صافرات إنذار ودوي انفجارات.. صاروخ من اليمن يهز إسرائيل والجيش يرد
شهدت إسرائيل مساء الثلاثاء حالة من الاستنفار الأمني عقب رصد صاروخ قادم من اليمن، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، ما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في عدد من المدن والمستوطنات، بما في ذلك القدس وتل أبيب، وسط دوي انفجارات متتالية.
الجيش الإسرائيلي يؤكد الرصد
وذكرت القنوات العبرية، بينها «القناة 12» و«القناة 13»، أن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صاروخ بعيد المدى من الأراضي اليمنية باتجاه العمق الإسرائيلي.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال أن «المنظومات الدفاعية الجوية تعاملت مع التهديد فور رصده»، مشيرًا إلى أن «التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مكان سقوط الصاروخ أو ما إذا تم اعتراضه بنجاح».
الدفاعات الجوية تتحرك
وبحسب المعلومات الأولية، فإن منظومات «حيتس» و«مقلاع داوود» و«القبة الحديدية» قد فُعّلت بشكل متزامن لمحاولة اعتراض الصاروخ، في خطوة تؤكد حساسية التهديد وطبيعته الباليستية المحتملة.
ولم يُعرف حتى اللحظة ما إذا كان الصاروخ قد استهدف منطقة مأهولة أو منشآت عسكرية، غير أن دوي انفجارات سُمع بوضوح في كل من القدس والضفة الغربية، ما أثار حالة من القلق والارتباك في صفوف المواطنين.
الجبهة الداخلية تصدر تعليمات
في أعقاب التطورات، وجّهت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات عاجلة للسكان، دعتهم فيها إلى الالتزام بإرشادات الأمان والاحتماء داخل الملاجئ والغرف الآمنة.
كما أُغلقت بعض الطرق الحيوية في محيط تل أبيب والقدس بشكل مؤقت، تحسبًا لاحتمال سقوط شظايا أو صواريخ إضافية.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي رفع درجة الجاهزية في قواعد سلاح الجو تحسبًا لأي تصعيد محتمل، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع محور المقاومة في المنطقة.
صافرات إنذار في مناطق واسعة
وقد دوّت صافرات الإنذار في عدد كبير من المدن والبلدات الإسرائيلية، شملت وسط إسرائيل، والقدس، ومحيط مطار بن غوريون، وبلدات في الضفة الغربية.
وشوهدت حالة من الهلع بين السكان الذين هرعوا إلى الملاجئ فور سماع صافرات الإنذار، فيما توقفت حركة القطارات والحافلات في بعض المناطق.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للحظة دوي الانفجارات وسقوط شظايا في محيط بعض الأحياء، فيما لم تُسجل حتى الآن أي إصابات بشرية، وفق بيانات أولية.
خلفيات محتملة
يأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر في المنطقة، لا سيما مع تصاعد عمليات الحوثيين في اليمن ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي. وكانت جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) قد أعلنت سابقًا عن نيتها توسيع دائرة الاستهداف لتشمل عمق إسرائيل ردًا على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".
وتتهم إسرائيل إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ بعيدة المدى وتقنيات طائرات مسيرة، وهو ما يثير قلق الأجهزة الأمنية والعسكرية في تل أبيب، خاصة في ظل ما تعتبره تهديدًا متعدد الجبهات يمتد من الجنوب اللبناني إلى اليمن مرورًا بسوريا والعراق.
لا تعليق رسمي من صنعاء
حتى ساعة كتابة هذا الخبر، لم يصدر أي بيان رسمي من جماعة الحوثي أو من الحكومة اليمنية بصنعاء بشأن هذا الهجوم، في حين تواصل وسائل الإعلام العبرية تغطيتها الحية للتطورات، وسط حالة من التأهب القصوى في مختلف أنحاء إسرائيل.
التصعيد الجديد يعيد إلى الواجهة المخاوف الإسرائيلية من «جبهة الجنوب» غير التقليدية، التي تشكّلها جماعة الحوثي في اليمن، والتي أثبتت في مناسبات سابقة قدرتها على تنفيذ ضربات طويلة المدى بدقة نسبية.
ويبقى السؤال الأبرز: هل سيكون هذا الهجوم مقدمة لمزيد من التصعيد الإقليمي، أم ستكتفي تل أبيب برد أمني محدود لتجنّب انفجار شامل في منطقة تشتعل أصلًا من أكثر من جهة؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.
