أسمهان والتابعي.. عندما يقع الصحفي في غرام الأسطورة

رغم مرور أكثر من 8 عقود على وفاة أسمهان، لا تزال قصة حبها الملتبسة مع أمير الصحافة محمد التابعي تثير تساؤلات بين المؤرخين والمهتمين بالشأن الفني. علاقة جمعت بين صوت نادر في الغناء العربي، وقلم لا يقل جاذبية وحضورًا.
وبين ما قيل عن خطوبة، وصداقة، وغيرة، وخصام، ظل اللغز قائمًا: هل أحب التابعي أسمهان بصدق؟ وهل بادلته هي هذا الحب؟ أم أن الموت وحده هو من وأد الحكاية قبل اكتمالها؟
بداية اللقاء.. صداقة بنكهة إعجاب
كان اللقاء الأول بين أسمهان ومحمد التابعي في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، عندما دعا الموسيقار محمد عبد الوهاب التابعي للاستماع إلى صوت أسمهان في منزله، ليتعرف على صوت أنثوي استثنائي يصفه النقاد بـ«أجمل ما أنجبت الموسيقى العربية». أعجب التابعي بها فورًا، ولم تكن أسمهان أقل إعجابًا به، فتوطدت العلاقة سريعًا وتحولت إلى صداقة قوامها الاحترام والتقدير.
ومع مرور الوقت، بدأت ملامح العلاقة تتغير، لتأخذ طابعًا عاطفيًا لا تخطئه العين، خاصة في ظل حرص التابعي على مرافقتها في المناسبات الرسمية واللقاءات الفنية، ومتابعة تفاصيل حياتها المهنية بدقة عبر مقالاته في «آخر ساعة».
خطوبة متوترة.. حب يتأرجح
بحسب ما ورد في مذكرات الصحفيين المعاصرين لتلك الحقبة، تحولت الصداقة إلى خطوبة رسمية، أعلن عنها التابعي بنفسه.
لكن أسمهان، المعروفة بمزاجيتها وتقلباتها، لم تلبث أن دخلت في مشادات متكررة معه، لتبدأ فصول فسخ الخطوبة والعودة أكثر من مرة، وسط دهشة الأوساط الفنية والإعلامية.
الغيرة كانت عاملًا مشتركًا في علاقتهما، فالاثنان كانا يتمتعان بشخصيات قوية وحضور طاغٍ، وكل منهما أراد أن يكون المسيطر.
تقول بعض المصادر إن التابعي كان يشعر بالضيق من المعجبين الذين يحيطون بأسمهان، بينما كانت هي تتألم من انشغاله عنها في ملاحقة الأخبار السياسية أو المجاملات الاجتماعية.
روايات متناقضة.. حب أم مجرد صداقة؟
لم تمر سنوات على وفاة أسمهان حتى بدأت الروايات تتضارب بشأن العلاقة، البعض قال إن الزواج كان وشيكًا، والبعض الآخر جزم بأن الخطوبة لم تحدث من الأساس.
في كتابه «أسمهان: ضحية الاستخبارات»، يقول الكاتب الجزائري سعيد الجزائري إن العلاقة لم تكن أكثر من صداقة، وإن التابعي نفسه لم يكن يتحدث عنها كحبيبة بقدر ما كان يراها مشروعًا فنيًا ناجحًا.
وفي المقابل، تشير الكاتبة شريفة زهور في كتابها «أسرار أسمهان» إلى أن الحب بينهما كان حقيقيًا، وأنه تأثر بشدة حين علم بوفاتها، خاصة أنها كانت في طريقها لمقابلته يوم الحادث المشؤوم.
وفاة مأساوية.. ونهاية حزينة
في 14 يوليو 1944، رحلت أسمهان عن عالمنا في حادث غرق غامض بسيارتها في ترعة بمدينة رشيد. قيل إنها كانت متجهة لمقابلة التابعي لإصلاح ما بينهما، بعد خلاف استمر أيامًا. لكن القدر لم يمنحها فرصة الحديث، ولا التابعي فرصة الوداع.
حزن محمد التابعي عليها حزنًا شديدًا، وكتب عنها لاحقًا قائلًا: «لم تكن أجمل النساء، لكن في عينيها كان كل شيء.. السحر، الغموض، والنداء». ويُروى أنه احتفظ بصورتها في مكتبه حتى رحيله.
أم كلثوم ومصطفى أمين.. رأي الوسط الفني
علاقة أسمهان بالتابعي أثارت جدلًا في الأوساط الفنية والصحفية، ووصل الأمر إلى حد تدخل البعض لمنع استمرارها. الكاتب مصطفى أمين، صديق التابعي المقرب، أبدى رفضه الشديد لهذه العلاقة، وكان يرى أن أسمهان تحمل طابعًا دراميًا شديد الخطورة على استقرار حياة صديقه.
أما كوكب الشرق أم كلثوم، فقد نقل عنها أنها قالت ذات يوم: «تابعت علاقتهم بصمت، لكني كنت أخشى على محمد من هذه العاصفة».
وهو تصريح يظهر حجم القلق الذي كانت تسببه أسمهان للجميع، حتى لمن لم تجمعهم بها علاقة مباشرة.
بريق لم يكتمل.. ورومانسية تبقى في الذاكرة
لم تكن قصة أسمهان والتابعي مجرد حكاية حب عادية، بل فصلًا مهمًا من فصول الزمن الجميل، الذي جمع فيه الفن والصحافة والموسيقى في بوتقة واحدة.
وبين اللقاء الأول والفراق النهائي، ظل الحب معلقًا بين القلبين، لا هو اكتمل ولا هو انطفأ.
بقيت أسمهان أسطورة بصوتها، وبقي التابعي أسطورة بقلمه، وبقيت حكايتهما إحدى أكثر القصص رومانسية وإثارة في ذاكرة مصر الثقافية.
وربما لو كتب لهما القدر أن يستمرا، لكانت الحكاية اليوم رواية عظيمة أو فيلمًا خالدًا. لكن الأقدار دائمًا لها كلمتها الأخيرة.
- أسمهان
- بداية
- حادث
- صلاح
- الصحفيين
- الجزائر
- قلق
- القلب
- الوقت
- كتاب
- الذاكرة
- محمد عبد الوهاب
- القصص
- القلق
- مشروع
- النساء
- الزواج
- وقت
- شعر
- الغناء
- الفن
- الموسيقى
- قلب
- الموت
- مصر
- العين
- بنك
- الحب
- الغيرة
- تمر
- كتب
- مرور
- آبل
- الموسيقار محمد عبد الوهاب
- الصحافة
- الصداقة
- كوكب الشرق
- العربية
- الروايات
- ساعة
- الود
- عين
- السياسية
- حادث غرق
- نقل
- النقاد
- مال
- غال
- روما
- العرب
- فرص
- روايات
- عامل
- ترعة
- الحق
- الرسم
- قصة حب
- ضار
- العربي
- الجزائري
- الموسيقي العربية
- صحفيين
- القارئ نيوز