الإثنين 09 يونيو 2025 الموافق 13 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

الكنيسة القبطية تبدأ صوم الرسل.. أقدم الأصوام وأقربها لروح الخدمة

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين الموافق 9 يونيو 2025، صوم الرسل، أحد أقدم وأهم الأصوام في التقليد الكنسي، والذي يحمل طابعا روحيا خاصا مرتبطا بالخدمة والتكريس. 

ويعتبر صوم الرسل امتدادا لتقليد رسخه آباء الكنيسة الأوائل، مقتدين بالسيد المسيح، الذي بدأ خدمته على الأرض بالصوم والصلاة، كما جاء في سفر أعمال الرسل: «وتكونون لي شهودا» (أعمال 1:8).

ويعرف هذا الصوم بأهميته الروحية والكنسية، حيث يسبق احتفال الكنيسة بعيد استشهاد القديسين بطرس وبولس الرسولين في 12 يوليو، ويعد فترة تهيئة روحية للخدمة والشهادة للإيمان.

القس مقار ليشع.. صوم الرسل هو الأقدم في الكنيسة

وفي هذا السياق، أكد القس مقار ليشع، كاهن كنيسة العذراء بالقصيرين، في تصريحات خاصة، أن صوم الرسل هو أقدم صوم عرفته الكنيسة القبطية منذ نشأتها. 

وأوضح أن هذا الصوم كان البداية الفعلية لخدمة الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم، حيث صاموا قبل انطلاقهم في رحلاتهم التبشيرية لنشر رسالة الإنجيل في العالم.

وأشار القس مقار إلى أن السيد المسيح نفسه أشار إلى هذا النوع من الصوم حين قال: «ولكن حينما يرفع عنهم العريس، فحينئذ يصومون»، في إشارة إلى الوقت الذي يبدأ فيه تلاميذه بالصوم بعد صعوده إلى السماء.

صوم خاص بالخدمة والانطلاق الروحي

وشرح القس مقار أن صوم الرسل يُعد صوما مختلفا عن بقية الأصوام، فهو لا يتعلق بالتوبة فقط، وإنما يركز على التهيئة للخدمة والانطلاق الروحي.

 واستشهد بآية من سفر أعمال الرسل تقول: «وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه...» (أعمال 13: 2-4)، ما يعكس ارتباط الصوم بالصلاة والاستعداد للخدمة التبشيرية.

وأضاف: «يسوع نفسه بدأ خدمته على الأرض بالصوم أربعين يومًا، وهذا ما فعله الرسل أيضا، ليكونوا في حالة روحية مستعدة للخدمة والتضحية».

صوم يحمل معاني التكريس والتواضع

وحول الأبعاد الروحية لصوم الرسل، أوضح القس مقار أن هذا الصوم يعبر عن روح التكريس والاتضاع، إذ يصوم المؤمن وهو شاعر بضعفه، طالبا تدخل الله في حياته وخدمته. 

وتابع: «نصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية، نصوم شاعرين بضعفنا، منتظرين تدخل الله في العمل والخدمة».

وأكد أن صوم الرسل لا يقتصر على الامتناع عن الطعام فحسب، بل هو أيضا فترة للتأمل، والصلاة، ومراجعة النفس، وطلب القوة من الله، من أجل تقديم شهادة حقيقية للمسيح في الحياة اليومية.

أنواع الأصوام في الكنيسة ودور صوم الرسل بينها

وأشار القس مقار إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعرف عدة أنواع من الأصوام، مثل أصوام التوبة كصوم أهل نينوى، وأصوام الاستعداد للنعمة كالأصوام التي تسبق الأسرار المقدسة، لافتًا إلى أن صوم الرسل يختلف من حيث كونه صومًا مخصصًا للخدمة والعمل الكنسي.

وقال إن صوم الرسل يذكر كل مؤمن بأن الخدمة ليست مجرد نشاط كنسي، بل دعوة تحتاج إلى إعداد روحي عميق، يبدأ بالصوم والصلاة والاتكال الكامل على الله.

اختلاف مدة الصوم من عام لآخر

ويتميز صوم الرسل عن بقية الأصوام أيضا بتغير مدته من عام لآخر، بحسب موعد عيد القيامة المجيد، حيث يبدأ بعد عيد العنصرة، وينتهي في 12 يوليو بعيد استشهاد القديسين بطرس وبولس، وقد تزيد مدته أو تقل تبعًا للتقويم القبطي.

وفي هذا العام، يبدأ الصوم في 9 يونيو، ويستمر قرابة 34 يوما، يلتزم خلالها الأقباط بتناول الأطعمة النباتية، مع تكثيف الصلوات والقداسات اليومية في الكنائس.

دعوة للتأمل الروحي والتجديد الإيماني

واختتم القس مقار تصريحاته بدعوة كل المؤمنين إلى استغلال فترة صوم الرسل كفرصة للتجديد الروحي والانطلاق في الخدمة بمحبة ونشاط، مستلهمين مثال الآباء الرسل الذين حملوا البشارة إلى العالم وهم صائمون ومصلون، مؤكدا أن قوة الكنيسة في كل العصور نبعت من صلوات القديسين وأصوامهم.

وأوضح أن الكنيسة لا تنظر إلى الصوم كعبء، بل كنعمة وعطية إلهية، تقوّي المؤمن وتثبته في الإيمان، وتمكنه من حمل رسالة المحبة والرجاء في عالم تكثر فيه التحديات.

تم نسخ الرابط