الإثنين 25 أغسطس 2025 الموافق 02 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اعترافات الزوجة الثانية أمام النيابة.. «كنت عاوزة أذل ضرتي مش أموت العيال»

القارئ نيوز

كشفت النيابة العامة، اليوم الاثنين، تفاصيل جديدة في واقعة وفاة أطفال دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، والتي هزّت الرأي العام خلال الأيام الماضية، بعد وفاة عدد من الأطفال في ظروف غامضة.

وأكدت تقارير مصلحة الطب الشرعي والمعامل الكيميائية أن سبب وفاة الأطفال يعود إلى تناولهم مبيد حشري شديد السُمية يُسمى «الكلوروفينابير»، وهو من المواد التي تؤدي إلى انهيار التنظيم الحراري للجسم، ومن ثم فشل الأجهزة الحيوية حتى توقفها الكامل، وهو ما ظهر في نتائج التحاليل التي أثبتت وجود آثار هذه المادة في العينات المأخوذة من جثامين الضحايا.

اعترافات الزوجة الثانية

وخلال التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، تم استجواب الزوجة الثانية لوالد الأطفال، حيث أقرت المتهمة بارتكابها الواقعة، إذ اعترفت بأنها قامت بإعداد عدد من أرغفة الخبز ووضعت داخل بعضها كمية من المبيد الحشري السام، ثم أرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى، حيث يقيم الأب وأطفاله الضحايا.

وأضافت المتهمة أنها أقدمت على فعلتها بدافع الكيد والانتقام من الزوجة الأولى، إلا أنها أنكرت نيتها في قتل الأطفال عمدًا، مؤكدة أنها لم تتوقع أن تؤدي هذه الأفعال إلى وفاتهم. 

ومع ذلك، جاء اعترافها الصريح بخلط المبيد داخل الطعام وإرساله إلى المنزل كدليل قوي يدعم اتهامها في القضية.

معاينة النيابة تكشف الحقيقة

وانتقل فريق من النيابة العامة يرافقه خبراء السموم بمصلحة الطب الشرعي إلى محل إقامة الأطفال الضحايا داخل منزل الزوجة الأولى، وكذلك إلى منزل الزوجة الثانية المتهمة. 

وأسفرت المعاينة عن العثور على بقايا الخبز وأوانٍ للطهي والتقديم، والتي أظهرت نتائج الفحص احتواءها على نفس المادة السامة.

كما عثر على آثار المبيد الحشري داخل معدات الطهي وإعداد الخبز في منزل الزوجة الثانية، الأمر الذي عزز من صحة رواية التحريات وأثبت تورطها المباشر في الواقعة.

تحريات الشرطة

وبالتوازي مع ذلك، طلبت النيابة العامة تحريات أجهزة الشرطة حول الحادثة، والتي جاءت متطابقة مع نتائج التحقيقات، مؤكدة أن الزوجة الثانية للأب هي من أعدّت الخبز المسموم وقامت بإرساله إلى منزل الزوجة الأولى.

وأفادت التحريات بأن الخلافات العائلية كانت الدافع الأساسي وراء ارتكاب الجريمة، في محاولة من المتهمة للإضرار بالزوجة الأولى، غير أن الكارثة انتهت بمصرع الأطفال الأبرياء.

قرار النيابة

وبناءً على ما أسفرت عنه التحقيقات والتحريات والفحص المعملي، أصدرت النيابة العامة قرارها بحبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع استمرار استكمال باقي إجراءات التحقيق لكشف المزيد من التفاصيل حول الواقعة، والتأكد من دوافع المتهمة وملابسات ارتكابها للجريمة.

غضب شعبي واسع

أثارت الجريمة حالة واسعة من الغضب بين أهالي دلجا ومركز ديرمواس بالكامل، حيث اعتبرها الأهالي جريمة غير مسبوقة في بشاعتها، لكونها استهدفت أرواح أطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وُجدوا في قلب صراع أسري.

وطالب الأهالي بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمة، لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، ولردع أي محاولات مستقبلية قد تهدد استقرار الأسر والأطفال.

خبراء.. جريمة مع سبق الإصرار

وفي السياق ذاته، أشار خبراء قانونيون إلى أن اعتراف المتهمة بخلط المبيد داخل الخبز وإرساله عمدًا إلى منزل الزوجة الأولى، رغم إنكارها قصد القتل، يضعها في دائرة الاتهام بجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار.

وأوضح الخبراء أن القانون المصري يتعامل بحزم مع مثل هذه الوقائع، خصوصًا إذا ارتبطت بموت أكثر من شخص، مؤكدين أن العقوبة قد تصل إلى الإعدام حال ثبوت التهم بشكل نهائي أمام المحكمة.

خطورة المبيدات السامة

من جانبه، أوضح مصدر طبي أن مادة «الكلوروفينابير» تعد من المبيدات شديدة الخطورة على الإنسان، حتى بكميات قليلة، إذ تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، ثم انهيار الأعضاء الحيوية واحد تلو الآخر حتى الوفاة.

وأشار المصدر إلى ضرورة تشديد الرقابة على تداول مثل هذه المواد في الأسواق، ومنع استخدامها خارج نطاقها المخصص، خصوصًا أنها تُباع أحيانًا بطرق غير رسمية وقد تصل إلى أيدي أشخاص غير مدركين لخطورتها.

المجتمع ينتظر العدالة

ومع استمرار التحقيقات في القضية، يترقب المجتمع المصري بشكل عام، وأهالي محافظة المنيا بشكل خاص، ما ستؤول إليه المحاكمة، مطالبين بتحقيق العدالة وإنصاف الأطفال الضحايا الذين فقدوا حياتهم نتيجة صراع عائلي أعمى.

وتبقى القضية واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها مصر مؤخرا، نظرا لارتباطها باستخدام مادة سامة قاتلة وتخطيط مسبق أدى إلى مقتل صغار في عمر الزهور.

تم نسخ الرابط