الجمعة 19 سبتمبر 2025 الموافق 27 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى رحيله.. جميل راتب أيقونة الشر الأنيق بالسينما

جميل راتب
جميل راتب

تحل اليوم الجمعة 19 سبتمبر، ذكرى وفاة الفنان القدير جميل راتب، أحد أبرز نجوم الفن المصري والعربي، الذي ترك إرثًا فنيًا كبيرًا على مدى أكثر من ستة عقود من العطاء، جسد خلالها شخصيات متباينة ما بين الشرير الأنيق والأب القاسي والرجل الحكيم، وظل حاضرًا في وجدان جمهوره حتى بعد رحيله.

بدايات جميلة بين القاهرة وباريس

وُلد جميل راتب عام 1926 في القاهرة لأب مصري وأم فرنسية، ما منحه مزيجًا ثقافيًا انعكس على شخصيته وأدائه الفني لاحقًا.

 تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة، قبل أن يسافر إلى باريس ليستكمل دراسته الجامعية، وهناك انجذب إلى عالم الفن، فالتحق بدراسة التمثيل والفن المسرحي ليبدأ أولى خطواته نحو النجومية.

انطلاقة عالمية قبل العودة إلى مصر

كانت أولى مشاركاته الفنية في فيلم عالمي بعنوان «أنا الشرق» عام 1946، وهي التجربة التي عرّفته بالجمهور العالمي.

 لكن سرعان ما عاد إلى مصر ليبدأ مسيرة طويلة على خشبة المسرح القومي ثم في السينما المصرية، حيث وضع بصمته الخاصة التي تميّز بها بين أبناء جيله.

جميل راتب في المسرح والسينما

عرف جمهور المسرح جميل راتب من خلال أدواره في أعمال كلاسيكية هامة، حيث برع في تقديم الشخصيات المركبة والمعقدة، بينما في السينما أبدع في أداء أدوار الشر والأب المتسلط والرجل الأنيق. ومن أبرز أفلامه التي لا تُنسى:

  • الصعود إلى الهاوية (1978)
  • إحنا بتوع الأوتوبيس (1979)
  • حب في الزنزانة (1983)
  • الكيف (1985)
  • البرئ (1986)
  • طيور الظلام (1995)

بصمة قوية في الدراما التليفزيونية

لم يقتصر حضوره على المسرح والسينما فقط، بل تألق أيضًا في الدراما التليفزيونية التي قرّبته أكثر من الجمهور، فشارك في أعمال خالدة مثل:

  • الراية البيضا مع سناء جميل.
  • زيزينيا بجزأيه.
  • يوميات ونيس مع محمد صبحي.
  • الرحايا مع نور الشريف.

حياة خاصة هادئة ومواقف إنسانية

على عكس الشخصيات الصاخبة التي قدمها على الشاشة، عاش جميل راتب حياة هادئة بعيدة عن الأضواء، تزوج من فرنسية وظل معها سنوات طويلة، لكنه لم يُرزق بأبناء. 

ورغم ذلك كان حريصًا على رعاية الأجيال الجديدة من الفنانين، داعمًا لهم بالنصيحة والتشجيع، ما جعله محبوبًا في الوسط الفني.

رحيل يترك فراغ وإرث لا ينسى

رحل الفنان جميل راتب في 19 سبتمبر 2018 عن عمر ناهز 92 عامًا بعد صراع قصير مع المرض، تاركًا خلفه مكتبة فنية زاخرة من الأعمال التي ما زالت تُعرض وتُشاهد حتى اليوم. 

ورغم مرور السنوات، يظل جميل راتب حاضرًا بملامحه وصوته وأدواره التي جسدت مدرسة خاصة في التمثيل، عنوانها البساطة والعمق في آن واحد.

 مرور سبع سنوات على رحيل الفنان الكبير 

ورغم مرور سبع سنوات على رحيل الفنان الكبير جميل راتب، ما زال حضوره يتجدد مع كل عرض لأعماله التي أحبها الجمهور وارتبط بها وجدانياً.

 فالأجيال الجديدة التي لم تعاصره زمنياً تتعرف عليه اليوم من خلال أفلامه ومسلسلاته، لتكتشف فناناً شديد العمق والصدق، يملك القدرة على أسر المشاهد بأدائه المميز وصوته الرخيم ونظرته الحادة التي صنعت له مكانة خاصة.

قدرتة على التنقل بين الأدوار المركبة

وقد تميز راتب بقدرة فريدة على التنقل بين الأدوار المركبة، فهو الشرير الذي لا يكرهه الجمهور بل يتعاطف معه، وهو الرجل الأنيق الذي يخفي وراء هدوئه عواصف من الصراعات الداخلية

كما كان أحد القلائل الذين نجحوا في الجمع بين العالمية والمحلية، حيث مثّل في أفلام أوروبية وفرنسية بجانب نجوم كبار، ثم عاد ليصبح جزءاً أصيلاً من ذاكرة السينما المصرية.

إن إرث جميل راتب لا يقتصر فقط على ما قدمه من أدوار، بل يمتد إلى مدرسته في الالتزام الفني والانضباط، واحترامه العميق للمهنة والجمهور.

 لذلك يظل اسمه باقياً بين علامات الفن العربي، نموذجاً للفنان الحقيقي الذي عاش للفن وأخلص له حتى آخر لحظة.

تم نسخ الرابط