الأربعاء 06 أغسطس 2025 الموافق 12 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

شاب ينهي حياته بـ«حبة الغلة» بقنا بعد رفض أسرته خطبته لفتاة

الشاب حسن المتوفى
الشاب حسن المتوفى في قفط بقنا

خيم الحزن على أهالي قرية بئر عنبر التابعة لمركز قفط جنوبي محافظة قنا، بعدما أنهى شاب في منتصف العشرينات حياته بطريقة مأساوية، إثر مروره بحالة نفسية صعبة بعد رفض أسرة فتاة كان يرغب في الارتباط بها.

منشورات مؤلمة.. «كل شيء ثقيل»

الساعات الأخيرة في حياة الشاب كانت شاهدة على آلامه العميقة، حيث كتب حسن (25 عامًا) منشورات مؤثرة عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، تعبّر عن حالة نفسية مضطربة، ومعاناة داخلية لم يتمكن من تحملها.

وكتب الشاب قبل ساعات من الواقعة: «ما عدتُ أطيق… كل شيء ثقيل… أنا أبكي دون دموع… أصرخ دون صوت.. إن كانت هذه هي النهاية.. فلا تجعل قبري امتدادًا لهذا الظلام».

وفي منشور آخر، قال: «لا تحرمني رحمتك يا الله… لقد تعبت جدًا».

تلك الكلمات كانت ناقوس خطر ربما لم ينتبه له المقربون منه، إلى أن وقعت الكارثة.

تفاصيل البلاغ والتحقيقات

البداية كانت عندما تلقى مركز شرطة قفط بلاغًا من الأهالي، يُفيد بوفاة شاب إثر تناوله مادة سامة داخل إحدى القرى التابعة لدائرة المركز.

 وعلى الفور، انتقل رجال الأمن إلى موقع البلاغ، وتم فحص الجثة ومعاينة مكان الواقعة.

وتبيّن من التحريات أن الشاب، الذي يعمل عاملًا بسيطًا، تناول قرصًا من "حبة الغلة السامة" المستخدمة في حفظ الحبوب من التسوس، وذلك داخل منزله، بعد رفض أسرة فتاة كان يرغب في الزواج منها.

وأفادت أسرة الشاب، خلال التحقيقات الأولية، بأنه كان يمر بحالة نفسية سيئة خلال الأيام الأخيرة، بسبب صدمته برفض أهل الفتاة الارتباط به، رغم رغبته الشديدة في الزواج منها.

تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى قفط التخصصي تحت تصرف جهات التحقيق، وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وكلفت وحدة المباحث بسرعة كشف ملابسات الحادث، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.

موجة حزن وتعاطف على السوشيال ميديا

فور إعلان نبأ الوفاة، ضجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في قنا ومنطقة قفط بمنشورات تنعي الشاب حسن، وسط حالة من الحزن والغضب والصدمة. 

وعبر أصدقاء الراحل عن حزنهم الشديد لخسارة «شاب خلوق وطيب القلب»، كما وصفوه.

وكتب أحد أصدقائه: «حسن مكانش يستاهل كده… كان نفسه يتجوز البنت اللي حبها بالحلال، بس الدنيا ضاقت عليه».

بينما قالت إحدى قريباته: «كان بيحبها جدًا… كلنا كنا عارفين. ربنا يرحمه ويصبر أمه».

وتحولت صفحة الشاب الشخصية إلى دفتر عزاء مفتوح، امتلأ بالدعوات له بالرحمة والمغفرة، وسط مطالبات بضرورة زيادة الوعي بمخاطر الضغوط النفسية على الشباب، والاهتمام بحالتهم النفسية والاجتماعية.

«حبة الغلة» القاتلة.. خطر صامت في بيوت المصريين

تُعد "حبة الغلة" واحدة من المواد السامة شديدة الخطورة، والتي تُستخدم كمبيد حشري لحفظ الغلال، إلا أن خطورتها الكبيرة تكمن في سهولة الحصول عليها، وسرعة مفعولها، ما جعلها وسيلة شائعة للأسف في حالات الانتحار، خاصة في المناطق الريفية.

وبحسب تقارير طبية، فإن المادة الفعالة في «حبة الغلة» تهاجم أجهزة الجسم الحيوية بشكل سريع، وتسبب الوفاة في وقت قصير جدًا، كما يصعب إنقاذ الحالات في كثير من الأحيان، ما لم تُعالج خلال دقائق معدودة.

دعوات للتوعية.. وفتح باب النقاش المجتمعي

أعادت الحادثة الأليمة في قفط الحديث مجددًا حول ضرورة تعزيز التوعية النفسية والاجتماعية بين الشباب، وفتح باب النقاش المجتمعي حول الارتباط والزواج ورفض الخطبة بطرق لا تُسبب أذى نفسيًا للأطراف.

كما ناشد عدد من الأطباء النفسيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، بضرورة التعامل الجاد مع أي مؤشرات على الانتحار أو الاضطراب النفسي، خاصة عندما يترافق ذلك مع منشورات سلبية على السوشيال ميديا.

وأكدوا على أهمية عدم تجاهل العبارات التي توحي باليأس أو الاكتئاب، والتواصل مع الشخص فورًا، ومساعدته في الوصول إلى متخصصين أو الحصول على الدعم النفسي المناسب.

تم نسخ الرابط