السبت 11 أكتوبر 2025 الموافق 19 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أعراض خطيرة تكشف إصابتك بمتلازمة ألبورت الوراثية النادرة

متلازمة ألبورت الوراثية
متلازمة ألبورت الوراثية

متلازمة ألبورت الوراثية تعد من الأمراض النادرة التي تصيب الكلى والسمع والعين، وتتميز بأنها حالة «وراثية معقدة» تنتقل عبر الجينات من جيل إلى آخر، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى مضاعفات خطيرة مثل «الفشل الكلوي» و«فقدان السمع»، وتعد هذه المتلازمة واحدة من الأمراض التي تحتاج إلى وعي طبي مبكر لأن اكتشافها في مراحلها الأولى يساعد في تأخير تطورها والحد من مضاعفاتها، ويجهل الكثيرون طبيعة هذا المرض وكيفية التعامل معه، يستعرض القارئ نيوز في هذا المقال أبرز أعراضه وأسبابه وطرق تشخيصه وأهم الوسائل الوقائية لتجنب مخاطره.

ما هي متلازمة «ألبورت الوراثية»

تُعرف متلازمة ألبورت الوراثية بأنها اضطراب جيني نادر يؤثر على الغشاء القاعدي الموجود في الكلى والأذن والعين، حيث يتسبب الخلل في بروتين الكولاجين من النوع الرابع المسؤول عن دعم أنسجة هذه الأعضاء، ما يؤدي إلى تلف تدريجي في وظائفها الحيوية، وتُعتبر من الحالات التي تظهر غالبًا في الطفولة أو المراهقة، وقد تكون أكثر شيوعًا بين الذكور لأن الجين المسبب يقع على الكروموسوم X، في حين أن الإناث غالبًا ما يحملن الجين دون أن تظهر عليهن أعراض شديدة، وتؤكد الدراسات أن «ألبورت الوراثية» مسؤولة عن نسبة من حالات الفشل الكلوي الوراثي في العالم.

الأعراض المبكرة لـ«ألبورت الوراثية»

تبدأ أعراض ألبورت الوراثية عادة بظهور دم في البول وهو ما يعرف بـ«البيلة الدموية»، ويعد هذا العرض من أول العلامات التي تشير إلى وجود خلل في الكلى، ومع مرور الوقت يتطور المرض فيؤدي إلى «تدهور وظائف الكلى» بشكل تدريجي، كما يعاني المصابون من تورم في الساقين أو القدمين بسبب احتباس السوائل، إضافة إلى الشعور بالإرهاق المستمر وضعف الشهية، أما الأعراض السمعية فتظهر على شكل فقدان تدريجي للسمع في الأذن الداخلية وغالبًا ما يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وفي بعض الحالات قد تظهر اضطرابات في الرؤية مثل تشوه في عدسة العين أو تغير في لون الشبكية.

الأسباب الجينية وراء «ألبورت الوراثية»

ترجع الإصابة بـ«ألبورت الوراثية» إلى طفرات في الجينات المسؤولة عن إنتاج بروتين الكولاجين الذي يحافظ على سلامة الأنسجة الدقيقة في الكلى والأذن والعين، وهذه الطفرات تمنع تكوين الكولاجين بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ضعف البنية الخلوية وتلف تدريجي في هذه الأعضاء، وتنتقل المتلازمة عادة من أحد الوالدين إلى الأبناء، لذلك يُعد الفحص الجيني من أهم الخطوات للكشف المبكر عن وجود هذا الخلل، وتؤكد الأبحاث الحديثة أن «العلاج المبكر يمكن أن يبطئ من تطور المرض ويؤخر الحاجة إلى الغسيل الكلوي أو الزراعة».

اسباب متلازمة ألبورت الوراثية
اسباب متلازمة ألبورت الوراثية

كيف يتم تشخيص متلازمة «ألبورت الوراثية»

يعتمد الأطباء في تشخيص ألبورت الوراثية على مجموعة من الفحوص الدقيقة، أولها تحليل البول للكشف عن وجود الدم أو البروتين، تليها فحوص وظائف الكلى، كما يمكن إجراء فحص السمع والعين لتقييم مدى تأثرهما، وأحيانًا يتم اللجوء إلى أخذ عينة صغيرة من الكلى وفحصها تحت المجهر الإلكتروني للكشف عن التغيرات في الغشاء القاعدي، ويعد «الفحص الجيني» هو الأدق لأنه يحدد نوع الطفرة الجينية المسببة للمرض مما يساعد في وضع خطة علاجية دقيقة، كما يُنصح بإجراء الفحوص لجميع أفراد الأسرة في حال وجود تاريخ مرضي مشابه.

