نيويورك تحتضن مؤتمر «حل الدولتين».. العالم يضغط لإنهاء الاحتلال ووقف الحرب بغزة

انطلقت، صباح اليوم الإثنين، أعمال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، وسط حضور رفيع المستوى من وزراء خارجية وممثلي أكثر من 100 دولة، ومشاركة فاعلة من منظمات دولية وإقليمية.
ويهدف المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين، إلى إعادة تحريك المسار السياسي للقضية الفلسطينية، في ظل الجمود الذي أصاب مفاوضات السلام منذ سنوات، وتصاعد الغضب العالمي إزاء استمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة، وما ترتب عليها من كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين من المدنيين، وسط تقارير دولية تشير إلى تفشي المجاعة وتفاقم أزمة الرعاية الصحية ونقص المياه والوقود.
رمزية الزمان والمكان.. الأمم المتحدة تعود إلى جوهر ميثاقها
يكتسب المؤتمر بعدًا رمزيًا وسياسيًا كبيرًا، إذ يُعقد داخل أروقة الأمم المتحدة، المؤسسة التي تأسست عام 1945 لتحقيق السلم والأمن الدوليين، وتحت مظلتها صيغت القرارات الأممية التاريخية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها قراري مجلس الأمن 242 و338، وقرار الجمعية العامة 194 الخاص بحق العودة.
وجاءت الدعوة المشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، في سياق جهود حثيثة لتفعيل المبادرة العربية للسلام، التي أُطلقت من بيروت في 2002، واستئناف الحوار حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
سياق مشحون.. حرب غزة وامتداد الصراع إقليميا
يأتي انعقاد المؤتمر في توقيت بالغ الحساسية، بعد أن تفاقمت تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وأدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية ومخيمات اللاجئين والمرافق الصحية والتعليمية.
وما زاد من تعقيد المشهد هو امتداد التصعيد إلى جبهات إقليمية أوسع، لا سيما بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع إيرانية في مايو الماضي، ورد طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ما أدخل المنطقة في دوامة عنف استمرت 12 يومًا، قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 24 يونيو.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت ضربات محدودة في 21 يونيو على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، ما أثار مخاوف عالمية من انزلاق الوضع إلى حرب شاملة، وهو ما دفع الأطراف الدولية إلى تسريع الدعوة لعقد مؤتمر نيويورك، بعد أن تأجل في يونيو بسبب تلك التطورات.
ملفات مطروحة على الطاولة.. الدولة، الحدود، والمساءلة الدولية
يناقش المشاركون في المؤتمر عددًا من الملفات الرئيسية، على رأسها آليات تطبيق حل الدولتين، والتأكيد على أن السلام الشامل لا يمكن تحقيقه دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاستيطان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
كما يتناول المؤتمر ضرورة مساءلة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتُكبت في غزة، استنادًا إلى تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، تؤكد وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بينها استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين.
وتطالب عدة دول، من بينها جنوب إفريقيا وبلجيكا وإسبانيا، بإعادة طرح طلب فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بعد أن حصلت في 2012 على وضع «دولة مراقب غير عضو»، وهو ما يُعد خطوة رمزية مهمة على طريق الاعتراف الدولي الكامل بالدولة الفلسطينية.
المواقف الدولية.. انقسام واضح ورسائل متضاربة
وفي أولى كلمات الجلسة الافتتاحية، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تدعم دون شروط إقامة دولة فلسطينية، وتدعو إسرائيل إلى احترام القانون الدولي والانسحاب من الأراضي المحتلة، كما أعلن وزير الخارجية السعودي أن المبادرة العربية للسلام ما زالت تشكل الإطار الواقعي الوحيد لتحقيق تسوية دائمة.
في المقابل، تبنّت الولايات المتحدة موقفا حذرًا، حيث أشار ممثلها إلى أن «حل الدولتين ما زال هدفًا استراتيجيًا»، لكنه اشترط «تهيئة مناخ أمني وسياسي ملائم قبل الخوض في مفاوضات جدية»، ما أثار ردود فعل غاضبة من عدد من الدول المشاركة، التي طالبت واشنطن بلعب دور أكثر فاعلية وضغطًا على إسرائيل لوقف الحرب فورًا.
رسائل أمل رغم صعوبة المرحلة
ورغم أن فرص النجاح تبدو محدودة في ظل موازين القوى الحالية، فإن العديد من المشاركين اعتبروا أن مجرد انعقاد المؤتمر بهذا الزخم، في مقر الأمم المتحدة، يمثل اختراقًا معنويًا ودبلوماسيًا، يعكس حجم الإجماع الدولي على أن الوضع في فلسطين لم يعد يُحتمل، وأن الصمت لم يعد خيارًا.
وأكد عدد من المراقبين أن المؤتمر قد ينجح في إعادة الزخم للمبادرة العربية للسلام، وفرض مزيد من العزلة الدبلوماسية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل تحدي القرارات الأممية.
يعلق الفلسطينيون آمالًا حذرة على هذا المؤتمر، الذي يُعد الأول من نوعه بهذا الحجم منذ سنوات، آملين أن تتحول الكلمات إلى أفعال، وأن يتوقف العالم عن الاكتفاء بالتنديد، ويتجه فعليًا نحو فرض العدالة، وإنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث.
- مؤتمر
- القضية الفلسطينية
- صراع الفلسطيني الإسرائيلي
- للقضية الفلسطينية
- ترامب
- مراقب
- الحرب المدمرة
- دونالد ترامب
- مفاوضات
- جرائم الحرب
- حرب غزة
- آبل
- المدنيين
- المجاعة
- طهران
- لمدة يومين
- طائرات
- بيروت
- نيويورك
- الاحتلال
- العالمي
- الشرقية
- إسرائيل
- حل الدولتين
- كارثة إنسانية
- القدس الشرقية
- السلام
- حكومة الاحتلال
- ساني
- مطروح
- الفلسطينية
- الحرب
- صحية
- المملكة العربية السعودية
- القدس
- الأمم المتحدة
- الرعاية الصحية
- غزة
- قطاع غزة
- السعودية
- مبادرة
- العدوان
- فرنسا
- المياه
- التاريخ
- حكومة
- الإسرائيلي
- المدارس
- مجلس
- القانون
- فلسطين
- الشهداء
- القارئ نيوز