الأطفال.. خطر يهدد المجتمع

ويرى خبراء اجتماعيون أن استغلال الأطفال في أعمال التسول يُعد من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمع، ليس فقط لأنها تُعرض الأطفال لمخاطر جسدية ونفسية، بل لأنها تخلق أجيالًا قد تنشأ على العنف والانحراف نتيجة حرمانها من التعليم والرعاية السليمة.

كما أشاروا إلى أن تلك الظاهرة غالبًا ما تقود إلى جرائم أخرى مثل السرقة أو الإدمان أو الانخراط في شبكات إجرامية منظمة، وهو ما يتطلب تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع لمواجهتها بصرامة.

دعوة للتكاتف المجتمعي

وطالب الخبراء بضرورة وجود برامج دعم أكثر شمولًا للأطفال المعرضين للخطر، إلى جانب توعية الأسر بخطورة ترك أبنائها عرضة للاستغلال. 

كما شددوا على أهمية دور الإعلام في نشر الوعي بخطورة الظاهرة، وحث المواطنين على عدم تشجيع المتسولين أو شراء السلع منهم بشكل عشوائي، لأن ذلك يسهم بشكل غير مباشر في استمرار هذه الأنشطة.

لتبقى القضية رسالة واضحة بأن الدولة لن تسمح باستغلال الأطفال أو التلاعب ببراءتهم من أجل مكاسب غير مشروعة، وأن الجهود الأمنية والاجتماعية مستمرة لحماية هذه الفئة الضعيفة وصون حقوقها.

 فالأطفال هم مستقبل الوطن، ورعايتهم مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، وأي تقاعس في هذا الملف يعني فتح الباب أمام مخاطر تهدد أمن المجتمع واستقراره.

تم نسخ الرابط