«كانوا أصحاب».. موظف ينهي حياة زميله طعنا داخل كمبوند بالقاهرة

في جريمة هزت أوساط سكان منطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على موظف متهم بأنهاء حياة زميله داخل شقة سكنية داخل أحد الكمبوندات الشهيرة، وذلك على خلفية خلافات شخصية نشبت بينهما وتطورت إلى مشادة انتهت بأنهاء حياة عامل.

بلاغ من الأمن الإداري يكشف تفاصيل أولية

البداية كانت مع ورود بلاغ إلى قسم شرطة التجمع الأول من أفراد الأمن الإداري بأحد الكمبوندات الراقية في القاهرة الجديدة، يفيد بوقوع مشاجرة داخل وحدة سكنية بالطابق الثالث، وانتهت بأنهاء حياة عامل على يد موظف.

وعلى الفور، تحركت قوة أمنية من القسم برفقة رجال المباحث إلى موقع البلاغ، وتم فرض كردون أمني حول الشقة محل الواقعة، للحفاظ على مسرح الجريمة وتأمين الأدلة.

جثة موظف أربعيني مصابة بطعنات متفرقة

وبمعاينة الشقة، تبين وجود جثة لرجل موظف في العقد الرابع من العمر، ويرتدي ملابسه كاملة، وقد ظهرت عليه آثار طعنات متفرقة بالجسد، خاصة في منطقتي البطن والصدر. 

وأفاد التقرير المبدئي لرجال المباحث أن المجني عليه توفي في الحال، متأثرًا بجراحه، قبل وصول أي إسعافات.

وقد جرى نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي انتقلت لمعاينة الجثة وأمرت بانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية، لبيان الأسباب الدقيقة للوفاة.

التحريات تكشف هوية الجاني ودوافعه

ومن خلال التحريات التي أجرتها فرق البحث الجنائي بالقاهرة، تبين أن المتهم هو موظف ثلاثيني، يعمل في نفس الشركة التي يعمل بها المجني عليه، وقد نشبت بينهما خلافات مهنية وشخصية خلال الأسابيع الماضية.

وكشفت التحريات أن الخلاف تطور إلى مشادة كلامية حادة، انتهت بقيام المتهم بطعن زميله بسكين كان بحوزته، ثم حاول الهروب، قبل أن يتمكن أحد أفراد الأمن من منعه، ويبلغ الجهات الأمنية.

وبعد تقنين الإجراءات، ألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم داخل مسكنه، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

النيابة تستجوب المتهم.. والتحقيقات جارية

باشرت نيابة القاهرة الجديدة تحقيقاتها الموسعة، حيث استمعت لأقوال المتهم، الذي اعترف بارتكاب الواقعة بدافع الغضب والانفعال من تراكم الخلافات مع المجني عليه، مشيرًا إلى أن القصد لم يكن القتل، بل «تأديب» زميله فقط على حد قوله.

كما استمعت النيابة لأقوال شهود العيان، ومن بينهم حارس العقار وبعض الجيران الذين أكدوا سماع أصوات صراخ ومشادة في توقيت وقوع الحادث.

ومن المنتظر أن تصدر النيابة قرارًا بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، لحين ورود تقرير الطب الشرعي وتحريات المباحث النهائية.

تحذيرات من خطورة العنف لحل الخلافات

وفي ضوء الحادث، شدد عدد من خبراء علم النفس والاجتماع على خطورة تنامي ظاهرة العنف بين الأفراد، خاصة في البيئات المهنية التي من المفترض أن تسودها الروح التعاونية والاحترام.

وأكد الدكتور سامي عبد الله، أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس غياب ثقافة الحوار وحل النزاعات بشكل حضاري، مشيرًا إلى أن التراكم النفسي والتوتر الوظيفي، إلى جانب غياب الوساطة المهنية في حل المشكلات، قد يدفع البعض إلى التصرف بانفعال قد يصل إلى جريمة.

وناشد الجهات المعنية تكثيف التوعية داخل المؤسسات الحكومية والخاصة، حول كيفية التعامل مع الخلافات وضبط النفس، كما دعا إلى تخصيص مرشدين نفسيين أو مستشارين داخل بعض أماكن العمل الكبرى لاحتواء المشكلات قبل تفاقمها.

رسالة توعوية للمجتمع

ويبقى هذا الحادث جرس إنذار جديد، يسلط الضوء على أهمية التروي والعقلانية في مواجهة النزاعات اليومية، خصوصًا في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع، فبين لحظة وأخرى، قد تتحول المشاحنات البسيطة إلى مأساة لا يمكن إصلاحها.

وتؤكد الجهات الأمنية على ضرورة الإبلاغ عن أي سلوك عدواني أو تهديدات متكررة داخل أماكن العمل أو السكن، لتفادي وقوع جرائم مشابهة، مشيرة إلى أن القانون لا يتهاون في محاسبة الجناة مهما كانت دوافعهم أو ظروفهم.