الخميس 05 يونيو 2025 الموافق 09 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

وداعا سيدة المسرح.. سميحة أيوب ترحل بعد 75 عاما من العطاء الفني

سميحة أيوب
سميحة أيوب

رحلت عن عالمنا، مساء اليوم، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من سبعة عقود، حسبما أكد الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، في تصريح خاص لـ«القارئ نيوز»، مشيرًا إلى أن الفنانة توفيت عن عمر يناهز 93 عامًا، بعد حياة حافلة بالإبداع والتأثير في وجدان الأجيال المختلفة من عشاق المسرح والدراما.

بداية مبكرة.. من «المتشردة» إلى معهد التمثيل

ولدت سميحة أيوب في عام 1932، وبدأت أولى خطواتها الفنية مبكرًا للغاية، إذ وقفت أمام الكاميرا للمرة الأولى وهي في سن الخامسة عشرة، من خلال فيلم «المتشردة» عام 1947، ثم قدمت فيلم «حب» في العام التالي، لتؤكد موهبتها الفطرية، وتجذب الأنظار إلى حضورها الطاغي.

في عام 1949، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الذي أسسه زكي طليمات، لتبدأ فصلًا جديدًا من التكوين الأكاديمي، وتنهل من فنون الأداء على يد كبار الأساتذة، وبينهم طليمات نفسه، الذي كان له تأثير بالغ في تكوين شخصيتها الفنية.

تخرجت عام 1953.. وواصلت العطاء دون توقف

تخرجت سميحة أيوب من المعهد عام 1953، بعد أن كانت قد بدأت بالفعل المشاركة في عدد من الأعمال السينمائية والمسرحية بالتوازي مع دراستها.

 خلال فترة الخمسينات، شاركت في أفلام بارزة منها فيلم «شاطئ الغرام»، الذي رسّخ حضورها على الساحة الفنية، وجعل منها واحدة من الوجوه المألوفة لدى الجمهور.

سيدة المسرح العربي.. ومديرة للمسرح القومي

ارتبط اسم سميحة أيوب بالمسرح أكثر من أي مجال فني آخر، حيث عُرفت بـ«سيدة المسرح العربي»، نظرًا لمسيرتها الطويلة الحافلة على خشبة المسرح، حيث قدمت ما يقرب من 170 مسرحية، تركت خلالها بصمتها الخاصة في الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء.

تولت إدارة المسرح الحديث بين عامي 1972 و1975، ثم عُينت مديرةً للمسرح القومي مرتين خلال الفترة من 1975 إلى 1989، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب، وتحقق خلال إدارتها طفرة في الإنتاج المسرحي النوعي، ونجحت في استقطاب كبار النجوم للعودة إلى المسرح.

سجل حافل في السينما والدراما

لم يقتصر عطاؤها على المسرح فقط، بل شاركت في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، حيث جسدت شخصيات متنوعة بين المرأة القوية، والأم الحنونة، والزوجة المكافحة، ما أكسبها مكانة مميزة في قلوب المشاهدين.

من أبرز أعمالها السينمائية: «بداية ونهاية»، «فجر الإسلام»، و«السراب»، كما شاركت في العديد من المسلسلات منها «الراية البيضا»، و«ضمير أبلة حكمت»، و«الحارة».

آخر ظهور سينمائي في «ليلة العيد» 2024

رغم تقدمها في العمر، وحرصها على الابتعاد تدريجيًا عن الأضواء، فإن الفنانة سميحة أيوب عادت مؤخرًا للمشاركة في فيلم «ليلة العيد» الذي عُرض عام 2024، من إخراج سامح عبد العزيز، وتأليف أحمد عبد الله، وشاركها البطولة نخبة من الفنانين منهم يسرا اللوزي، ريهام عبد الغفور، عبير صبري، ونجلاء بدر.

جسدت سميحة أيوب في الفيلم شخصية محورية تحمل رسالة إنسانية، لتبرهن في آخر ظهور سينمائي لها على أن الفن ليس مرتبطًا بالعمر، بل بالقدرة على الإقناع والتأثير.

تكريمات وجوائز.. وإرث فني باقٍ

خلال مشوارها الطويل، حصلت سميحة أيوب على العديد من التكريمات والجوائز، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الفنون، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما تم اختيارها «فنانة الشعب»، وهو اللقب الذي يندر منحه لفنانة عربية.

كرّمها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، كما تم إطلاق اسمها على عدد من القاعات والمسارح تقديرًا لعطائها، لتظل رمزًا من رموز الثقافة المصرية والعربية.

وداع حزين.. وصدى في قلوب المحبين

جاء خبر وفاة الفنانة سميحة أيوب ليخيم بالحزن على الوسط الفني والثقافي في مصر والعالم العربي، إذ نعاه عدد كبير من الفنانين والنقاد والجمهور، مشيدين بما قدمته من أعمال ستظل راسخة في ذاكرة الفن المصري، وبروحها القوية التي ألهمت أجيالًا من المبدعين.

وبرحيلها، تُطوى صفحة من صفحات الزمن الجميل، ويخسر المسرح العربي أحد أعمدته، إلا أن إرثها سيبقى حيًا في القلوب وعلى خشبات المسارح والشاشات.

تم نسخ الرابط