الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

محمد سيف الأفخم ينعى سميحة أيوب.. «فقدنا قامة لا تعوض»

سميحة أيوب ومحمد
سميحة أيوب ومحمد سيف الافخم

نعت الهيئة الدولية للمسرح، برئاسة المهندس محمد سيف الأفخم، الرئيس الشرفي للهيئة، الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي رحلت عن عالمنا صباح اليوم عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة استمرت أكثر من سبعة عقود، أهدت خلالها للفن العربي والمسرح المصري أعمالًا لا تُنسى، ومواقف إنسانية خالدة.

وقال الأفخم، في بيان صحفي أصدره ظهر اليوم، إن «رحيل الفنانة الكبيرة سميحة أيوب يمثل خسارة فادحة للمسرح العربي وللثقافة العربية برمتها»، مؤكدًا أن «الراحلة لم تكن مجرد ممثلة قديرة، بل قامة فنية وثقافية وإنسانية، شكّلت وعي أجيال من المبدعين والمثقفين، وأسهمت في ترسيخ مكانة المسرح العربي في المحافل الدولية».

حضور دائم في المحافل الدولية

وأشار رئيس الهيئة الدولية للمسرح الأسبق إلى أنه كان حريصًا خلال فترة رئاسته على أن تبقى سميحة أيوب حاضرة في المشهد المسرحي الدولي، تقديرًا لإسهاماتها الفريدة، ولذا وقع عليها الاختيار لكتابة كلمة يوم المسرح العالمي، وهي الكلمة التي تلقى صدى واسعًا آنذاك، لما حملته من مضامين عميقة ورسالة فنية راقية تعكس روح المسرح العربي وهموم الإنسان.

وتابع: «اختيارنا لها لم يكن عابرًا، بل نابع من إيماننا الكامل بمكانتها ودورها التاريخي في إثراء المسرح العربي، وقدرتها على التعبير الصادق عن واقع الفنان العربي وقضاياه، ما جعلها تحظى باحترام وتقدير المؤسسات الثقافية العالمية».

تكريم يليق بالمسيرة

واستذكر الأفخم الموقف الذي وصفه بـ«المؤثر»، حين قامت سميحة أيوب بتكريمه بنفسها خلال الدورة السادسة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، تلك الدورة التي حملت اسمها تقديرًا لتاريخها الحافل، مضيفًا: «كنت فخورًا بأن تُكرمني سيدة المسرح العربي، وهو تكريم له وقع خاص في نفسي، لأنه جاء من رمز كبير وعظيم».

وأكد أن الهيئة الدولية للمسرح ستعمل خلال الفترة المقبلة على تكريم اسم الراحلة ومسيرتها من خلال فعاليات ومبادرات تعكس حجم تأثيرها، وتُبقي ذكراها حية في وجدان الأجيال الجديدة من المسرحيين.

فنانة برسالة وضمير

ولم يغفل المهندس محمد سيف الأفخم الجوانب الإنسانية في شخصية الفنانة الراحلة، فقال إنها كانت «صوتًا فنيًا يحمل رسالة، وضميرًا إنسانيًا يعكس هموم المجتمع في كل ما قدمته من أعمال، سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون والسينما»، مضيفًا أن «ما تركته من إرث فني وثقافي هو أعظم ما يمكن أن يُهدى للأجيال المقبلة».

وأضاف أن المسرح العربي فقد اليوم إحدى أعمدته الراسخة، مشددًا على أن غيابها الجسدي لن يُلغي حضورها في ذاكرة المسرح وقلوب الفنانين والمتابعين، مؤكدًا أن الأدوار التي أدّتها والرسائل التي حملتها ستظل باقية، مثلها كمثل العظماء الذين يصنعون الخلود بفنهم.

تعازٍ ومواساة

وفي ختام بيانه، قدّم الأفخم خالص تعازيه إلى أسرة الفنانة الراحلة ومحبيها وزملائها في الوسط الفني، داعيًا الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، مشيرًا إلى أن فقدانها لا يعوض، لكنها ستبقى «نموذجًا يُحتذى به لكل من يسعى للفن الهادف والعمل الجاد والتأثير الحقيقي».

يذكر أن سميحة أيوب كانت من أكثر الفنانين التزامًا بقضايا الفن والثقافة، حيث سخّرت شهرتها ومكانتها لخدمة المسرح وتطويره، سواء من خلال الأعمال التي قدمتها أو المناصب التي تقلدتها، وعلى رأسها إدارة المسرح القومي والمسرح الحديث. 

كانت تؤمن بأن المسرح هو مرآة المجتمع ووسيلة للتنوير، وعملت بلا كلل لنقل هذا الإيمان إلى أجيال متعاقبة من الفنانين. 

وبرحيلها، يفقد المسرح العربي صوتًا صادقًا وشخصية نادرة لن تتكرر، لكن أعمالها الخالدة ستظل تحكي للأجيال قصة فنانة وهبت حياتها للفن بكل حب وصدق.

تم نسخ الرابط