الثلاثاء 13 مايو 2025 الموافق 15 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

نتنياهو يتوعد.. سنحتل غزة.. والسيطرة الأمنية ستبقى إلى الأبد

نتنياهو
نتنياهو

في تصريحات هي الأخطر منذ بداية الحرب على غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل صريح أن إسرائيل تنوي احتلال قطاع غزة وفرض سيطرة أمنية دائمة عليه، في تطور يعكس تصعيدًا واضحًا في النوايا السياسية والعسكرية تجاه القطاع المحاصر.

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع جمعه، مساء السبت، بممثلي ما يعرف بـ«منتدى جرحى الحرب من أجل الحسم»، حيث أكد أن الأسابيع المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة في المشهد الميداني داخل غزة، وقال نصًا:«سنحتل غزة، وستبقى سيطرتنا الأمنية هناك إلى الأبد… خلال أيام، ستحدث أمور في غزة لم تعرفوها حتى الآن».

«كسر الغموض» حول الأهداف الإسرائيلية

ويأتي هذا التصريح ليرفع الغطاء عن كثير من الضبابية التي أحاطت بالأهداف الإسرائيلية منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

فرغم أن الحكومة الإسرائيلية ادعت مرارًا أن هدفها هو القضاء على حركة «حماس»، فإن إعلان نتنياهو يوضح أن الهدف يتجاوز حماس إلى احتلال شامل للأرض والسيطرة عليها عسكريًا وأمنيًا إلى أجل غير مسمى.

ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها تعبير مباشر عن أيديولوجيا اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لفرض السيادة الكاملة على أراضي الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو في غزة، تحت غطاء «الأمن القومي».

غضب فلسطيني وتحذيرات دولية

من جهة أخرى، أثارت تصريحات نتنياهو غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية، حيث نددت فصائل المقاومة الفلسطينية بتصريحاته واعتبرتها إعلانًا واضحًا عن نوايا الاحتلال الاستعمارية.

وقالت حركة «حماس» في بيان مقتضب إن «نتنياهو يفضح الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد أن ما يجري في غزة ليس حربًا على فصيل، بل عدوانًا استيطانيًا استعماريًا يستهدف الأرض والشعب والمستقبل».

بدورها، حذرت شخصيات سياسية ودبلوماسية عربية من أن تصريحات نتنياهو تجهض أي إمكانية لحل سياسي للصراع، وتدفع نحو مزيد من التصعيد والفوضى في المنطقة.

تصعيد ميداني مرتقب.. وتحركات عسكرية مشبوهة

ويبدو أن كلام نتنياهو لا يندرج فقط في إطار التصريحات، إذ تشير تقارير صحفية عبرية إلى تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة في محيط غزة خلال الأيام الماضية، إضافة إلى تعزيزات ميدانية على عدة محاور، ما يوحي بأن هناك عملية واسعة قد تكون قيد الإعداد.

كما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن «أيام حاسمة» قادمة في مسار الحرب، في ظل ضغوط داخلية على حكومة نتنياهو من قبل عائلات الأسرى والجرحى والمجتمع الإسرائيلي المنقسم.

قراءة في خلفيات التصريح.. محاولة للهروب من أزمات الداخل؟

ويرى محللون أن تصريحات نتنياهو بشأن «احتلال غزة للأبد» لا يمكن فصلها عن أزمته السياسية الداخلية، خصوصًا مع استمرار الاحتجاجات ضده، والانقسام الحاد داخل إسرائيل بشأن أداء حكومته في الحرب.

ويعتقد بعض المراقبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى تصدير الأزمة للخارج، عبر التصعيد اللفظي والعسكري، للحفاظ على تماسك حكومته اليمينية المتطرفة وكسب دعم الشارع الإسرائيلي المتشدد.

الأمم المتحدة.. الاحتلال الدائم لغزة «كارثة إنسانية وسياسية»

وفي المقابل، حذرت الأمم المتحدة من أن أي تحرك نحو فرض احتلال دائم على غزة سيكون كارثة إنسانية وسياسية، وقد يؤدي إلى انفجار أوسع في المنطقة.

وقال مسؤول أممي رفيع، في تصريحات لوسائل إعلام أجنبية، إن «إسرائيل لا تستطيع بشكل قانوني ولا أخلاقي أن تفرض سيطرتها إلى الأبد على شعب تحت الاحتلال»، مؤكدًا أن "غزة ليست أرضًا سائبة يمكن لإسرائيل الاستيلاء عليها متى شاءت".

مشهد سوداوي.. ومخاوف من توسيع رقعة الحرب

وبينما تزداد الأوضاع الإنسانية في غزة تدهورًا غير مسبوق بسبب القصف المستمر والحصار، فإن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى أن الأسوأ لم يأتِ بعد، ما يضع المجتمع الدولي أمام امتحان أخلاقي حاسم.

فهل ستقف الأطراف الدولية مكتوفة الأيدي أمام إعلان احتلال واضح لدولة وشعب؟ أم أن هذه التصريحات ستكون شرارة ضغط سياسي جديد على حكومة نتنياهو لوقف جرائم الحرب وتبني مسار دبلوماسي؟

يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات خطيرة، في ظل استمرار سقوط الضحايا الفلسطينيين يوميًا، واستمرار التصعيد الإسرائيلي دون رادع.

تم نسخ الرابط