مضاعفات «ألبورت الوراثية» وتأثيرها على الجسم

من أخطر مضاعفات ألبورت الوراثية هي تطور «الفشل الكلوي المزمن»، حيث تفقد الكلى قدرتها على تنقية الدم من السموم، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم، وفي هذه المرحلة يصبح المريض بحاجة إلى الغسيل الكلوي المنتظم أو زراعة الكلى، كما أن فقدان السمع يعد من أكثر المضاعفات شيوعًا، وقد يتطور تدريجيًا حتى يصل إلى الصمم الكامل في بعض الحالات، أما التأثيرات على العين فتشمل «تشوه العدسة» و«تغيرات الشبكية» التي قد تسبب ضعف الرؤية أو العمى الجزئي، ولهذا يؤكد الأطباء على أهمية الاكتشاف المبكر للمرض لتقليل احتمالية الوصول لهذه المرحلة المتقدمة.

كيفية التعامل مع «ألبورت الوراثية»

لا يوجد علاج نهائي حتى الآن لمتلازمة ألبورت الوراثية، ولكن يمكن السيطرة على أعراضها وتأخير تطورها من خلال متابعة طبية منتظمة، ويُعتبر «التحكم في ضغط الدم» أحد أهم العوامل التي تحافظ على وظائف الكلى لفترة أطول، لذلك يتم وصف أدوية معينة تقلل من الضغط وتخفف من تسرب البروتين في البول، كما يُنصح باتباع نظام غذائي صحي قليل الملح وغني بالخضروات والفواكه للمساعدة في دعم صحة الكلى، ويجب تجنب الأدوية التي قد تضر بالكلى مثل بعض المسكنات، إضافة إلى إجراء فحوص دورية للسمع والعين لتقييم الحالة باستمرار.

الحياة اليومية مع «ألبورت الوراثية»

يواجه المصابون بـ«ألبورت الوراثية» تحديات عديدة في حياتهم اليومية، إلا أن «الدعم النفسي والعائلي» يلعب دورًا أساسيًا في التكيف مع المرض، فالفهم الجيد لطبيعة الحالة والتواصل المستمر مع الأطباء يمكن أن يمنح المريض ثقة أكبر في التعامل مع الأعراض، كما أن الانضمام إلى مجموعات الدعم التي تضم مرضى آخرين يعانون من نفس المتلازمة يساعد في تبادل الخبرات وتقليل الشعور بالعزلة، وينصح الخبراء المرضى بالحفاظ على نمط حياة متوازن يشمل ممارسة التمارين الخفيفة والنوم الجيد وتجنب التوتر الزائد، لأن الصحة النفسية تؤثر مباشرة على استقرار الحالة الجسدية.

الأمل في الأبحاث والعلاج المستقبلي

يواصل العلماء حول العالم دراسة «ألبورت الوراثية» لتطوير علاجات جديدة تستهدف الخلل الجيني مباشرة، وقد شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا في مجال العلاج الجيني والخلايا الجذعية، ما يفتح باب الأمل أمام المرضى، حيث تسعى الأبحاث إلى «إصلاح الجينات المتضررة» بدلاً من معالجة الأعراض فقط، وهو ما قد يشكل تحولًا جذريًا في التعامل مع الأمراض الوراثية المزمنة في المستقبل.

تبقى متلازمة ألبورت الوراثية من الأمراض التي تتطلب وعيًا صحيًا مستمرًا ومتابعة دقيقة، فالكشف المبكر والتدخل الطبي السليم يمكن أن يحدثا فارقًا كبيرًا في حياة المريض، كما أن تعزيز الثقافة الطبية حول هذه المتلازمة يسهم في الحد من مضاعفاتها ويمنح الأمل في مستقبل أفضل.

تم نسخ الرابط