الأربعاء 14 مايو 2025 الموافق 16 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

المفاوضات في الدوحة تصل إلى طريق مسدود رغم ضغوط واشنطن… ونتنياهو يتوعد

غزة
غزة

تتواصل المحادثات في العاصمة القطرية «الدوحة» دون اختراق ملموس بين الوفد الإسرائيلي والمبعوثين الأمريكيين، رغم الزخم الذي أضفته زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، وسط تعنت إسرائيلي وتصلب في المواقف، خاصة ما يتعلق بشروط إنهاء الحرب على غزة.

اتصالات مكثفة دون نتائج.. ومفاوضات بلا لقاءات مباشرة

وأفادت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، بأن المفاوضات وصلت فعليًا إلى طريق مسدود، ما دفع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إجراء اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف إقناعه بتوسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي المتواجد في الدوحة برئاسة نائب رئيس جهاز «الشاباك».

 إلا أن الردود الإسرائيلية بقيت في إطار التشدد، مع تمسك تل أبيب بخطة ويتكوف ولكن ضمن شروط صارمة.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، لم تعقد لقاءات مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، بل اكتفى الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب القطري، بالتنقل بين الأطراف. 

ورغم أن محادثات سابقة شهدت تواجدا مشتركا للطرفين في نفس المبنى، ما ساهم آنذاك في تسريع وتيرة التقدم، إلا أن الوضع الحالي مختلف، حيث تصر إسرائيل على شروط مسبقة تعتبرها الفصائل الفلسطينية تعجيزية.

شروط إسرائيلية تعرقل المسار.. استسلام ونزع سلاح ونفي

الوفد الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، يضع ثلاثة شروط رئيسية لا تنازل عنها: استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، واستسلام كامل من حركة حماس، بما يشمل نفي قادتها ونزع سلاحها. 

وتعتبر إسرائيل هذه البنود ضرورية لأي وقف لإطلاق النار، في حين يرى الوسطاء أن هذا الطرح يتجاوز الخطوط الحمراء الفلسطينية، ويجعل من إمكانية التوصل لاتفاق في المرحلة الحالية شبه مستحيلة.

ويتكوف، الذي يحاول إيجاد مخرج، اقترح صيغة جديدة لإحداث اختراق، تقوم على إطلاق سراح الأسرى على مراحل مقابل خطوات تدريجية لوقف النار، إلا أن الطرح لم يلقَ ترحيباً فورياً من الجانب الإسرائيلي، بانتظار موافقة نتنياهو التي ما زالت غير مؤكدة.

جلسات مطولة في الدوحة… ونتنياهو يستعد لمشاورات أمنية

من جهة أخرى، نقلت شبكة «الجزيرة» عن مصادر خاصة أن ويتكوف عقد جلسة استمرت قرابة الساعتين والنصف في الدوحة، ضمت مسؤولين قطريين وممثلين عن عائلات الأسرى الإسرائيليين. 

وتزامن ذلك مع الإعلان عن جلسة مشاورات أمنية مرتقبة في إسرائيل، سيعقدها نتنياهو مع وزرائه وقادة الأجهزة الأمنية، لمناقشة تطورات المشهد التفاوضي.

وتؤكد مصادر أميركية أن هذه الجولة من المحادثات، رغم أنها غير مباشرة، تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة إدارة ترامب على التأثير في القرار الإسرائيلي، خاصة في ظل إصرار واشنطن على إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن.

التفويض المحدود.. عقبة أمام التقدم

وفي هذا السياق، برزت مؤشرات على أن تفويض الوفد الإسرائيلي المفاوض محدود للغاية، ما يقلل من مرونة التفاوض، ويدفع المبعوث الأميركي إلى التواصل المباشر مع نتنياهو

مصادر مطلعة أوضحت أن الإدارة الأمريكية باتت تدرك أن تجاوز هذه العقبة يستلزم قرارًا سياسيًا من أعلى مستوى، ما يفسر التصعيد في الضغوط من جانب ويتكوف.

وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن النقطة الجوهرية في الخلاف تتمثل في رفض حركة حماس الدخول في صفقة لا تشمل إنهاء الحرب فورًا، وهو ما تصر عليه الفصائل الفلسطينية كشرط أساسي، مقابل موافقة مبدئية على مناقشة قضية الأسرى.

نتنياهو.. «المفاوضات تحت النار»... وتصعيد محتمل بعد مغادرة ترامب

رغم إرسال وفد إلى الدوحة استجابة لطلب أميركي، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن «المفاوضات لن تتم إلا تحت النار»، في إشارة واضحة إلى استمرار العمليات العسكرية في غزة.

 ووفق مصادر عبرية، فإن رئيس الحكومة لوّح باحتمال تصعيد الهجوم العسكري على القطاع فور انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة، في خطوة تُقرأ كمحاولة للضغط على الوسطاء ولحشد تأييد سياسي داخلي في إسرائيل.

فرصة أميركية تضغط على نتنياهو

مصادر في الإدارة الأميركية اعتبرت أن زيارة ترامب، إلى جانب الإفراج الأخير عن الأسير الإسرائيلي ألكسندر، يمثلان فرصة لا يمكن إضاعتها لدفع نتنياهو نحو إبرام صفقة شاملة.

 ويبدو أن مستشاري ترامب يدفعون باتجاه حل سريع، على اعتبار أن الاستمرار في الحرب يهدد صورة الإدارة الأميركية في المنطقة، ويعيق مسار اتفاقيات التطبيع الإقليمي التي تروج لها واشنطن.

ختام: أزمة ثقة واستقطاب سياسي يعرقلان الحل

في ضوء هذه المعطيات، تبدو فرص التوصل إلى اتفاق في الدوحة رهينة لمعادلة معقدة تجمع بين تصلب إسرائيل، وشروط حماس، وضغوط الوسطاء، والتغيرات في المزاج السياسي داخل تل أبيب. 

وتبقى المفاوضات أسيرة للاعتبارات السياسية أكثر من كونها حوارًا إنسانيًا لحل أزمة الأسرى ووقف نزيف الدم في غزة.

ومع بقاء الأوضاع على حالها، تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه مشاورات نتنياهو الأمنية، وما إذا كانت واشنطن ستنجح في إقناعه بخفض السقف السياسي والميداني، أم أن «المفاوضات تحت النار» ستبقى العنوان الرئيسي للمرحلة القادمة.

تم نسخ الرابط